الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصائد غازي ثجيل تجمع بين الرقة والقوة

بواسطة azzaman

قصائد غازي ثجيل تجمع بين الرقة والقوة

يا ضوه ولاياتنا ومسافرين وحلوين.. أغان خالدة

 

بابـــل -  كاظـم بهَـيـّـة

في كتاباته الشعرية، جمع بين الرقة والقوة، والحوار الجميل والوصف الدقيق  والخيال والصدق والتعبير ووصف الحبيب في قصائده الشعرية او الغنائية ،الذي يكمن في روحه العاشقة، حتى عرف شاعرا متميزا بخطه الشعري الجميل، مؤمنا بان الشعر هو تعبير صادق عن احاسيس الناس وطبيعة المجتمع،  انه الشاعر غازي ثجيل (1942- مدينة شيخ سعد – الكوت) المدينة التي نشأ  وعاش وترعرع فيها، نظم  الادب الشعبي، فأحسن حتى اصبح شاعرا يشار له بالبنان، وكتب اجمل قصائده وبقي يرفد الساحة الشعرية بإنتاجه الشعري العذب وهذا ما ظهر جلياً في مجاميع الشعرية الاولى (شوگ الشفايف) و(درب الشمس) تناول فيها موضوعات متنوعة انسانية ووطنية، لاقت استحسانا كبيرا في اوساط الناس ،لأنها تعبر عن مشاعرهم وتطلعاتهم. اما ديوانه الذي لم يرى النور الموسوم (يابحر) لم يطبع في حينها (لكونه لم يجاز لاحتوائه على قصائد ممنوعة)، حسب ماذكر لي في احدى زيارته الدائمة لي في المدحتية.

كان شاعرا متواضعا جعل له حضورا دائما في المشهد الشعري ، بين زملائه من معاصريه ومع جيل الشعراء الشباب، فاخذ يكتب من واقع حياته اليومي، وبأسلوب بديع عالج فيه كثير من  القضايا الاجتماعية، وكتب فيه اجمل القصائد الوجدانية ، فالشاعر غازي ثجيل، طرح مواضيع تتحدث بلغة شفافة عن الانسان وطموحاته وعذاباته  وامانيه واماله العريضة في الحياة بالشكل الذي يراه مناسبا .

و ثجيل، ظل  مستمرا ومتواصل بكتاباته مبدعا، حيث نذر نفسه لقضايا الشعب والوطن، ويكاد لا يترك مناسبة الا ويعبر عن التزامه الشديد بقضايا الوطن، وتجربته تسعى الى بلورة وعي ثقافي ارتقى الى منزلة المبدع الدؤوب القادر على تأكيد حضوره.

ماسي شعرية

حيث اخذ يتجول بين المدن العراقية لحضور المهرجانات والاماسي الشعرية التي كانت تقام كي يحدث هذا التواصل العجيب بينه وبين الناس في كل انحاء المدن العراقية . حتى وضع له بصمة واضحة في مشهد الشعر الغنائي، على احتلال موقع متميز في خارطة الابداع، هذا ما قرأناه في كتاباته من قيم ومعاني حملت دلالات ومضامين تجلت في الاغاني التي سمعناها وصاغ كلماتها بأسلوبه الرقيق، حيث الحب والعشق كما في الاغاني التي لحنت بأنامل كبار ملحني العراق، لم تزل نعشقها حتى هذه الساعة مثل: (يا ضوه ولاياتنا) لقحطان العطار الحان طالب القره غولي  و(مسافرين) لياس خضر ألحان ياسين الراوي (مبحر نهار وليل) لياس خضر ألحان ياسين الروي و(ضيعونه) لياس خضر ألحان محمد عبد المحسن  و(يا بحر) لصباح السهل وألحان ذياب خليل و(لو كل الناس يحبون) لسعدون جابر وألحان  ناظم نعيم  و(الليلة الگمر معزوم) لحسين نعمة وألحان ياسين الراوي و(عطاشا يا جرف المي) لانوار عبد الوهاب وألحان ياسين الراوي و(يا نده) غناء أنوار عبد الوهاب ألحان ياسين الراوي و(عاتبتك) غناء  أنوار عبد الوهاب و ألحان ياسين الراوي و(حلوين) لمائدة نزهت  وألحان ياسين الراوي و(يسألون) لمحمود انور ألحان محمد عبد المحسن. و(انتظرتك) لحميد منصور والحان عبد الحسين السماوي و اغنية (حايره) غناء انوار عبد الوهاب الحان محمد جواد اموري، و(ياروحي درب العشگ) لرياض احمد والحان احمد الخليل و(احسب ليالي) لسيتا هوكوبيان والحان فاروق هلال ،سجلت عام 1974، و(يا حبيبي) لامل خضير واغنية (لا يگلبي) لعبد الله الروشد والحان فاروق هلال.

واخيرا انتهت رحلة حياة الشاعر غازي ثجيل ، من قبل احد الوشاة الذي قام  بتسجيل صوتي لقصيدة التهجم على رئيس الدولة في ثمانينات القرن الماضي، فما كان من هذا الشخص إلا ان يسلم لجهاز الامن  التسجيل الصوتي، فجاءت شلة من جهاز امن النظام  والقت القبض عليه ثم اقتادته إلى الجهة المسؤولة ، وفيما بعد اعدم على أثرها وكان هذا عام 1987.

 


مشاهدات 34
أضيف 2025/05/05 - 12:56 PM
آخر تحديث 2025/05/06 - 5:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 349 الشهر 6415 الكلي 11000419
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير