قصة قصيرة
ذكرياتي
إيمان نجاح
فتحت صندوقها القديم وهي تحاول أن تبحث عن شيء ما خطر في بالها بين ذكريات الماضي فتحت البوم الصور تقلب وتنظر بدقه لم تعد تعرف ماذا تريد لكثرة ذكرياتها وشدة تأثرها بهن كل ما تعرفه أنها كانت تكتب شيء ما لنفسها فتعثرت بصورة له وسام بين الحضور جالس كالنمر قالت في سرها :
يا إلهي كم أفتقد تلك الأيام و اعيشها كما لو أعيشها اليوم ، فانت الحب الضائع في متاهات الروح رغم انك ألمتني كثيراً يا وسام، حكايتك لا يزال يخيطها عقلي كما لو كانت لافته مُحاكة بحروف اسمك عندما تركتني معلقة بين الموت والحياة وتزوجت، أعرف أنك لم تسامحني ولكن لماذا يا وسام لأنني أخفيت عنك ماضيي وكنت في قمة الصراحة معي فأنا لم أكذب عليك ،أعلم بأني كنت مخطئة لأني لم أصارحك بشيء كان وغير مهم بالنسبة لي وسمعت منها وتزوجت ودمرتني بها، أعلم أنك انجرحت وانجرحت كثيراً مني ولكنك لم تكن تعلم بأنك كنت بمثابة هدية لي
هديتي التي لم احافظ عليها
لا أعرف كيف أضعتها،
كنت عندما تحتاجني يجتاح عينيك الليل
ويغيب النهار وضوئه عنك ليواري حزنك
وعندما احتاجك أسألك أن تناولني حضورك
لأنني أفقد حتى كيف اتناول الوصل أليك
كل ما أعرفه أن ارتمي بين أحضانك
واحاول أن الملم شتاتي بين يديك
، ها هي الحيّة ، التي أفشت بسري لك و دمرت حبي الوحيد، حبي الجميل، لن أسامحها أبداً على فعلتها الدنيئة، لماذا فعلت كل هذا بي وانت كنتِ صديقتي، تقول انها لم تقصد أذيتي ولم تكن تعلم أنه لا يعلم بسري، كانت تظنه يعلم بقصتي وحكت له ماضيي فتركني وتزوج ولمعت بعينها دمعة وقالت بصوت مرتفع قليلاً لن أسامحكما معاً لأنكما ألمتماني كثيراً تكاد ان تبكي وهنا توقفت فجأة ونهضت وقفت أمام المرآة رفعت برأسها شامخة ثم غادرت إلى الطاولة كانت قد كتبت شيء ما وتركته فعادت أليه مرة أخرى كتبت لنفسها
زهرة وانتي تشقين طريقك في الحياة
تعلمي بأن لا تظني بأن كل شيء يكتمل
وانه قد يحدث كما تريدين
تعلمي بأن مخيلتك واسعة بوسع الأفق
وانك واهمة لو ظننتي بأن كل شيء
سيكون على ما يرام وكما تشائين
فالأمور لا تكتمل لكل كمال لا بد و أن
يكون هنالك نقصان مهما حولنا سينقص
أنا لا أقصد اضعافك أو تعكير مزاجك
بل ما أريده هو تحفيزك أكثر لتنجحي
، أنتي قوية وجميلة جداً كما الزهر
فكما صارعتي بكل قوة تحديات الزمن
اصرعي لحظاتك القاسية
ماضيك المؤلم المدجج بحبك الضائع لا تستسلمي له أبداً
اعرف انه قد خُتم بخيبة و وهم ونهاية
تعيسة لم تكن متوقعة أنهت حبك الكبير
عيشي قوية بنفسك مقدامة كما اعتدنا عليك يا زهرة
قاومي حزنك لا تجعليه يتغلب عليك
فكما انت جميلة انت باسلة
تستطيعين، لا تسمحي لأحد أن يدمر مضهر عينيك
الجميلتين بدمعة حزن
أو أن يعكر صفو ابتسامتك المثيرة
بتشنجات قسمات وجهك الباكية
ابتسمي دائماً فأنت لا تستحقين الحزن أبداً
الحنين يصنع منا قصص مدونة بالجمل ليذبحنا
بالهم تغلبي عليه
أحبك
ثم اتجهت نحو الصندوق لملمت ما أخرجته منه من صور وحاجيات الماضي اقفلته بأحكام ثم خبأته في خزانتها مرة أخرى وعادت إلى الطاولة كتبت
ذات مساء كنت أقلب البوم الصور
رأيتك صدفة بين الحضور
تعثر بك قلبي قليلاً
قلبت الصفحة
كأني لم أراك!