الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الذكاء الإصطناعي الأداة الأقوى لتقليل الإعتماد على النفط

بواسطة azzaman

بناء إقتصاد معرفي قوي

الذكاء الإصطناعي الأداة الأقوى لتقليل الإعتماد على النفط

 

علياء حسين الموسوي

 

مقدمة

لطالما اعتمد العراق لعقود طويلة على النفط بوصفه المورد الاقتصادي الأول، مما جعل الاقتصاد هشًّا أمام تقلبات الأسعار العالمية والأزمات الجيوسياسية. ومع دخول العالم عصر الذكاء الاصطناعي، تتجه الدول الصاعدة نحو بناء اقتصاد معرفي يقلل الاعتماد على الموارد التقليدية ويستثمر في القدرات البشرية والتقنيات الرقمية. وهنا يبرز سؤال مهم: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح بديلاً استراتيجياً للنفط في تنويع اقتصاد العراق؟

التحول العالمي نحو اقتصاد الذكاء الاصطناعي

أصبح الذكاء الاصطناعي عاملاً جوهرياً في تعزيز الإنتاجية، خفض التكاليف، وتحسين جودة الخدمات.

الدول المتقدمة والعربية – مثل الإمارات والسعودية – تبنّت هذا التحول، فارتفعت مساهماته في الناتج المحلي إلى مليارات الدولارات سنوياً.

وأمام هذه القفزة العالمية، يجد العراق نفسه أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل اقتصاده بعيداً عن النفط.

قطاع حكومي

لماذا يُعد الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية للعراق؟

1- سكان شباب: أكثر من 60بالمئة من الشعب العراقي في سن العمل، ما يوفر قاعدة بشرية ضخمة قابلة للتعلّم والتحول الرقمي.

2- قطاع حكومي ضخم قابل للأتمتة: عمليات الدولة التقليدية تستهلك وقتاً وموارد هائلة، والذكاء الاصطناعي قادر على تقليل الهدر وتحسين الكفاءة.

3- موارد مالية وإمكانات بنى تحتية يمكن تطويرها: يمكن استثمار جزء من عائدات النفط في بناء اقتصاد رقمي مستدام.

4- سوق محلية تحتاج إلى حلول رقمية وتقنية حديثة: مثل الخدمات المصرفية الرقمية، المدن الذكية، التعليم الإلكتروني، والطاقة المتجددة.

ثالثاً: المجالات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز فيها اقتصاد العراق: -

أولا :- القطاع المصرفي والمالي

*أتمتة الإجراءات

*مكافحة غسل الأموال

*تعزيز الشمول المالي

*تطوير القروض الذكية والتحليلات الائتمانية

ثانياً :- النفط والطاقة:-

الذكاء الاصطناعي لا يلغي النفط بل يحسّن إنتاجه عبر:-

*الصيانة التنبؤية

*تحليل البيانات الجيولوجية

*تقليل الهدر ورفع كفاءة الإنتاج

 ثالثاً :- الأمن والدفاع

*أنظمة مراقبة وتحليل ذكية

*استخدام الطائرات المسيّرة

*تحليل بيانات التهديدات

 رابعاً :- التعليم والثقافة :-

*منصات تعليم ذكية

*تقييم مهارات الطلبة تلقائياً

*برامج تدريب رقمية للشباب

خامساً :- الصحة والمستشفيات:-

*التشخيص المبكر

*إدارة سجلات المرضى

*تحسين كفاءة المستشفيات

سادساً :- الصناعة والزراعة:-

*الزراعة الذكية

*الروبوتات الصناعية

*سلاسل توريد مدعومة بالذكاء الاصطناعي

كيف يمكن للعراق تحويل الذكاء الاصطناعي إلى مورد اقتصادي منافس للنفط؟

1- إنشاء استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي 2030–2040

تحدد الأهداف، القطاعات ذات الأولوية، وحجم الاستثمارات المطلوبة.

2- تطوير البنية الرقمية

مثل شبكة إنترنت وطنية عالية السرعة، ومراكز بيانات وسحابات حكومية.

3- إعادة تدريب وتأهيل القوى العاملة

إطلاق برامج وطنية لتعليم البرمجة وتحليلات البيانات والروبوتات.

4- جذب الاستثمار الأجنبي والمحلي

حاضنات أعمال، مسرعات، إعفاءات ضريبية للشركات التقنية.

5-اعتماد الذكاء الاصطناعي في الحكومة

الحكومة الرقمية ستكون المحرك الأول للتغيير.

6- إنشاء مجلس وطني للذكاء الاصطناعي

يضم خبراء، أكاديميين، والقطاع الخاص، لتوجيه المشاريع الكبرى.

التحديات المحتملة

*ضعف البنية التحتية الرقمية الحالية

*نقص الخبرات التقنية المتقدمة

*مقاومة التغيير في المؤسسات الحكومية

*البيروقراطية والفساد الذي قد يعرقل المشاريع

هذه التحديات حقيقية لكنها ليست مستحيلة الحل إذا توافرت الإرادة السياسية والاقتصادية والاستثمار الذكي في الموارد البشرية.

خاتمة:-

لن يكون الذكاء الاصطناعي بديلاً مباشراً للنفط، لكنه قد يصبح الأداة الأقوى لتقليل الاعتماد عليه وتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد معرفي يليق بقدرات الشباب العراقي. فالنفط مورد ناضب… أما الذكاء والمعرفة فهما موردان متجددان بلا حدود.

 

 

 


مشاهدات 59
الكاتب علياء حسين الموسوي
أضيف 2025/12/28 - 3:23 PM
آخر تحديث 2025/12/29 - 2:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 79 الشهر 21377 الكلي 13005282
الوقت الآن
الإثنين 2025/12/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير