ثآليل فكرية
ياسر الوزني
ربما كانت (مزار الدب) من أفضل الروايات التي كتبها الأديب السوري المرحوم ميشيل كيلو ذلك أنها تستنسخ عالم غرائبي يتداخل فيه الموروث الشعبي من سحر وشعوذة وحكايا الجدات في قرية سورية أسمها بذات العنوان وتكشف عن معتقدات وأساطير تناقلتها الأجيال واحداً بعد آخر،الرواية تسرد أحداث عن قوة قاهرة تسلطت على القرية فصنعت في ستة أيام حياة جديدة وظواهرغريبة حولتها الى مقراً للشياطين لا يعرف نوعها وعددها سوى الله وحده والذي ماعاد أهالي المزار يدرجون أنفسهم في عداد عباده الصالحين، من وجهة نظر خاصة (غير نقدية) أعتقد أن الرواية يمكن أن تكون تطبيقاً لنظرية الفيلسوف جاك دريدا ودليلي في ذلك أن تفكيك النصوص(وفقاً للنظرية التفكيكية) وليس محاكمتها يكشف عن تناقضات شخوصها صانعي الأسطورة بدقة متناهية أذ أن كل نص يأتيك بقرآءآت أخرى غايتها في النهاية تحويل الأوهام والخرافة الى خطاب قمع وأذلال في العقل والواقع تمارسه مجموعة من السلطويين والمتنفذين.أن ثآليل العقول هي من تجعل الأنسان يرى نفسه في الماضي لأنه يعتقد أن ذلك مقدس وحينذاك يفقد القدرة على أنتاج المعرفة بل قد يذهب الى أكثر من ذلك حين يصبح القياس على الماضي مرجع وتصبح النسخة الأصلية القديمة هي دائرة ومكان البحث وربما يبتعد أكثر من ذلك حين يبدأ السؤال عن جواز الحلال و الحرام في أستخدام الوسائل والأجهزة الحديثة بديلاً عن السؤال كيف نستثمر المعرفة والزمان كيما نصل الى نفس المكان؟