الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فواعل سياسية عراقية بين التناقضات وإنقلاب المعادلات

بواسطة azzaman

فواعل سياسية عراقية بين التناقضات وإنقلاب المعادلات

سيف السعدي

 

تغيير النظام في سوريا أماط اللّثام عن كثير من الوجوه التي لا تميز بين الحلال والحرام، والحديث عن الانتقاء والانتقام، لتنصب نفسها وتقرر متى الحرب ومتى السلام، تناقضات في المواقف والتصريحات ولا يوجد انسجام، وضرب للدستور والالتزامات الدولية وعدم الاحترام، نهجها قائم على اساس التشكيك والاتهام، حتى صرنا نتساءل متى يصبح لدينا خطاب رجال دولة والتزام؟.يتحدثون عن وضع سوريا ولكن عن الوضع العراقي هم نيام، ينتهجون سياسة تحويل العلاقة من صداقة إلى حالة خصام!!، لان هاجس تغيير النظام يطاردهم حتى في الاحلام، ونقاشاتهم تدور هل التغيير حقيقة ام اوهام؟.

‏من تناقضات الفواعل السياسية لدينا بالعراق تعتبر احمد الشرع ارهابي ولا شرعية للشرع لانه قتل الكثير من العراقيين، طيب وبنفس المبدأ لطالما الحديث عن كل من قتل العراقيين هو مجرم ولا يجب التعامل معه!!، لماذا تتعامل نفس الفواعل السياسية مع ترامب وهو من امر بتنفيذ حادثة المطار، فضلاً عن حوادث اخرى؟؟!!، وايضاً نفس الفواعل تقول ان الشرع كان مسجون في العراق بزمن الاحتلال وهناك من يصفه بخريج سجون، طيب ماذا عن القيادات السياسية العراقية التي كانت مسجونة بنفس السجن؟؟ عن التوصيف اتكلم!!، وهنا لابد من تحديد الموقف ليس على اساس هوية الفاعل وانما على اساس الفعل، مثلاً ‏يحظر حزب البعث بالعراق في حين فواعل سياسية فاعلة بالعراق كانت تدعم نظام حزب البعث في سوريا!!، الان تغيرت المعادلة واصبحت نفس الفواعل السياسية تدعم وتحتضن الاخوان المسلمين في العراق بينما تهاجمهم في سوريا!!، ويتناسون ان ‏المبادىء تبقى مبادئ لو كان الطريق دماً.

نجد البرامج الحوارية السياسية في العراق تستضيف يومياً شخصيات تحمل صفة «محلل سياسية او ستراتيجي»، تشكك وتهدد تندد وتبدد المخاوف ما يتعارض مع مصالح ولي نعمتها، وهؤلاء منهم مؤدلج واخر زبائني فضلاً عن حديث فواعل سياسية في الإطار التنسيقي وتخوفهم من التغيير في سوريا وتأثيره على الداخلي العراقي، والتركيز على موضوعة الارهاب والجماعات المسلحة والسلاح المنفلت!!،

عنف طائفي

ولا اعرف هل يحق لهم الحديث عن السلاح المنفلت والجماعات المسلحة والعراق يعاني من نفس المشكلة التي يتخوفون منها؟؟، ايضاً الحديث عن حماية الاقليات والابتعاد عن المحاصصة ونبذ العنف الطائفي والتطرف واحترام الاماكن الدينية!! والتوازن في مؤسسات الدولة وعدم اقصاء اي طرف، ولكن في العراق نعاني من هذا النهج، لذلك اقول لا يحق لفواعل سياسية متهمة بالتهميش والاقصاء والطائفية والعنصرية خوض حروب اخلاقية لتقييم تجارب الاخرين، وينطبق عليهم قوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)، اي الاجدر بمن لديه تخوف من معادلة التغيير ان يغير من نهجه وسلوكه والله يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، لذلك ابن خلدون في مقدمته يقول «حصن قلعتك من الداخل يخشاك العدو»، وهذا ما تتطلبه هذه المرحلة، بل اجد ان خطوات الإدارة الجديدة في سوريا تستفاد من التجربة التي مر بها العراق بعد 2003.

الفاعل السياسي العراقي المتخوف من التغيير على غرار ما حصل في سوريا يجب ان ينتبه للعوامل التي تسرع مع عملية التغيير في العراق من ضمنها السلاح المنفلت والفصائل المسلحة خارج اطار الدولة، لانها ستعطي الشرعية للقوى الخارجية بضرب العراق والمساهمة بالتغيير وليس بالضرورة ان يكون مطابق لما حصل في سوريا وانما عن طريق الانتخابات المقبلة .

ويكون بنيوي مع الحفاظ على هيكلية النظام الديمقراطي، لان بوجود السلاح خارج سيطرة الدولة لا يمكن ان يكون هناك نظام ديمقراطي لاسيما ان الدستور العراقي بالمادة 9/اولاً/ب نصت على «يحظر تكوين مليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة، وهنا السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني امام فرصة تاريخية لانها ظاهرة السلاح خارج سيطرة الدولة، وتقـــديم قرار العراق اولاً بعيداً عن سياسة المحاور والتأثيرات والاملاءات من قبل هذا الطرف او ذاك، لان معدلة الشرق الاوسط الجديد العراق جزء منها وسيتضح ذلك بعد 20 يناير الحالي موعد تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية.


مشاهدات 199
الكاتب سيف السعدي
أضيف 2025/01/04 - 3:28 PM
آخر تحديث 2025/01/06 - 8:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 504 الشهر 2790 الكلي 10092755
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير