السطحية غطاء الأناء

عبد العظيم محمد

تدور علينا الدنيا بفصولها الأربعة .. نعيش قشعريرة الشتاء ، تنطلق انغام الربيع ، تثور براكين الصيف ، تتناثر وريقات الخريف .

لكن ... احيانا نعيش الفصول الأربعة بكل تضاربها ، بكل تقلباتها ، بكل تذبذبها ، داخل اعماقنا .

نعيش ونشعر بكل الفصول الأربعة في يوم واحد وها انا كذلك ، هل هو تقلب المشاعر .. القلق .. الخوف .. ؟ ربما        ( يقينا ) انه التذبذب .. الشعور بعدم التأكد ،  ربما الخوف من عمق الاعتراف الخطير الذي كتمته طيلة سنوات العمر .. وربما هو نوع من الشعور بأن الميزان النفسي يتراءى لما ان ( احد الكفتين ) ليست موازية للأخر بعد طول غياب او فراق لا ادري !

وصعوبة هذا الأحساس ، انه شيء داخلي ، وشعور ينتاب الأنسان لا ليس كل البشر ، ويبقى تفسيره ضمن جوانحه ، والأثقال لا احد يدري ما هي ( موازينها ) !

هذا الشعور يجعل الأنسان يعيش دوامة التطرف ! فمتى يزول ؟ والأهم .. ان لا يبقى التفسير والتسأول والأجابة من داخل الذات .

الدنيا والكتاب ، كلاهما كتاب مختوم (بالشمع الأحمر) ان ابقيناه مغلقا ، غلفنا انفسنا بنوع من الجهالة ! ان تصفحنا بداياته ، عشنا نوعا من الغموض ، ان ( تمعنا ) اكثر ازداد  الخوف ! وان ( قرأناه حتى الغلاف ) ارتدانا الضياع بين السطور ! فهل نبقيه مغلقا ؟ ام ياترى نبقى هكذا .. حيارى ؟ يبدو بدأت اضع ( مجهرا ) للكلمة ، للحرف .. للتصرف ، وبدأت الأمور تتضخم ، ولكن يبقى السؤال .. هل باستطاعتنا ان نزيل الحواجز والسدود لتلك السنوات المرة .. ان نجتاح الحدود ، ان نعرف ماذا بداخل ( المتاريس ) ؟

ترى .. بماذا نفسر كل هذه الأشياء ؟ ماذا نعطيها من مسميات ؟

وياخوفي لو ضاعت كل سنوات العطاء من الداخل ، ارجو ان لا تكون السطحية غطاء .. الأناء !!!