سورية إلى أين؟
عبد المنعم حمندي
لم أحزن على رحيل الرئيس السوري و لا أتباكى على نظام أنا مختلف معه أصلاً ، ولا ابشر بنظام لااعرفه.ولكن قلبي مع أهلنا في سورية لأنني احب سورية وأهلها كلهم بمختلف طوائفهم ، وعند قراءة المجريات في المشهد الانتقالي في سورية ،خصوصاً بعد أن تمددت « اسرائيل» في التراب السوري واحتلت القنيطرة وجبل الشيخ ، وتغلغلت تركيا في الشمال وصولاً إلى حلب وأدلب نقول: سورية إلى أين ؟
نعم إلى أين الذهاب وفي أي اتجاه ؟
لم تعد الحرب على سورية بهدف تغيير النظام فيها وانما الشروع بتقسيمها و هذا الذي نراه اليوم هو مخطط يقوده الكيان الصهيوني وأمريكا وتركيا ، نحن أمام مشهد معتم ،وفوضى تتناسل في المدن السورية قد تنجب فتنةً طائفية وصراعات على ادارة الدولة بين أحزابٍ دينية ومدنية .فالمسلحون الذين وصلوا إلى السلطة بدعم تركي أمريكي بسرعة خيول في مضمار سباق ،سبق لهم أن مارسوا قتل المدنيين علنا وترهيبهم ، والناس في هرج وحيرة ، كيف تسير الأمور ؟ هذا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يجتمع مع « أبومحمد الجولاني « وهو زعيم التنظيم المسلح الذي اجتاح دمشق وأرهب حماتها جيشاً وحزباً حاكماً لأكثر من 54 عاماً ، وأحزاب تطالب وادعاءات ونداءات وفوضى هناك و هناك.
هذا المشهد المضطرب اللامعقول !
فما الذي دار في الاجتماع بين ممثل الأمين العام والجولاني؟
وكيف ستنتهي الأمور في إدارة الحكم والدولة ،هل هو حكم اسلامي متطرف أم دولة علمانية مدنية؟
وما علينا إلا أن نطالب من أولي الأمر والشعب السوري المظلوم بالحفاظ على وحدتهم وتضامنهم واستنفار الضمير الوطني للعمل معاً معتصمين بحبل الوطن الواحد ونقول : استفيدوا من دروس وتجارب الشعوب ،وحافظوا على تاريخكم وكونوا أمناءً عليه وأرفضوا التبعية لأية جهة اجنبية، وأعملوا على ترسيخ دعائم امنكم واقتصادكم ، ،فالعالم يتطلع إليكم لتحصين وجودكم
وإعادة بهاء سورية الحضارة والتاربخ التليد ومجدها الجمالي والابداعي الذي منح الانسانية و العرب، أسمى طروحات العطاء المعرفي والثقافي واجمل ابداع أدبي في السرد والنقد والشعر والفنون .
نحن على ثقة أن سورية قادرة على أن تعيد مجدها ، تحتضن سورية نخباً فكرية وطنية مهمة وعشرات المبدعين الكبار، تستدعي انعطافة التاريخ في الراهن السوري منهم استنفار الضمير الوطني للعمل على رسم خطوات الأستقرار وأخماد نار الفتن وتجريم الطائفية كلها واعداد دستور جديد ، ورسم ستراتيجية البناء والعمل المشترك من أجل التضامن الشعبي والتكافل الاجتماعي وحفظ الأمن والسلم الأهلي، أن الهوية السورية الجامعة أولاً وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين ثانيا ، وان سورية الأم لكل الأديان والقوميات والطوائف ، والسيطرة على الراهن الاقتصادي وخلق بيئة آمنة للعمل وتوفير العيش والحياة الكريمة لكل السوريين ،والعمل على حفظ الحدود من كل الجهات وضد تدخل أي جهة اجنبية و لا تبعية لأي دولة أوجهة خارجية لكي تبقى سورية حرة عربية مستقلة.