لنكن كالخريف ينفض كل شرور الصيف           

 حاكم الربيعي

في رسالة صباحية وردت من الاخ اد حامد الشمرتي تضمنت عبارات جميله كعادته وهو الاخ المعروف بثقافته وعلمه وكفاءته ، ونصها لا زال الخريف يأخذنا معه في رحلته بين الفصول  

يبعثر مشاعرنا ويطرد الصّيف من قلوبنا ليخبرنا أنّ لا شيء يدوم ,وأنّ الأحوال تتغيّر وأنّه يخبّئ في نهاياته أمطاراً غزيرة يسكبها على قلوبنا الظّمأى لكل جديد , ليتنا مثل الخريف نُنفض أوراق مشاعرنا الجافّة لننتظر ان تعود خضراء في ربيع ننتظره بكل   شغف ، اذ ان الانسان اجتماعي بطبعه وهذه المقولة تعني أن الإنسان كائنا فطريًا يحتاج إلى العيش والتفاعل مع الآخرين، فهو لا يستطيع العيش بمعزل عن الجماعة وتلبية احتياجاته بمفرده, وقد أطلقها فلاسفة مثل أرسطو وابن خلدون، الذين أكدوا على أن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى المجتمع لتكوين العلاقات وتبادل المنافع والوصول إلى الكمال والسعادة ، وبالتالي الانسان للإنسان أنس وصحبة, وعون في كل شيء هكذا هي البشرية , ومن ثم   لا يستطيع الانسان العيش الا مع ابناء جنسه ,  فهو ير غب بالتفاعل مع الاخر لتبادل  النشاطات النافعة للطرفين , وهذا ما يوجب  التفعيل والتفاعل , من كل الاطراف وبما يضمن الامن والامان والمنفعة الاجتماعية المشتركة لان في ذلك تفعيل للمشتركات الاقتصادية النافعة ايضا , وتبعا لهذه التفاعلات  سيكون  هناك أثر ايجابي مبرز في تمتين العلاقات  الاجتماعية , وتعزيز التأخي والتماسك  بين مكونات الشعب , ويقرب المكونات  من بعضها البعض ,  ويعزز الثقة بين هذه المكونات لاسيما عند تفعيل  الحوار الايجابي لما فيه منفعة الوطن , من خلال طرح وتبادل الافكار  والرؤى النافعة   لما فيه خير الوطن , فالإنسان ذو طبيعة اجتماعية تدفعه الى التواصل والتفاعل مع ابناء جنسه في مجتمعة الذي ينتسب اليه , حيث ان التواصل والتفاعل سيكون ذا أثر ايجابي على كل مكونات المجتمع وعلى وفق ذلك ,  يجدر بنا ان نكون فاعلين فعل الخريف في تنظيف مخلفات الصيف اللاهب , في أن نتخلص  من المواقف السلبية والمشاعر  الحساسة من أخوان لنا من مكونات هذا المجتمع , وان الاختلافات في المعتقدات سواء المذهبية أو الدينية  او الحزبية والسياسية او القومية , بعضها ذات شأن رباني لا علاقة لنا بها ,بل  هي ذات  شأن رباني   , اذ قال سبحانه في محكم كتابه  ( ان الذين امنوا والذين هادوا , والصابئة والنصارى والمجوس والذين أشركوا , الله يفصل بينهم يوم القيامة  , ان الله على كل شىء شهيد ), اذن لا علاقة للإنسان بامور ذات شأن رباني, وليكون حديثنا باسم العراق ووحدته الوطنية دون  تفريق ,والتخلص من طروحات  احنا  وهم  , هكذا عبارات تفرق ولا تجمع , يكفي معاناة من طروحات بائسة تفرق ولا توحد , مطلوب من الجميع الحديث باسم وطن موحد

***

الطبيعة الاجتماعية للإنسان فطرية؛ لأن نفسه ورُوحه تتشوق إلى التواصل والتفاعل مع الآخر، بينما الانعزال والتفرُّد - ولو كان بداعي التميز والقوة - لن يعود على صاحبه إلا بالأسى والخيبة، فآخر مطاف الإنسان لجوؤُه إلى أخيه، وطلبُ العون منه، حتى يصل مركب المجتمع إلى شاطئ الأمان.