الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الشاعر‭ ‬والبلاد‭ ‬‭(‬24‭)

بواسطة azzaman

الشاعر‭ ‬والبلاد‭ ‬‭(‬24‭)

حسن‭ ‬النواب

 

كانت‭ ‬أنفاسهُ‭ ‬اللاهثة‭ ‬تسابق‭ ‬الوقت؛‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬أمام‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬غير‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬لحضور‭ ‬ذلك‭ ‬الموعد‭ ‬المريب،‭ ‬قفز‭ ‬إلى‭ ‬حانة‭ “‬جنْديان‭ ” ‬الكائنة‭ ‬في‭ ‬زقاق‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬الميدان،‭ ‬كرع‭ ‬على‭ ‬عجلٍ‭ ‬بطحةً‭ ‬من‭ ‬العرق‭ ‬وترك‭ ‬المكان‭ ‬لحضور‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬المخيف‭ ‬مع‭ ‬سكرتير‭ ‬ابن‭ ‬الرئيس‭ ‬عباس‭ ‬الجنابي‭ ‬في‭ ‬تلفزيون‭ ‬الشباب‭. ‬كان‭ ‬بوضع‭ ‬نفسي‭ ‬متدهور‭ ‬يدع‭ ‬الكافر‭ ‬يشفق‭ ‬على‭ ‬حاله،‭ ‬وقبل‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬استعلامات‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬في‭ ‬الصالحية‭ ‬صادف‭ ‬الشاعر‭ ‬سعد‭ ‬جاسم‭ ‬قرب‭ ‬مقهى‭ ‬أبي‭ ‬ناطق،‭ ‬ليضع‭ ‬رأسه‭ ‬على‭ ‬كتفهِ‭ ‬وداهمتهُ‭ ‬نوبة‭ ‬بكاء‭ ‬جارفة،‭ ‬استفهم‭ ‬منه‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬البكاء‭ ‬وقد‭ ‬استبدَّ‭ ‬به‭ ‬القلق‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬فأخبرهُ‭ ‬بما‭ ‬ينتظره‭ ‬بعد‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬لقاءٍ‭ ‬خطيرٍ‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أين‭ ‬سيكون‭ ‬مصيره‭ ‬بعده؛‭ ‬ثم‭ ‬طلب‭ ‬منهُ‭ ‬بإلحاح‭: ‬

‭- ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬أي‭ ‬مكروه؛‭ ‬لا‭ ‬تتردَّد‭ ‬من‭ ‬إخبار‭ ‬المعارضة‭ ‬العراقية؛‭ ‬أقسمْ‭ ‬لي‭ ‬أنك‭ ‬ستفعل‭ ‬ذلك‭. ‬

‭- ‬بشرفي‭ ‬سأخبر‭ ‬المعارضة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لك‭ ‬أي‭ ‬سوء؛‭ ‬سأنتظر‭ ‬هنا‭ ‬لمدة‭ ‬ساعة؛‭ ‬وإذا‭ ‬طال‭ ‬غيابك‭ ‬سأتصرَّف‭. ‬

حمل‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬قدميه‭ ‬بتثاقل‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون،‭ ‬ليخبر‭ ‬موظف‭ ‬الاستعلامات‭ ‬عن‭ ‬اسمه،‭ ‬فأجابه‭ ‬بسرعة‭:‬

‭- ‬بوجهك‭ ‬إلى‭ ‬تلفزيون‭ ‬الشباب؛‭ ‬الأستاذ‭ ‬عباس‭ ‬الجنابي‭ ‬ينتظرك‭.‬

تذكر‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬دخوله‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المبنى‭ ‬لأول‭ ‬مرة؛‭ ‬عندما‭ ‬حضر‭ ‬لاستلام‭ ‬جائزة‭ ‬عن‭ ‬قصيدته‭ ‬التي‭ ‬فازت‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إيران؛‭ ‬لقد‭ ‬أرسل‭ ‬القصيدة‭ ‬من‭ ‬جبهة‭ ‬الشيب‭ ‬وكانت‭ ‬فرحته‭ ‬لا‭ ‬توصف‭ ‬حين‭ ‬شاهد‭ ‬اسمه‭ ‬بقائمة‭ ‬الفائزين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاشة‭ ‬التلفاز‭. ‬‭ ‬لكنَّ‭ ‬حضوره‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ينذر‭ ‬بعواقب‭ ‬وخيمة؛‭ ‬وجد‭ ‬صعوبة‭ ‬بالاستدلال‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬حتى‭ ‬أشار‭ ‬أحدهم‭ ‬إلى‭ ‬يافطة‭ ‬مكتوب‭ ‬عليها‭ ‬تلفزيون‭ ‬الشباب؛‭ ‬ليدخل‭ ‬رواقاً‭ ‬ضيقاً‭ ‬على‭ ‬جانبيه‭ ‬غرف‭ ‬متوالية‭ ‬بعضها‭ ‬كانت‭ ‬أبوابها‭ ‬مفتوحة‭ ‬وأخرى‭ ‬مغلقة،‭ ‬فجأة‭ ‬ظهر‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الغرف‭ ‬وصاح‭ ‬مهلهلاً‭:‬

‭- ‬من‭ ‬ضيفنا‭ ‬اليوم؛‭ ‬الشاعر‭ ‬الصعلوك‭ ‬يا‭ ‬أهلا‭ ‬ًوسهلاً‭.‬

صافحه‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬بحرارة‭ ‬ومحبة‭ ‬عالية‭ ‬وسمع‭ ‬منه‭ ‬كلام‭ ‬مديح‭ ‬على‭ ‬قصائده‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقرأها‭ ‬في‭ ‬الصحف،‭ ‬لقد‭ ‬شجَّعهُ‭ ‬استقبال‭ ‬هذا‭ ‬المُعجب‭ ‬اللافت‭ ‬على‭ ‬الإفصاح‭ ‬عمَّا‭ ‬يتلظَّى‭ ‬في‭ ‬صدره‭: ‬

‭- ‬أنا‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬الآن؛‭ ‬وسكرتير‭ ‬الأستاذ‭ ‬استدعاني‭ ‬بشأنها‭.‬

لبث‭ ‬الشخص‭ ‬صامتاً‭ ‬للحظات‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬بقلق‭ ‬واضح‭: ‬

‭- ‬أتمنى‭ ‬لك‭ ‬السلامة‭.‬

واختفى‭ ‬عن‭ ‬ناظريه؛‭ ‬فيما‭ ‬لبث‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬يفكر‭ ‬بلقاء‭ ‬عباس‭ ‬الجنابي،‭ ‬فهي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬سيراه‭ ‬فيها‭ ‬وجها‭ ‬لوجه،‭ ‬طرق‭ ‬الباب‭ ‬بوجلٍ‭ ‬فسمع‭ ‬صوتاً‭ ‬مبحوحاً‭: ‬

‭- ‬أدخل‭..‬

حين‭ ‬ولج‭ ‬الغرفة‭ ‬ارتطمتْ‭ ‬عيناهُ‭ ‬بجوقة‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬الشعبيين‭ ‬يتوسطهم‭ ‬الجنابي‭ ‬وقد‭ ‬احتضن‭ ‬آلة‭ ‬العود‭ ‬وأصابعه‭ ‬تداعب‭ ‬أوتارها‭ ‬برفق،‭ ‬رفع‭ ‬رأسه‭ ‬نحو‭ ‬القادم‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬عرفه؛‭ ‬ليفتح‭ ‬فمه‭ ‬مصطنعاً‭ ‬الغضب‭:  ‬

‭- ‬حضرتك‭ ‬تريد‭ ‬أنْ‭ ‬تصبح‭ ‬متمرِّداً‭ ‬برؤوسنا؛‭ ‬من‭ ‬تظن‭ ‬نفسك؟‭ ‬

‭- ‬من‭ ‬أين‭ ‬أجيء‭ ‬بالتمرد‭ ‬والجوع‭ ‬يفتك‭ ‬بأمعائي؟‭ ‬أنا‭ ‬إنسان‭ ‬مسكين‭.‬

وبصوت‭ ‬أبح‭ ‬يحمل‭ ‬شجناً‭ ‬غامضاً‭ ‬قال‭:‬

‭- ‬تتحدَّى‭ ‬الأستاذ؛‭ ‬وتقول‭ ‬مسكيناً‭.‬

اهتزَّ‭ ‬جسده‭ ‬رعباً؛‭ ‬كأنَّ‭ ‬نبض‭ ‬قلبهُ‭ ‬سيخمد‭ ‬فجأة،‭ ‬لكنَّ‭ ‬سرعة‭ ‬البداهة‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬أعانتهُ‭ ‬فأجاب‭:‬

‭- ‬لستُ‭ ‬أنا‭ ‬إلاَّ‭ ‬منزلة‭ ‬بين‭ ‬منزلتين‭.‬

استأنس‭ ‬الجنابي‭ ‬لكلام‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬فسألهُ‭ ‬برفق‭ ‬هذه‭ ‬المرَّة‭:‬

‭- ‬أتحسبُ‭ ‬نفسك‭ ‬من‭ ‬المعتزلة؟

ردَّ‭ ‬وقد‭ ‬استقرَّتْ‭ ‬نبضات‭ ‬قلبه‭: ‬

‭- ‬لستُ‭ ‬مؤمناً‭ ‬ولستُ‭ ‬كافراً‭.‬

تبسَّم‭ ‬الجنابي‭ ‬برغم‭ ‬الحنق‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬يطفو‭ ‬على‭ ‬ملامح‭ ‬وجهه‭ ‬وقال‭ ‬بحرصٍ‭:‬

‭- ‬أفكارك‭ ‬الغريبة‭ ‬ستقودك‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية‭.‬

استنجدَ‭ ‬بصديقٍ‭ ‬للجنابي‭ ‬هاتفاً‭:‬

‭- ‬أطلبُ‭ ‬الأمان‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الشاعر‭ ‬صاحب‭ ‬الشاهر‭. ‬

حين‭ ‬سمع‭ ‬الجنابي‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬تغيَّرتْ‭ ‬قسمات‭ ‬وجهه؛‭ ‬كأنَّ‭ ‬غمامة‭ ‬حزن‭ ‬داهمتهُ،‭ ‬واتَّسعت‭ ‬عيناهُ،‭ ‬ترك‭ ‬آلة‭ ‬العود‭ ‬جانباً‭ ‬ثم‭ ‬استدار‭ ‬نحو‭ ‬ضيوفه‭ ‬بانكسار‭ ‬وأمرهم‭ ‬بالانصراف‭. ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬غيرهما،‭ ‬هنا‭ ‬طلب‭ ‬الجنابي‭ ‬منه‭ ‬الجلوس؛‭ ‬فتجرَّأَ‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬بعد‭ ‬جلوسه‭ ‬ليستلَّ‭ ‬سيجارة‭ ‬لفٍّ‭ ‬من‭ ‬جيبهِ‭ ‬عازماً‭ ‬تدخينها؛‭ ‬وإذا‭ ‬بالجنابي‭ ‬يرمي‭ ‬بعلبة‭ ‬سجائر‭ ‬الروثمان‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬الغجري‭ ‬قائلاً‭: ‬

‭- ‬دعكَ‭ ‬من‭ ‬سجائر‭ ‬اللف‭.‬

أشعل‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬سيجارة‭ ‬روثمان؛‭ ‬فيما‭ ‬عاد‭ ‬الجنابي‭ ‬يسألهُ‭: ‬

‭- ‬من‭ ‬أين‭ ‬تعرف‭ ‬صاحب‭ ‬الشاهر؟

‭- ‬إنه‭ ‬ابن‭ ‬مدينتي‭ ‬وأستاذي‭.‬

‭- ‬لقد‭ ‬اهتزَّ‭ ‬بدني‭ ‬عندما‭ ‬نطقتَ‭ ‬باسمه؛‭ ‬إنه‭ ‬رفيق‭ ‬عمري،‭ ‬كُنَّا‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬إعدادية‭ ‬مدينتك‭ ‬المسائية؛‭ ‬ورثيته‭ ‬بقصيدة‭ ‬طويلة‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭ ‬المفجع‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬سيارة؛‭ ‬وديوانه‭ ‬الوحيد‭ “‬أيها‭ ‬الوطن‭ ‬الشاعري‭” ‬أعود‭ ‬لقراءة‭ ‬قصائده‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭. ‬

لبث‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬صامتاً؛‭ ‬يكاد‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬السكينة‭ ‬التي‭ ‬هبطت‭ ‬على‭ ‬كيانه،‭ ‬ليباغته‭ ‬الجنابي‭ ‬بسؤال‭: ‬

‭- ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬أشقياء‭ ‬مدينتك‭ ‬القدماء؟

‭- ‬أجل‭ ‬أعرفهم،‭ ‬عمار‭ ‬أسَوْد،‭ ‬قاسم‭ ‬بهيَّه،‭ ‬علي‭ ‬تقي،‭ ‬قاسم‭ ‬بن‭ ‬حلومه،‭ ‬علي‭ ‬جكري‭.‬

‭- ‬علي‭ ‬جكري‭ ‬كان‭ ‬صديقي؛‭ ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬صاحب‭ ‬كماز؟

‭- ‬هو‭ ‬جارنا؛‭ ‬ويمتلك‭ ‬محلَّاً‭ ‬للمخلَّلات‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬بغداد‭.‬

‭- ‬كنتُ‭ ‬أمضي‭ ‬ساعات‭ ‬لتدخين‭ ‬الحشيشة‭ ‬معه‭ ‬هناك‭.‬

كأنَّ‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬قد‭ ‬استأنس‭ ‬لهُ‭ ‬الجنابي‭ ‬وتركهُ‭ ‬في‭ ‬راحة‭ ‬قصوى؛‭ ‬فأخبرهُ‭ ‬بوضوح‭:‬

‭- ‬كان‭ ‬القرار‭ ‬هو‭ ‬إيداعكَ‭ ‬في‭ ‬معتقل‭ ‬الرضوانية؛‭ ‬ولكن‭ ‬اختلف‭ ‬الأمر‭ ‬الآن؛‭ ‬أنا‭ ‬حاضر‭ ‬لما‭ ‬تطلبه‭ ‬مني‭. ‬

‭- ‬سلامتك‭.‬

‭- ‬لا؛‭ ‬أطلب‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬مني‭.‬

‭- ‬أتمنى‭ ‬دخول‭ ‬نادي‭ ‬الأدباء؛‭ ‬كرد‭ ‬اعتبار‭ ‬لي‭.‬

رفع‭ ‬سماعة‭ ‬الهاتف‭ ‬وقال‭: ‬

‭- ‬اطلبوا‭ ‬لي‭ ‬اتحاد‭ ‬الادباء‭.‬

لحظات‭ ‬وبدأ‭ ‬يتحدث،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬القاص‭ ‬وارد‭ ‬بدر‭ ‬السالم‭: ‬

‭- ‬سيأتي‭ ‬لكم‭ ‬الشاعر‭ ‬الصعلوك؛‭ ‬اعطوه‭ ‬قارورة‭ ‬من‭ ‬الجِنْ‭ ‬مع‭ ‬وجبة‭ ‬عشاء‭ ‬من‭ ‬اللحم‭ ‬المشوي‭.‬

‭- ‬لقد‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬بمنعه‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬النادي‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭. ‬

‭- ‬الأستاذ‭ ‬صفح‭ ‬عنهُ‭.‬

‭- ‬والقرار‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي؟

‭- ‬ارفعوا‭ ‬عقوبة‭ ‬المنع؛‭ ‬هذه‭ ‬أوامر‭ ‬الأستاذ‭.‬

أغلقَ‭ ‬الهاتف‭ ‬سكرتير‭ ‬ابن‭ ‬الرئيس؛‭ ‬فيما‭ ‬نهض‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬ولثم‭ ‬خدّ‭ ‬الجنابي‭ ‬قائلاً‭ ‬بلهفة‭: ‬

‭- ‬سيبقى‭ ‬موقفك‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬أتنفس‭ ‬الهواء‭.‬

بزغت‭ ‬ابتسامة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الجنابي‭ ‬ومحبَّة‭ ‬مضيئة‭ ‬تلمع‭ ‬في‭ ‬عينيه‭ ‬وقال‭: ‬

‭- ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تشعلها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬أرجوك؛‭ ‬أنت‭ ‬شاعر‭ ‬مهم؛‭ ‬آه‭ ‬لو‭ ‬تعلم‭ ‬بذلك‭.‬

ثم‭ ‬أردف‭: ‬

‭- ‬ستصل‭ ‬بسيارتي‭ ‬إلى‭ ‬نادي‭ ‬الأدباء‭.‬

انصرف‭ ‬صديق‭ ‬الغجري‭ ‬عن‭ ‬المكان‭ ‬مذهولاً‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬ما‭ ‬جرى‭.‬


مشاهدات 113
الكاتب حسن‭ ‬النواب
أضيف 2024/08/05 - 3:32 PM
آخر تحديث 2024/08/07 - 1:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 240 الشهر 2670 الكلي 9978214
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير