وزارة التجارة.. أين أنتم؟

علي إبراهـيم الدليمي

البطاقة التموينية، للأسف الشديد أصبحت الآن بالإسم فقط، لم يبق منها إلا مادتين أو ثلاث، وتوزع كل شهرين أو ثلاثة، حسب المزاج، بعد أن تخصص لها «الحكومة» المليارات من العملة الصعبة، وبالتالي تستلمها العوائل العراقية، على شكل (قطرات) مخجلة، وكأنهم متسولون، أو «منّه».

الأدهى من ذلك أن هذه كمية ونوعية هذه الحصة قد ضاعت ما بين وزارة التجارة والوكيل، بسبب التأخير الطويل والمتكرر، وعدم عدالة توزيع المواد بشكل صحيح، بين وكيل وأخر، والأجور التي تستقطع مختلفة بين الوكلاء.. الأوزان غير دقيقة.. المواطن لا يعرف ما هي حصته بالضبط لا الكمية ولا النوعية.. حيث توزع حسب أهواؤهم، والمواطن يدفع أجور الحصة الواحدة لعدة مرات.. وعذر الوكيل انها (أجور إيصال الحصة).

أما مادة الطحين، فأصبحت تصل للمواطنين ما بين (8 – 9) مرات بالسنة، أو أقل، وليس 12 حصة، حسب أشهر السنة، ويبدو أن عدد أشهر السنة عند وزارة التجارة تسعة أشهر..!

لحل هذه الإرباكات، التي تؤثر على قوت العوائل المتعفة، لا بدّ من ضبط وقت توزيع مواد الحصة كاملة بدون نقص، وطبع إعلانات تعلق على باب محل الوكيل، بالمواد والأجور.. وفتح سجلات نظامية تكون معرضة للتفتيش من قبل وزارة التجارة، حيث تحتوي على إسم المادة، الكمية، تاريخ الإستلام، وتوقيع المواطن.. وهذا أضعف الإيمان.