من التاريخ إلى الجغرافية
حسين الصدر
-1-
انتقاد السلطويين نقداً لاذعاً ليس بالامر النادر ، فكثيرا ما يُنّفسُ به الشعراء عن ضيقهم مِمَنْ يحكم فيسيء، ومَنْ يجعل المنصب فرصة للاستثمار واقتناص المغانم والمكاسب، ناسيا هموم شعبه وأوجاعهم المريرة .
وللشاشي محمد بن احمد – وهو من كبار العلماء في القرن الخامس الهجري في نقد حكّام عصره قوله :
لحا الله دهراً سدتم فيه أَهْلَهُ
وأفضى اليكم فِيهُمُ النهيُ والأمْرُ
فلم تسعدوا الا وقد أنحس الورى
ولم تَرْأسوا الاّ وقد خرف الدهرُ
-2-
يفترض في سعادة الحاكم أنْ تكون مقرونة بسعادة مواطنيه ، فانْ أسعدهم سعد بهم ومعهم ، أما اذا لم يكن له مِنْ هَمٍّ الاّ إسعاد نفسه مُفَضّلا مصالحه الخاصة على مصالح البلاد والعباد فانه جدير بالهجاء المرّ وبالمؤخذات والاعتراضات التي قد يتعذر إحصاؤها لكثرتها .
-3 –
وفي العراق الجديد عراق ما بعد 9 / 4 / 2003 ظهر على المسرح الكثيرون ممن ينطبق عليهم ما قاله الشاشي في حكام عصره .
-4-
لقد جاء هؤلاء بعد أنْ كان العراق محكوما بالحديد والنار من قبل طاغية عنيد سفاح، ملأ العراق بالمقابر الجماعية، وسلط الاوباش على رقاب الناس، لا لشيء الاّ لولائهم السياسي له، واعتمد الحكم الجديد سياسة الطاغية المقبور نفسها في الاعتماد على الموالين لهم، فعطلوا الموازين، وابتدعوا المحاصصات التي ضمنت لهم الاتيان باتباعهم دون غيرهم من ذوي الكفاءة والخبرة والقدرة على النهوض بالمسؤولية .
وهنا تكمن المصيبة .
Husseinalsadr2011@yahoo.com