مشروعان لغاية واحدة
جاسم مراد
ليس هناك تناقض او اختلاف بين مشروع نتن ياهو ذو النقاط الخمسة وبين مشروع الرئيس الأمريكي ترمب ، فالاثنين ينتهيان من كتابة صفحة واحدة ، فذاك يريد السيطرة على قطاع غزة بإشراف والتهجير وتسليم السلاح والبقاء في احاطة القطاع والتواجد في بعض النقاط وعدم الاشراف الفلسطيني على القطاع إ ذ كان ذلك بمستقلين او تكنقراط وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية على وفق القرارات الدولية ، أما مشروع ترمب فلا يبتعد عن مشروع نتن ياهو سوى بإطلاق سراح الاسرى ووقف الحرب ، وهو يتفق على تسليم السلاح وتهجير المقاومة واشراف لجنة برئاسته وإدارة بريمر رئيس الوزراء البريطاني المدان بريطانيا بغزو العراق وكذلك صهر ترمب كوشنر ، أما السلطة الفلسطينية فعليها ان تغير الكثير من سياساتها والمناهج الدراسية ويمكن التفكير بأمل الدولة الفلسطينية ، وبالطبع هذا الامل لاينتهي كونه مرتبط بالمطالب الإسرائيلية حتى تنتهي إسرائيل من السيطرة الاستيطانية على كامل الضفة الغربية ، أما القدس فليس لها ذكر بمشروع ترمب ، وهناك الكثير من الالزاميات والتهديدات للفلسطينين وحماس والمقاومة ، بل الأكثر من ذلك أن ترامب يتوعد غزة بعد ثلاثة أيام او اربع أيام إذا لم توافق حماس على مشروع بانزال نار جهنم على قطاع غزة ، وكأن إسرائيل لم تحرق أبناء غزة خلال السنتين من الحرب الفاشية البربرية .
لسنا هنا بواد الحديث عن موقف المقاومة ، التي كما نعتقد لها الحق في ابداء وجهة نظرها في بعض مواد المشروع ، وأخرى تحتاج الى توضيح ولكن الرئيس الأمريكي قفل أبواب كل ذلك ، منطلقاً بقبول المشروع كما هو ، مثلما قرأته وقبلته بعض الدول العربية والإسلامية ، وهنا المفارقة كيف لهذه الدول ان تقبل وتؤيد قبل ان يناقشه ويقبله الفلسطينيون ، وهذه الاحداث ترجع بنا الى ما بعد الحرب العالمية الثانية وتم فرض إسرائيل على الأرض الفلسطينية .
نشعر بأن المقاومة والسلطة الفلسطينية لم تبصم على المشروع كما هو إلا بعد قراءته واجراء الملاحظات التي تثبت الحق الفلسطيني بالدولة التي اقرتها المواثيق والقرارات الدولية واكدتها الاعترافات الأوروبية الأخيرة،
ففلسطين كل فلسطين من غزة الى ورام الله واريحا والقدس وكل الأرض المحتلة أمام امتحان خطير ، امتحان النار والقتل الجماعي والتشريد ، وهنا تمتحن المواقف العربية والإسلامية ، أما الشعب الفلسطيني فليس امامه سوى تقديم المزيد من المقاومة والدم ، وإلا سيتم تهجيره مثلما حدث في النكبة عام 1948وهذا هو المشروع العقائدي لنتن ياهو وطبقته الفاشية.