الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هارون شاعر ناقد لم يكلف اللـه مزيداً من الطين لخلقه: لست ميّالاً إلى الغزل فالقصيدة اليوم فكرية بالأساس

بواسطة azzaman

هارون شاعر ناقد لم يكلف اللـه مزيداً من الطين لخلقهلست ميّالاً إلى الغزل فالقصيدة اليوم فكرية بالأساس

 

عمان - مجيد السامرائي

تجاذبت مؤخرا (اطراف الحديث ) عبر قناة (الشرقية ) مع الشاعر رشيد هارون وكان هذا الحوار:

دعني أبدأ من نازك الملائكة:

قطب، سئمتك ضاحكاً، ان الربى

بردٌ ودفء لا ربيعٌ خالدُ

العبقرية، يا فتاي، كئيبةُ

والضاحكون رواسبٌ وزوائدُ

 «العبقرية يا فتاي  كئيبة». وهناك من يصف الشعر بأنه قرين النكد. ما رأيك؟ هل الشعراء في رأيك ضاحكون في الظاهر فقط؟ أم أن الشعر لا يزدهر إلا في بيئة الألم؟

هذه المسألة قديمة، عمرها أكثر من 1200 سنة، وما زالت تُناقش حتى اليوم. قيل قديمًا إن «الشعر نكد بابه الشر»، وكأن الألم شرط للإبداع. نحن في النقد الحديث لا زلنا نعيد إنتاج نفس الفكرة ولكن بصيغ معاصرة. فالنقص، الإزعاج، الاضطراب — كلها دوافع مستمرة لولادة الشعر، سواء في الماضي أو الحاضر.

وكأنك تقول إن المعركة الآن فكرية أكثر منها عاطفية؟

بالضبط. قديماً كانت الحرب والسيف، وكانت القبائل تتنازع حتى في نقدها. أما الآن، فقد تحولت المعركة إلى فكرية داخل المجتمعات ذاتها. والشاعر أصبح مسؤولًا بدرجة كبيرة عن التعبير عن هذا القلق الجمعي. النقد الآن يتجاوز الشكل، ليصل إلى البنية، إلى ما وراء الكلمات.

وهل في رأيك حسان بن ثابت، مثلًا، غيّر شعره عندما دخل الإسلام؟ أم أن قلبه تغيّر لا شعره؟

أحسنت في السؤال. الحقيقة أن حسان بن ثابت لم يتغيّر شعره بقدر ما تغيّر موقعه ودوره. حين كان ينافح عن الإسلام، كان شعره مؤثرًا، كوقع السهام. أما عبد الله بن رواحة، فكان يعير الكفار بالكفر، وهو أمر لم يلقَ التأثير المطلوب لأنهم كانوا كفارًا بالفعل. لكن بعد أن دخلوا الإسلام، أدركوا فداحة ما كان يقوله عبد الله، وبدأوا في تجاهله أو نسيانه، لأنه أصبح مؤلمًا ومؤثرًا من الداخل.

وعندما أخبروني بأن «رشيد هارون» سيكون ضيفنا، تخيلت الأمر معكوسًا، كأنني أستضيف «هارون الرشيد». وهذا يذكرني بقول الشاعر كاظم الحجاج: «لا أُكلف الله كثيرًا من الطين». ما تعليقك على هذا الطرح؟

هذا القول يعكس جوهر المعركة الفكرية اليوم. لم نعد بحاجة إلى فرسان وسيوف، بل إلى فكر نقدي مسؤول. كاظم الحجاج شاعر يتألم بصدق، كما أتألم أنا، وربما كثير من الشعراء الآخرين. الفكر اليوم هو الميدان، والقلق هو زاد المبدع.

وسط كل هذا، ماذا أبقى لك الدهر؟ وماذا أخذ منك؟

أقول صادقاً: لم أعش الدهر كله كي أحكم عليه، بل الدهر هو من يحكم علي. الآخرون هم من يقررون: هل أنا شاعر أم ناقد؟ أنا فقط أكتب وأخوض التجربة، وأدع الحكم للزمن.

وكتابك الجديد «غداًاريد ان اراني»؟ ما جوهره؟

هذا الكتاب يعكس جوهر شعري، فأغلب ما أكتبه من الشعر هو مونولوج داخلي. أؤمن أن الشعر الحقيقي هو الذي ينبع من الداخل ويصل إلى الداخل، أي إلى المتلقي. لديّ مقولة أتكئ عليها دائمًا:

«الشعر الذي لا يصل، لا يُقال

الذي لا يكتب إلى المتلقي، لمن يكتب إذن؟

الشعر الذي يصل إلى المتلقي، هو الشعر الذي لا يُكتب إليه، بل يُكتب إلى النفس. النفس إذا كانت عميقة، فإنها تتسع وتلامس النفوس الأخرى وتحولها. ولهذا، لا أحد من الشعراء عبر التاريخ استطاع أن يقول كل شيء.

هل من دليل على هذه الفكرة؟

نعم، بدليل أن سبع معلقات علّقت على الكعبة، وقيل تسع وقيل عشر. كل شاعر منها أجاب عن مشكلة من مشاكل الحياة، وهذا ما دفع الأصمعي وأُبَيّ وتمّام إلى الجمع والتوثيق. لا يوجد شعر واحد يجيب عن كل شيء.

احتكار الشعر

هل يوجد «زعيم» واحد في تاريخ الشعر؟

أبدًا، لا امرؤ القيس ولا المتنبي ولا سواهما. لا توجد زعامة لشاعر بعينه، ولا حتى لشكل كتابي معيّن. البعض يرى الشعر العمودي هو الأجدر، والبعض الآخر يرى شعر التفعيلة أو الحر، ولكن الحقيقة أن لا شكل كتابي بوسعه احتكار الشعر.

هل هذا ينطبق على شوقي مثلًا؟

شوقي لم يُزَح، لكنه لا يجيب عن كل الأغراض. إذا أردت الغزل، فأنت تذهب إلى جميل بثينة، إلى نزار قباني، لا إلى شوقي. شوقي كلاسيكي، نعم، شاعر كبير، لكنه لا يحتكر كل المجالات.

حتى نزار؟

حتى نزار لا يمكنه أن يكون لكل شيء. لا نفس تشبه نفسًا، ولا روح تشبه أخرى، ولذلك لا شعر يشبه شعرًا آخر. لا شكل كتابي يقوم مقام غيره.

لو استطاع شعر احتكار كل شيء، ماذا سيحدث؟

لانقطع الشعر منذ قرون. استمرار الشعر حتى اليوم هو الدليل أن كل تجربة إنسانية تحتاج صوتًا مختلفًا وشكلاً متجدّدًا.

ما طبيعة القصيدة اليوم في رأيك؟

القصيدة اليوم فكرية بالأساس. هناك معركة حياتية، معركة فكرية كبرى. لذلك لست ميّالًا كثيرًا إلى الغزل أو الرومانسية في شعري. نحن أمام قضايا كبرى يجب أن تُكتب وتُقال.

هل يمكن أن نسمع نموذجًا من شعرك؟

نعم، أقول:

«أكل هذا الظلام، أيها الليل، نكاية بالنهار

رغم أن هذه الفكرة لم تخطر ببال أيٍّ من الخطّين المتوازيين، اللذين يقضيان العمر في رحلة تنافس شريف. لو عرفنا من وصلا أولًا، لقدنا الفكرة بينهما.

ما رمزية ذلك؟

أن الحياة لم تكن حزينة بهذا الشكل، فلماذا تلطخت الأرض بالطين؟ لماذا صار المشهد بالعويل؟ تحدثنا عن «شعرية النقص»، عن الإزعاج. النكد ضرورة للشعر، وشرط لوجود الناقد أيضًا.

هل تؤمن بأن النص الحقيقي يتماهى فيه القارئ؟

نعم، النص اليافطة مثلًا يشعر قارئه أنه هو من كتبه، لأنه يعكس انفعاله، قلقه. مثال على ذلك:

«كل الذين ربطوا سعادتهم بالآخرين، اكتشفوا تالياً زيف الفكرة، وماتوا مقتولين بالوحدة

هذا شِبه مثل. هل ترى الشعر يقترب من الحكمة؟

نعم، مثلما قال سعدي يوسف:

«أمشي مع الجميع، وخطوتي وحدي

أو كما قال كزار حنتوش:

«أمي بنتني حائطاً تستظل بي، فهدمتُ عليها

يشبّه البعض ذلك بـ»الهايكو». هل تتفق؟

لا. الهايكو لا يشبه هذا الجو إطلاقًا. الهايكو لا فيه نقص ولا إزعاج. هو شعر الطبيعة، الهدوء. أحدهم سألته عن الهايكو، فقال لي ساخرًا: «هايكو؟ هذا عرق؟ تروح تشربه لأمك؟

هل ترى الهايكو موضة غريبة؟

نعم. أصبح موضة عند البعض كما الذكاء الاصطناعي. لكن لا علاقة له بجوّنا العربي المأزوم. نحن نعيش قضايا، والنكد هو مادة الشعر عندنا.

هل أنت منزعج الآن؟

أنا سعيد... وسط انزعاجي.

نعم سعيد، وهذه حالة سويسرية إن صح التعبير.

 

-ما الفرق بين شاعر يمثل نصه وشاعر يقرأه فقط؟

بعض الشعراء يقرأون نصوصهم وكأنهم خارجها. أما أنا، حين أتحدث عن الأدب، أرتبك، تتحرك أعضائي. الشعر والنقد مسؤولية هائلة، ليست جمع كلمات، بل عملية داخلية حيّة.

-ذكرت في حديث سابق عن التناص، هل لك أن توضّح؟

جميع من كتب عن التناص، تناوله كمجرد استدعاء لمضمون. أما أنا، فقد وصلت إلى مفهوم جديد أسميته:

«التناص الشكلي»، وهو أن تستدعي شكلًا كتابيًا كاملًا في قصيدتك، بكل عناصره من استهلال وعقدة وحل، لا مجرد فكرة.

-هل هذا اكتشافك النقدي؟

نعم، وأنا سعيد أن أعلن عنه الآن،. وأعتقد أنه مساهمة عراقية – عربية – عالمية جديدة في فهم التناص ووظائفه.

-هل الغرب سبقنا في هذا المجال؟

كل ما قاله الغرب من نظريات حديثة هو في حقيقته إعادة تفسير لما قاله العرب قديمًا. المجاز مثلًا، سمّوه «إزاحة»، وهي نفس الفكرة لكن بمصطلح مختلف. حتى «التناص» الغربي، هو انطباق الحافر على الحافر، كما قال العرب.

-هل يعود الفضل إلى عصر بعينه؟

بلا شك، العصر العباسي كان ذروة الإبداع العربي. هو الذي قدّم للعرب والإنسانية ثروة نقدية، لغوية، فلسفية، وموسوعية لا تُقارن.

- ، كيف ترى الغد؟

«غدًا… أريد أن أراني:

بابل، لا شيء إلا أنتِ، شامخة، سامقة، هائلة، تناطح اللاشيء

-أنت تنتمي إلى هذه الأرض صاغرًا، عنوة، تتجاذبك المسافات وتتيه بوحدتك الطرق... فلماذا تتلفّت؟

لأني أرفع لافتةً صوتيةً لتيهٍ في شارع الموكب. هذا نصٌّ يحمل وشم النقص والانزعاج. رشيد هارون كتبه، وفيه دعوة للبحث عن النص الذي يضاهي دهشة الجبل إن مرَّ به صاحب هذا التمثال، وسيسمع عندها صوت موفق محمد يقول: «النهر قُيِّد بالسلاسل، والموج يحلم بالخلاص، فإن فرّ أو قصد السواقي مات رمياً بالرصاص».

وفي هذا الحديث... ما رأيك بقولهم: “لا تركبنّ مع ركب أهل الكتاب، لا تخطئون ولا يُخطأ بكم، حذو النعل بالنعل”؟

هذا كلام صحيح، لكن يجب التفريق: هذه منطقة دينية، أما «وقع الحافر على الحافر» فمجاله ثقافي، وبالتالي نتحدث عن مجالين مختلفين.

صحّ أن النعل للإنسان والحافر للفرس؟

بلى. الحافر للخيل، رمز للسرعة، وربما للشجاعة، وللقلة. ولذلك فـ»وقع الحافر على الحافر» نادر، كما أن السرقات نادرة، والتناص كذلك. أما النعل، فدلالة على كثافة الناس، والمضيّ خلف مسار واضح.

-هل ترى أن السرقات في الفن قليلة؟ في الموسيقى، أو التشكيل، أو حتى الشعر؟

نعم، قليلة. ولكن أقول لك بصراحة: أنا سرقت كثيرًا. أعترف. النص كله مبنيّ على رؤى سابقة، على ما أسميه «الروشايات». سرقت كثيرًا من هذه الروشايات وحوّلتها إلى مواد تعبيريّة. النص هو التجسيد لذلك.

-النص الذي كُتب لموفق محمد، هل كنت قد كتبته قبل وفاته؟

نعم. كتبته لأحد أساتذتي، وما زال حيًّا. لكنه لم يمت، فصار من نصيب موفق. قلت له فيه:

«أتدري من يبكيك؟ أتدري من لا؟

نم يا صديقي على جنب واحدة،

لا يوقظك البكاء،

بماذا تفكر الساعة؟

ضاء العمر مثل قدّي.

أأجير لأيام البلاج؟

نم، فأنت الوحيد الذي لا يُعزّى

هذا النص مؤلم... هل عزفت حين كتبته؟

نعم، كأنني كنت أعزف. أنا لا أكتب فقط، أنا أعزف شعري.

-هل تعني أنك ترى ضرورة أن يكون الناقد شاعراً؟

بالضبط. أؤمن بأن من ينقُد الشعر، يجب أن يكتب الشعر، ومن ينقُد الرواية، يجب أن يكتبها. النقد بلا تجربة ذاتية مجرد تنظير.

لكن هناك من يقول إن الشاعر ناقد فاشل!

هذا كلام لا أساس له. نعم، هناك شعراء نقّاد فاشلون، ولكن الفشل موجود في كل مجال، كما أن الإبداع موجود. المبدعون قِلّة عبر التاريخ، لكن أن نقول إن الشاعر لا يمكن أن يكون ناقدًا؟ هذا غير دقيق.

-إذن كيف تنظر إلى الناقد المثالي؟

الناقد يجب أن يكون موسيقيًّا، منطقيًّا، نفسيًّا، فيلسوفًا. يجب أن يفهم التكوين الداخلي للنص. وإلا وقف على قدمٍ واحدة. النقد عملية فكرية عظيمة.

-هل كلامك الآن يعتبر نقداً أدبياً؟ أم ثقافياً؟

النقد الثقافي يطوف حول النص، أما الأدبي فيدخل إلى أعماقه. ما أفعله هو نقد أدبي بامتياز.

نحن نفتقر إلى النقد الأدبي، لدينا نقاد ثقافيون فقط.

-ما دليلك؟

أنا الناقد الوحيد تقريبًا الذي حضر ملتقى «اتحاد الأدباء العراقيين» حول قصيدة واحدة لمروان عادل حمزة – رحمه الله – وكانت قصيدته بعنوان «سبوطع الصدر»، دراسة شعريّة عميقة تبدأ من عنوان القصيدة.

-لماذا اخترت موضوع الكلب؟

لأن مروان تمثّل الكلب لا كرمز بل ككينونة. وأنا أبحث عن الموضوع المختلف. الإنسان كُتب عنه كثيرًا، فذهبت أبحث عمّن كتبوا عن الحيوان.

إذن اختيار العنوان لا يقل أهمية؟

أبدًا. كل شيء له دلالة شعرية: العنوان، المقدمات، وحتى الجمل الاعتراضية. مثل كاظم الحجاج، أسلوبه أفقي، لكنه يشتت السياق بالجمل الاعتراضية عمداً.

-ماذا قال كاظم؟

قال:»عيب البصريين الأصلاء أن الطبل يخرّب مشيتنا.

لا بَصريٌّ أصيل يمشي محترم، والطبل يدق

هنا أوقفَ السياق، وأدخلَ أفقًا من الجملة الاعتراضية التي تشظّت عن المعنى الأصلي.

-وماذا عن تومان؟ لماذا ذكر؟

ربما لأنه يمثّل خفة القدم، والرشاقة. رابعة العدوية مثلًا، لم تكن مملوكة للطبالين، بل كانت سيّدة ذات روح عالية. لم يقتلها متشدد ولا توّاب.

-هل هذه هي «شعرية التشتيت»؟

نعم. لدى كاظم الحجاج شعرية اسمها «شعرية التشتيت»، وهي وسيلة فنية تخلخل التوقعات.

 

قلتَ قبل قليل: «لكلماتك فعل اللّكمات». هل كنت ملاكمًا فعلًا؟

نعم، كنت. نحن جيل الستينات، الشارع كان يربينا. بدأت الملاكمة في مراكز الشباب، ونِلت بطولة في 30/7/1979.

-من درّبك؟

فاروق، وصباح، وخليل إسماعيل، وآخرون. كانت تجربة عميقة.

-ما أهمية الملاكمة شعريًا؟

هي رياضة فردية، تُمثّل نموذج «البطل الوحيد»، وهذا ما يعشقه العالم الثالث. العداء، الرباع، الملاكم... أما الغرب، فيُبدع في الجماعة، في الفريق. ولذلك يقدّرون صانع الهدف أكثر من مسجله.

-من صانع القصائد؟ هل عبد الرزاق عبد الواحد؟

عبد الرزاق شاعر كبير، صانع للقصيدة. لكن أحيانًا بعض الشعراء يملكون قصيدة واحدة عصماء. مثل «صبرا أيوب».

-هل الجمهور يحب الشاعر الذي يخاطب نقصه؟

نعم، هذا ما فعله موفق محمد. خرج له الناس، ردًّا لوفائه. لأنه كتب عن نقصهم، انزعاجهم، هواجسهم.

-وهذه دائرتك النقدية؟

بالضبط. النقص، الإزعاج، النكد... هذه مفاتيح النص الحقيقي. إن لم يشعر المتلقي بأنه يعنيه، فلن يتفاعل. لا تحدثني عن سماء زرقاء وبحر جميل.

-ما خلاصة تجربتك؟

أن الذات مرآة النص، وأن الشاعر خلاصة رجل. في كتابي «أصداء الصمت»، قلت إن رشيد هارون رجل من عظم بلا لحم، سعيد بجسده الخفيف، الذي أنفق عليه الخالق قليلاً من الطين.

-ما مكانك في نقد النقد؟

مسكون بشعر النثر، أكتب بدفق هجائي متفرّد. هناك صوت داخلي يهمس لي دائمًا:

«لهذا يموت من يموت، ويخضرّ من يخضرّ، ويحفر مجراه النهر... دائمًا...

 بابلي، حتى عظم الترقوة

-وإلى أين تصل؟

أرتقي إلى مراقي تناهز جنائن الشعر المعلّقة!.

_ كاظم الحجاج ,  سألتُه لماذا تصغرون الاشياء انهير الليل؟خبييزة تميمنه , أنت درست حميد سعيد من بلد الجنائن المعلقة وبوابة عشتار , كيف رأيته ؟!!

- أستاذ حميد أنا درسته في ضرف غاية في التعقيد عام 2003 2004

وحدثت مصدات كثيرة , لكن كانت دراستي لها موضوعية .

هناك احد يلهمني القرآءة , أنا ادرس بشكل موضوعي

تصور عندما درست حميد سعيد وجدته عندما يتحدث عن البصرة بوصفها  « وفيقة , وشناشيل ابنة الجلبي «

يصور درست مصادر الصورة في شعره . عندما يتحدث عن الفاو بوصفها في الحرب , لا يصور بالطريقة نفسها . من ضمن ما احفظ لحميد

يقول : أيها النهر يأبن أمي الذي صار مثل صحابي

أذا فتهُ ساعة

ضن اني مفارقه

وأدعى أن شباكها  شدني دون مجراه .

أنا توصلت الى ان شعرية حميد , في الأغاني الغجرية  عندما كان ملحق ثقافي او شيء من هذا القبيل , كتب أجمل وأعمق قصائدة .

_ في المكان المعاتي ؟!!

- طبعاً . معظم الشعراء والروائيين تعاملو مع الجبهة

مع البصرة , احياناً الاماكن التي يصبح فيها حرب يصبح هذا المكان معادي , لان المكان بالعلاقات الحميمه يقام عليه

فهو في لحظة ما يصبح معادي طارد للعلاقات .

_- في نقد النقد ماذا قلت ؟!!

-أنا درست وآحد من النقاد الكبار , والآن هو مقرر دراسي أمامك تحت عنوان ( نقد النقد , التأصيل النظري ) وهو العنوان الوحيد كتأصيل لنقد النقد , فدرست ياسين النصير .

وتوصلت ان ياسين النصير ناقد كبير , يتحدث عن الأمكنة الرؤيا بعين الطائر .

في المجال الأدبي كانت لدي ملاحظات وأشرت أليها ؛ المشكلة في كتابي أنني وضعت أسس نظرية

فأحتدمت مع ياسين النصير , أما النقاد الآخرين كانو مجاملين , أما لأنه أستاذه أما ليس لدية فكرة عن نقد النقد , هو قول النقد في قول نقدي آخر ,  يتصدى الى صحة المصطلح وصحة المفاهيم

_ لم يبقى من الوقت ألا قليل , من نصوصك قصائدك اليافطه . رشيد هارون بماذا تشعر الآن ؟!!

-وحيد أنا كشارع في منتصف الليل ,

أمتد مع اللغط والسكون .

_- هل لك أقوال اخرى ؟

- طبيعة الاسئلة هي التي تحرضني .

لدي نص عبارة عن ملحمة في كتابي (غداً اريد أن أراني )

حقيقة أنا أفضل الحديث في عدة مسائل في , النقد , الشعر والثقافات الاخرى , أفضل من أن اقرأ نص لمدة خمس دقائق .

_ أشهرت سيفك في وجه الشعراء ونقدت النقد , ماذا عن الرواية ؟!!

- تابعت الأعمال الروائية من بعد 2003 وصاعداً , أنتجت الساحة الثقافية الكثير من الروايات والروائيون كالعادة , ندرة

لدينا أنعام كجه جي , أمجد توفيق , طه حامد الشبيب , السعداوي الذي حاز على جائزة , ضياء الجميلي .. قد انسى بعض الأسماء , لكن هذه الأسماء لا تشكل رقماً أزاء الروايات التي كتبت . اعتقد العقلية التي تنتج الرواية , تختلف عن العقلية التي تنتج الشعر . المشكلة الآن الشعراء أخذو يكتبون الرواية , وعلى نطاق واسع , وهذا تداخل بين العقلية الروائية والعقلية الشعرية .

الشعر منتج شخصي ذاتي  , الرواية كأن الابطال من يكتبها

 

وليس المؤلف , فتحتاج المؤلف في الرواية كالماوس

, غائب تماماً بينما صوت الشاعر واضح ؛ أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي

الآن تسمع صوت الروائي واضح  , معنى هذا الكتاب لا يميزون بين طريقة أنتاج الرواية وانتاج القصة .

_ ذكرت عرضاً ؛ أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي

وأسمعت كلماتي من بهِ صممُ .

المتنبي قالها عن المعري , لكن المعري وضع كتاباً ب 1920 صفحة في « معجز أحمد « سرقات المتنبي ؟!!

-هذه السرقات كلمة جارحة , أنا لا أعتقد شخصية كالمتنبي يأخذ من الآخر , أعترف اني قرأت الكتب الموثقة بسرقات المتنبي .

لكن لن أصدق رجل بهذه الشخصية ؛ بما التعلل لا أهل ولا وطنُ

هذه في حالات الانكسار

والازعاجات التي مر بها المتنبي , طريق من كافور الى واسط وقتل .

ربما هناك صيغ متاحة لجميع الشعراء .

_ وكنت يوسفَ والأصباط همُ

وأبو الأصباط انت

ودعواهم كما الكذبا , هل هي مقتبسة , منتحلة أم مسروقة ؟!!

- أنت تقرأ التاريخ ذهنياً , وتقرأه منطقياً لأن


مشاهدات 77
أضيف 2025/07/02 - 3:13 PM
آخر تحديث 2025/07/03 - 10:57 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 274 الشهر 1506 الكلي 11155118
الوقت الآن
الخميس 2025/7/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير