الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثورة الدم... نحن وريثوك في الدم يا حسين

بواسطة azzaman

ثورة الدم... نحن وريثوك في الدم يا حسين

ماجد علي كيطان الجبوري

بـابــل    العراق

حين عانت من شظف العيش اسرتنا

تألمنا ... جعنا ... افتقرنا

من مسكن إلى مسكن انتقلنا

وفي جنح الليل طالما بكينا

منذ الصغر والايام

أغرقِ والدي اعمارنا في الظلام

بعدها بخمسين عام

 ماتت امي

تبعها بعدة اعوام

موت ابي

كنت اسمع امي وهي تبكي

   تقول لابي :

انت تدري باننا سنموتْ

ولم نترك مسكن لأولادنا

حتى لو كان وهناً

                                                                      كبيت العنكبوتْ                                                                              

قال اخي الاكبر:

الآن الله يسامحكما

يغفر’ الله لكما

ناما قريرا العين

ولكنه مسكنهم

من دونه هم مشردينْ

ايبني بيتاً العنكبوت ؟

وأب يترك’ اولاده من غير بيتْ ؟

××× 

باسم الله اتوكل

وبحب العراق اقول

إن الافلاك سوف تسبح في مداراتها

والارض سوف تدور دورتها

وتقف خائفةً مرتينْ

حين يكون العراق تحت غمار الردى

وهو يقاتل برجاله في الوغى

ثم تقف مرة اخرى

والعراق فجرا قد تنفسْ

وارضه’ معبدا للشمسْ

عندما تفيق الشمس’ من غفوتها

تدور حول الارض دورتها

محبوبة تبادل محبوب بالأشواقْ

تذوب معها حبـاً

                        حدً الاحتراقْ

   ×××

بكبر العراق منتفضاً ارجع اقول

إن الارض دولاب كبير

وإن الافلاك في مدارات مع الارض تسير

وان فلك عظيم كمارد عملاقْ

يدور به في مدار خانقْ

ويسحبه’ اخر إلى مدار حارقْ

سيميل قطب الارض يميناً وشمالاً

ليعلن بداية الاعصار

وترتجف الارض وما فيها فتفيض ماءً

                    ونـار

كل البراكين سوف تقذف’ ’حممها

ومن سفوح الجبال إلى السهول

تجرف كل شيء أمامها السيول

حتى الدور والاحجار

 وتنفجر العيون والانهارْ

            وتشتعل البحارْ

كل اشجار الارض سوف تحترقْ

وتصيح الرياح وهي تستبقْ

قبور الاموات تحت الارض تفرعْ

والناس’ تهرعْ

والطيور تطير بأجنحة مشتعلة 

تلبث هنية ثم تقع

وتسير جبال الارض كالسحاب  

         طولاً وعرضاً

يحطم’ بعضها بعضاً

كل شيء تمر’ به تحتها يسحقْ

ثم ترميه في مكان سحيقْ

الارض يعلوها الدمارْ

والسماء تقطر’ جمراً كالشرار

فيصبح الكون حطاماً من نار

حتى اذا تحطم قطب الارض

                  وانكسر المدارْ

ينشق بطن الارض عن صوت ملائكي جليل

تسبيح الانبياء فيه

ودعوات ابراهيم الخليل                                                           

بينما يعرج الصوت الملائكي للعلياءْ

يأخذ معه قطب الارض نحو السماءْ

يكون العراق عندها فجرا

وتصبح ارضه سنبلة خضراء

ومجرى ماءْ

عندها يكون بيت لأولادنا

ووطن وهواء

× × ×

ايها الصوت الملائكي

تفزعني حين تشطر’ روحك صوت وصدى

صوتا يصير الها

وصدى يهتدي به ضالا

ايها الصوت

انت صوتي

 لذا اركع واسجد خائفا حين تنطقْ

وانام قريرا حين تطبقْ

وأتعالى فخرا حين تصعد’ كالطير وتحلقْ

نفسي كلها في مهب روحك تصير    

وروحي مع روحك تطير

والشجر في الجو الماطر

والشراع في الاعصار

والطير في العاصفة

هذا قضاء الله وقدره

وهذا حظي

في سدى الليل الأظلم

تملك نفسي إن تتصفح ألبوم الدمْ

وعيش الصحراء المعدم

تملك نفسي إن تقاوم أهات الألمْ

        يا رجل

ان كنت تحاول ان تقرا كقارئة الفنجان

أو تتنبأ كالعرافة أو المنجمون       

فانزع جلدك هذا

وألبس جلدا محبذا

كي تخرج كل جروحك

ثم أئت  بـروحك

وازرعها في جسدك

واسقيها من عينيك

فاذا تحررتْ روحك من شباك الهمْ

وتوقفتْ جروحك عن نزف الدمْ   

وتسامتْ بعيدا عن حدود الموتْ

عندئذ يكون لصوتك صوتْ

فاحمل صوتك إلى الأعماق

كي تروي يوابس الارياق

ستكون ضوء به رأيتْ

وتكون ماء به رويتْ

فيكون لصوتك أصداء

ولكل أصدائك كلمات

ولكل كلماتك أجنحة

ولكل أجنحتك عيون

ولكل عيونك حروف

ولكل حروفك أحداقْ

تنبض حباً وأشواق

يا رجل

حياتك في ميلادك

وميلادك في صوتك

وصوتك في موتك

فقف لحظة وتأمل:

في الصوت هذا كل المصيبة

                  وكل الفجيعة

                    وكل البلية

                   وكل الرزية

وإلا لماذا يكون في الصمت

الحكمة والفضيلة

والرفعة والدرجة الكبيرة

نصرخ بكاء عند الولادة

ونصرخ بكاء عند الموت والشهادة

في الصوت كل الندامة

وفي الصمت كل السلامة

فمتى يخيم علينا السكوت؟

ونتعلم إن السكوت في الامرين

أنفع العمرين ؟

××××

يا حسين

والله الذي أقدمك للحياة

صوتك يبقى مدوياً

داعياً للنجاة

حاملاً في جنباته

قرباً من ماء الفراتْ

لو سكتنا ستخرس كل الاصواتْ

سوف يلجمها الدخان والنسماتْ

ولهذا نحن لا نبقى بل نموتْ

يا حسينْ

والله الذي أوهبك

إمامةً من نسل الانبياءْ

مهابةً تعلو بالمروءة والكبرياءْ

سفينة نجاة تعبر’ بالمساكين والفقراءْ

لو سكتنا فأمواج كل البحورْ

سوف يحطمها الاسماك والطيورْ

ولهذا نحن لا نبقى بل نموتْ

يا حسينْ

والله الذي اولدك في بيت النبوة

مفعماً بسبحات الملائكة

مقدساً بعبقات الجلالة

مترنماً بطهر الولادة

مختوماً بختم الشهادة

لو صمتنا فنوافذ كل البيوتْ

سوف يغلقها الفراش والعنكبوتْ

ولهذا نحن لا نبقى بل نموتْ

يا حسينْ

والله الذي أبقى أسمك

وتراً في الخالدينْ

وروحك عبقاً فواحاً

يستنفر’ همم الثائرينْ

ويتفجر غيضاً في نهضة

 وثورة الفاتحينْ

لو نمنا فأحداق كل العيونْ

سوف يوقظها الاشجان والجفون

ولهذا نحن لا نبقى بل نموتْ

يا حسينْ

أيها المضمخ بالمنايا وهي تنقش جسمك

أيها الممتلئ بالرزايا وهي تخط  رسمك

عندما نصرخ ونقول يا حسينْ

يتجلى باسمك الحق والدينْ

لهذا تمثلت باسمك يا حسينْ؟

إن الشجاعة ماثلة بين القبتين الآن في كربلاء ؟

ألان غيرة العباس إباءْ

أم لأن عنفوان المجد للحسين

فيض’ دماءْ                                                                                    

فأصبحت هي الإرثْ

ولازلنا نطالب بالتراثْ

يا هائل الاحداث والميراثْ

فكأنما ختمنا بختمك منذ الولادة

فكبرنا في ساحة الموت نبغي الشهادة

يا حسينْ

إن الصمت يهب’ لأنفسنا دلالة

إن يكون المرء مهيباً ... كريماً

                 جليلاً ... حليما

مفعماً بالسلامة

كذاك صمتك يا حسينْ

ممتلئاً بالهيبة والنبوءة

فائضاً بالجود والمروءة

عبثاً ،

يكون بين نهاية الحياة

 وبدء القيامة

وعلى محياه سمةً

موشحاً بعلامة

عليه سيماء الصالحينْ

وهدوء كصمت الميتينْ

عندها يتماثل الاثنينْ

ودونهم الصوت في أرضنا يا حسين

ولهذا صرخنا

ولأن العراق أرضنا أفقنا

ولأنا أهلوك في الصبر قتلاً

والطالبين بالدم قهرا

تعطفنا عليك شوقاً

فقلقنا وأرقنا واحترقنا

   ×××

ولكننا لا نموتْ

ولأنا وريثوك في الدم

ورثنا حياتك يا سيدي

فهي ماء وقوت

تملأ كل البيوت

غبطةً وسعادة

وامل وزيـادة

أيها الناس

أنتم تملكون وطناً

من ادنى مكارمه

إن نعمائه عليكم دينْ

تعيشوا وتمتوا بدمكم فوقه

إنما دمكم حب وطنكم حقه

حرام عليكم ان تستباحْ

أعلموا إن الوطن يبقى

ويأتي وتروحْ

الدم والجراحْ

أيها الناس

إن الجراح أعواد تنبت في الروح

إذا تداوت برأت

وإذا أهملت قتلت

فاتقوا الله أن تتركوا وطناً ينز’ كالجراحْ

أو تحملوه جرحكم

أو تطعنوه بالسلاحْ                                                              

إنما الوطن الفخر’ والعلياءْ

             والماء’ والهواءْ

يا عراق

أيهذا الوطن المتفتح حباً زهوراً وحدائقْ

أيها الفواح مسكاً في كل المناطقْ

أيها الوهاب دراً في كل المخانق

أيها المتعالي حناناً لكل الخلائق

ايها المزروع ناراً في كل الخنادقْ

ايها المشرع’ رصاصاً في كل البنادقْ

أيحسن إن نتهمك الآنْ ؟

                            والموت’ خانقْ

عندما نتوسد جنبيك والرزايا كلها بين يديكْ

عندما ننام فوق راحتيك والدنا كلها تعتيدكْ

عندما ينزف فينا جرحاً للآن هو يدميكْ

عندما يزرع فينا جرحاً المزروع فيك

أيحسن إن نتهمك الآنْ ؟

××××

يا عراقْ

يا عراقْ

بدمي وروحي أفديكْ

يا عراقْ

يا عراقْ

بماء عيوني أرويكْ

يا عراقْ

يا عراقْ

باسمك مزروعة أوردتي

وعلى جنباتك موسومة أجنحتي

وبحبك تصدح’ أغنيتي

وبهواك موشومة لغتي

وبوسمك على وجهي تبدو شهادتي

لأنك بأرواحنا

تنزل مثل الودقْ

وتصعد مثل الشفقْ

أصبحت لقلوبنا رنةً

حبنا من أجمل دقاتها

 ودمنا رسم من لوحاتها

وجرحنا صدى من أصواتها

وللنبض في تجديف الزوارق .. وتحليق الطيورْ

                     وصيد الاسماك .. وخبز التنورْ

وقع لأحداثها في قرى الأهوار

وما بين الزرع والنهرْ

ترى حورية وهي تقطف الثمارْ

تغني الحب للعصافير والاشجارْ

تبث في خضر السهوب عطر الياسمين

وتزرع بيدها الحب والرياحين

ثم تصعد مثل الدخانْ

تطلق اصوات تشبه هديل الحمام

تضيئ كالقمر فتطرد الظلام

ويكأني رأيت امرأة فارعة

 معصوبة الجبين ...تنهضْ

مكشوفة الرأس واليدين .. تبضْ

حافية القدمينْ ... تركضْ

جدائلها تطير مع الريح

بل هي تطير مع الريح

تلقي في أحضانه رأسها

وترمي على صدره شعرها

وهي مليئة بالزهو والكبرْ

فواحة بالمسك والعنبرْ

تأخذه الغيرة والفخر

فيمسح على رأسها بيده

ويمر على شعرها بأنامله

فتحس به

 كانسياب الماء

ونسمة هواء

وهي تبكي ... وتبكي

ثم تنام وتحلم و تحلم

×××

يا أهل العراق

إن هذا وطنكم

وطن النبوة والاولياءْ

والرسل والصلحاءْ

هذا حفيد الحسين جاءكمْ

يحضن رأس عزيزتكم

يمسح شعر ابنتكمْ

يأخذ بأيديكمْ

ينشر العدل ويحي دينكمْ

الافراح تضج والزغاريد

ويعلو صوت الاناشيد

تخفق بيارقه في أعلى السما

تأخذ هيبته أبصار الورى

وكذا  دمـه

     مروءته

     نبوءته

وهو في لهيب الوغى

أيها المتنور بشمس هيبته

أيها المستضيء بقمر هامته

أيها المستقر بنجم قامته

بين السنة اللهب والنار

        والماء والاعصار

والصلوات التي تعرج بالروح نحو السماءْ

موشحة بالدعاءْ

مجللة بالخشوعْ

مبتلة بالدموعْ

أيها المستقر بيننا كالقلب بين الضلوع

نحن لسنا نحارب إشفاقاً إليك

                   أو تأسفاً عليك

                   أو لوعة فيك

لكننا سنموت إذا نخلة من أراضيك

               لم تزرع في الزروع ؟

               أو دمعة من مآقيـك

               لم تذرف في الدموع ؟

إنها وطنه

كأم تحمله بين أحشائها

نموت ونحن نقاتل دونها

نموت ونحن نقاتل عليها

الأنا نحن اهل غيرة وحمية

أم لأنا أصحاب قضية

معركة نحن أهل لها

شرف نحن نخوض غمارة


مشاهدات 114
الكاتب ماجد علي كيطان الجبوري
أضيف 2025/01/05 - 5:12 PM
آخر تحديث 2025/01/07 - 10:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 545 الشهر 3351 الكلي 10093316
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/1/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير