الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زيتون العراق.. شجرة السلام التي تحترق بين الإهمال والآمال

بواسطة azzaman

زيتون العراق.. شجرة السلام التي تحترق بين الإهمال والآمال

 

نينوى - محمد خالد

بين خطط زراعية طموحة واتفاقيات دولية، يعيش الزيتون العراقي واحدة من أكثر قصص الإهمال الزراعي إيلامًا، فيما يحاول المزارعون الأفراد إنقاذ ما تبقى من «الشجرة المباركة».

في عام 2000، أطلقت وزارة الزراعة خطة لزراعة مليوني شجرة زيتون. وبعد توقيع العراق على اتفاقية الزيتون الدولية عام 2007، تبخرت الآمال تدريجيًا، وتراجع الإنتاج إلى 34 ألف طن سنويًا، مع اعتماد متزايد على الاستيراد من تركيا وإيطاليا.

كوارث طبيعية

بعشيقة... المدينة التي قاومت مرتين

في بعشيقة، حيث تعود أشجار الزيتون إلى أكثر من 650 عامًا، قاوم المزارعون الكوارث الطبيعية، مثل «الثلج الأحمر» عام 1904، والاجتياح الإرهابي لتنظيم داعش، الذي أحرق مئات البساتين. واليوم، يحاول السكان إحياء تراثهم الزراعي وسط قلة الدعم وصعوبة التمويل. تقول المعلومات عن دخول الزيتون للعراق، بإن التراث الشفوي المتداول بين سكان المدينة يفيد بأن رجل دين لديه مكانة روحية عالية بين الأيزيديين جلب أشجار زيتون من سوريا ولبنان، أهمها شجرة من منطقة “بيت فار” في بعلبك، قبل نحو 650 سنة، وهو تحديداً عمر غالبية أشجار الزيتون اليوم في بعشيقة.

بحسب إحصائيات 2021، يتركز الزيتون في سهل نينوى ومزارع كردستان. وسجلت الأنبار مؤخرًا صعودًا مفاجئًا كأكبر منتج، تليها نينوى ثم بغداد. في كردستان، تنتشر ونحو 1500 مزرعة للزيتون، أغلبها في أربيل والسليمانية.

ترتيب عالمي وعربي متواضع

احتل العراق المرتبة 23 عالميًا، والتاسعة عربيًا في إنتاج زيت الزيتون، بواقع 34.5 ألف طن سنويًا، فيما يظل استهلاك الفرد العراقي متدنيًا جدًا (0.03 لتر سنويًا)، مقارنة بمعدلات استهلاك مرتفعة في إسبانيا وإيطاليا والمغرب.

رأي خبير: حسن سالم يتحدث من قلب المعاناة حسن سالم، صاحب معصرة بعشيقة –الأولى في نينوى– ، وقد حضر عشرات المعارض العربية والدولية ، يروي واقعًا صعبًا بكلمات صادقة قائلاً:

«صناعة الزيتون في العراق ما زالت متأخرة، وبدائية في مجال الجودة والصناعة والإرشاد الزراعي والدعم الحكومي. ما زالت الزراعة تعتمد على الشتلة النبتية، وليس على الزراعة المكثفة حيث يكون استغلال الأرض مجديًا في الحالة الثانية. ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن المردود المالي ضعيف جدًا مقارنة بالجهود المضنية للفلاح، ومستلزمات العناية بشجرة الزيتون.                                                

نملك مئات الدونمات من أراضي الزيتون في سهل نينوى، ومع ذلك نجد صعوبة في تحقيق أرباح مناسبة، رغم أننا من الأوائل في البيع والسمعة.

شجرة اسبانية

الدولة مقصرة في دعمنا، والضرائب عالية، وممنوع استيراد الشتلات من الخارج، كما أن هناك ترددًا كبيرًا في التعامل مع الشجرة الإسبانية التي تنتج الزيتون الأكثر جودة في العالم.                                                       

كان على العراق أن يزرع 30 مليون شجرة زيتون خلال 15 عامًا، منذ أن وقع على الاتفاقية الدولية عام 2007، لكنه لم يزرع ربع هذا العدد! لذلك أقترح لتحسين جودة الزيتون وانتشاره: إنشاء مختبرات لدراسة تربة العراق وجوه ومياهه لاختيار الأصناف المناسبة، وتعميق ثقافة الإرشاد الزراعي بالطرق الحديثة، والاهتمام بالتسويق الزراعي العصري، خاصة بعد تطور ثقافة الزيتون في عقل المواطن العراقي كوصفة غذائية وطبية

خلاصة: أمل لم يمت بعد

بين واقع الإهمال والمبادرات الفردية، تبقى قصة زيتون العراق مرآة لمعاناة الزراعة الوطنية. فهل تصحو الجهات الرسمية وتدرك أن «الشجرة المباركة» قد تكون مفتاحًا مهمًا للاكتفاء الزراعي والدخل القومي؟

 

 

 


مشاهدات 62
أضيف 2025/05/06 - 3:37 PM
آخر تحديث 2025/05/07 - 12:00 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 620 الشهر 8004 الكلي 11002008
الوقت الآن
الأربعاء 2025/5/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير