المثقف والأكاديمي والمجتمع.. ومضة فكرية في الواقع العربي
عبد الرحمن ابراهيم
يبرز دور المثقف في المجتمع من خلال ما يتركه من اثر ايجابي في تغيير الوعي الفردي والجماعي لدى افراده سواء من خلال ما يساهم به من فكر وادب وعلم وابداع ام من خلال ما يثيره من اسئلةمشروعة حول مواقف وافكار تتداعى من هنا وهناك
هذا الدور منوط به بالدرجه الاولى لانه يمثل بشكل او باخر ذلك المنقذ من الاميه والجهل بالشيء والواقع فكل مثقف لا يمكنه ان يحقق هذا الشرط ان كان في غنى عن هذا الدور الكبير الذي يمنحه المكان اللائق به داخل مجتمعه والا كان وجوده كعدمه فدوره الكبير في توعية الناس وفهم الواقع ومحاولة قراءته بشكل يوحي بقدرته على تحليل الاحداث والوقائع وانتاج المعرفه واكتشاف صور التفكير الاجتماعية وتصحيح الخاطئ منها
هو اساس وجوده وحضوره كفرد فاعل في مجتمعه محترم بشكل كبير وقوي
ولقد ساهم مثقفوا الامس العرب بشكل كبير في رسائل الوعي المجتمعي الى مدى عالي فاعل يمثل النضال الثقافي والسياسي والاجتماعي وفق ايديولوجية محددة الافكار والمعالم
واساليب الراي التي راجت في تلك الحقبة ونخص بالذكر منها مثقفو النهضه وما بعد النهضه الذين استطاعوا ان يكرسون نوعا من التفكير الثقافي والتعبير النقدي لمواقف وسلوكيات وافكار سادت في زمن الصراعات والانكسارات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
صوت جهوري
المثقف المناضل هو الذي كرس نفسه صوتا جهوريا مدافعا عن الشعوب المستضعفة والمقهورة ولم يدخر جهدا فكريا او ابداعيا في ان يجعل نفسه صوتا لمن لا صوت له ومنبرا لمن اغلقت في وجوههم جميع المنابر للتعبير عن معاناتهم واحباطاتهم ومخاوفهم من المستقبل فهو الصوت القوي الرادع للكثير من الانظمة المستبدة الفاسده في الوطن العربي سابقا وحاليا
ولقد عرفت الثقافةالانسانية عموما تحولات متسارعة خاصة في العقود الثلاث الاخيرة
حيث ان هجرة العقول وسفرها الثقافي والفكر عبر ربوع العالم وعلاقتها بالاخر اينما كان كل ذلك من اجل بناء منظور ثقافي مختلف عن السائد .
والمالوف في دولنا العربية تكريس حريه الفرد بالدرجه الاولى ظهرت النزعه التي ينطلق منها المثقف العربي المعاصر.
والتي يمكن ان نوضحها او نعرفها بانها نزعة انسانية تقوم على خلفيات تاريخية واجتماعيةوثقافيةوتصورات غير جاهزة مبنيةعلى تفكير النهضوي ووعي متعدد
فلا ينبغي ان يكون هنالك تعسف معرفي من حيث التصورات الفكرية النمطية تجاه القضايا العربية المصيرية او ان تكون هنالك سذاجة ثقافية تتمثل في انطباعات فكرية مجردة من كل تفكير منطقي وعلمي يستمد ابداعه وعلميته من خلال النظرة الانفتاحية للعالم وللاخرين.
فينبغي تحصين الوعي الفردي والجماعي معا بقوه الفكر وثقافة سليمة لمقاومة الصدمات ومواجهه ومحاربه الصور النمطية التي تقف سدا مانعا امام التفكير المتنور والمتطور وفق تطور الانسان وفكره .
وكذلك نمط تفكيره تجاه العالم الاخر وبذلك ينهض الفكر العربي بوظيفة اساسيية ومهمة في بناء الثقافةالعربية الحقيقية
واعاده الاعتبار لتلك التراكمية الكبيره وحمايتها من الاختراق بشكل او اخر كما وقع في الماضي
فالتعايش بين الشعوب والثقافات العالمية يمنحها دفعه قوية لخلق ديناميكية انسانية تجاوز الصراعات والصدامات الحضاريه والثقافيه وانتهاك الامن والسلم العالميين.
وهذا ما ظهر جليا في دخول الكثير من المهاجرين العرب بثقافاتهم التي يحملونها من بلدانهم الى الواقع الاوروبي وعمليه التلاقح الفكري بين ما يحملونه من ثقافة وماوجدوه امامهم من ثقافه في البلدان التي هاجروا اليها
وللحديث بقيه
استاذ القانون الخاص كليه القانون والعلوم السياسية جامعة ديالى