قطط الشوارع
محسن التميمي
مساء امس ذهبت لمشوار قريب ، امام باب العمارة ، شاهدت القط الذي افضله على بقية القطط ، بسبب شكله الحزين ونظرات عيونه الصفراء الجميلة وهو ممدد على حافة الرصيف ، قلت مع نفسي ، الان هناك الكثير من القطط تنام في اماكن امنة جميلة ولها مكان خاص في البيوت تتلقى الرعاية والاهتمام والحب وتأكل انواع مختلفة من الطعام وهي تبدو بكامل جمالها واناقتها ، وهذا القط المسكين يتمدد هنا على الرصيف ، عندما عدت من مشواري القصير ، قلت له ، هل انت جوعان حبيبي؟ تعال اتبعني، لم يكذب الخبر فتبعني، قلت انتظر هنا وسأعود حالا لاجلب لك الطعام ، فتحت الثلاجة وجلبت له الطعام، اكل وشبع، صرت امازحه والعب معه وامد يدي على رقبته ورأسه هو كان يشعر بارتياح شديد، عندما ارفع يدي هو ينام قربي وكأنه يقول، داعبني مرر يدك على رأسي ورقبتي، لم اشأ تركه لانه كان يشعر براحة كبيرة ، عندما تركته، هو نهض وكأنه يقول ، شكرا لانك تهتم بي وتلاعبني وتطعمني! في الكرادة هناك عيادة بيطرية تعالج قطط الشوارع بشكل مجاني، في المرة الثانية اذكر اسم الطبيب البيطري الذي يتصرف مثل نبي هو يتعامل مع القطط بروح انسانية عظيمة ولم يبد اي تذمر وهو يعالجها على حسابه الخاص! شاهدنا مقطع فيديو لقطة وكلاب ينامون امام مطعم في تركيا بسبب الهواء البارد الذي يخرج من باب المطعم، صاحب المطعم يترك هذه الحيوانات تنام امام باب مطعمه ولم يبعدها او يضربها ، هو يضحك ويقول، هذه حيوانات مسكينة تستحق الحب والرعاية،
في بلادنا يضربون قطط الشوارع بقسوة ويتركون ندوبا على اجسادها ووزارة الصحة مع جهات حكومية اخرى يجولون في الشوارع من اجل قتل الكلاب الموجودة في الشوارع، ربما ، هؤلاء يطبقون ماقام به بروتوس الذي طعن سيده قيصر ، وتلك التي اطلقوا عليها ( طعنة الرحمة ) هؤلاء يطلقون رصاصة الرحمة على كلاب الشوارع ولم يطلقوا رصاصة الرحمة على اخرين يستحقونها بعد ان قاموا بتعمد وقصد بقتل العشرات من ابناء شعبنا بدم بارد ايام الحرب على داعش الارهابي ! نركز ونكتب عن القطط لاننا نعتقد جازمين ان الشعب الذي يرحم القطط ويهتم بها ويطعمها سينال ذات الرحمة والاهتمام من حكومته وجزاء الاحسان الا الاحسان! ربوا اطفالكم على حب الاخرين والحيوانات والشجر لان المحبة والرحمة والعطف عناوين اكثر من مهمة وهي التي تنظف المجتمع من الأمراض والجهل والتخلف والعنصرية!.