الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دقات الجرس الأول

بواسطة azzaman

دقات الجرس الأول

حاكم الشمري

 

مع دقات الجرس الأول لبدء العام الدراسي الجديد، يعود أكثر من عشرة ملايين تلميذ وطالب عراقي إلى مقاعد الدراسة وهم محمّلون بآمال كبيرة، لكنهم في الوقت نفسه يصطدمون بجملة من المشكلات التي ما زالت ترافق العملية التربوية منذ سنوات طويلة دون حلول جذرية الدوام المزدوج والثلاثي أولى الإشكاليات تتمثل في الدوام المزدوج، بل والثلاثي أحيانًا، نتيجة قلة عدد المدارس مقابل الزيادة المستمرة في أعداد التلاميذ هذا النظام يربك التلاميذ، ويقلل من ساعات الدراسة الفعلية، ويؤثر سلبًا على مستوى التحصيل العلمي الحل يكمن في الإسراع ببناء مدارس جديدة، والانتقال إلى نظام الدوام الأحادي الذي يوفر بيئة تعليمية أفضل وشح الكتب المدرسية في بداية كل عام، يتكرر المشهد ذاته كتب مدرسية غير متوفرة بشكل كافٍ أو قديمة الطباعة، الأمر الذي يدفع بعض العوائل لشراء نسخ تجارية من الأسواق. المطلوب هنا هو إصلاح منظومة طباعة وتوزيع الكتب عبر رقمنة المناهج وتوفير نسخ إلكترونية يمكن للطلبة الوصول إليها بسهولة ظاهرة الدروس الخصوصية تحولت الدروس الخصوصية إلى عبء اقتصادي ثقيل على العوائل العراقية، بل أصبحت سوقًا موازية للتعليم الرسمي والسبب يعود لضعف المستوى الدراسي داخل الصفوف وعدم كفاية ساعات الدرس، إضافة إلى غياب الرقابة الجادة على أداء بعض الكوادر. الحل لا يكون فقط بقرارات منع، بل بإعادة الثقة بالمدرسة من خلال تطوير المناهج، تدريب المعلمين، وتقليل أعداد الطلبة في الصف الواحد ان قلة المدارس وحملة البناء المؤجلة

رغم إطلاق حملات حكومية متكررة لبناء المدارس، إلا أن التنفيذ غالبًا ما يتعثر بسبب البيروقراطية أو الفساد أو ضعف التخطيط. ومن أبرز هذه المشاريع الاتفاق العراقي–الصيني الذي كان يفترض أن يضع حدًا لازمة الأبنية المدرسية لكن المشروع ما زال بطيئًا في التنفيذ، ما جعل آلاف التلاميذ يدرسون في أبنية متهالكة أو كرفانات لا تليق بالعملية التربوية الطريق إلى المعالجة لا يمكن للتعليم أن يتقدم من دون إرادة سياسية جادة تضع بناء المدارس أولوية قصوى، وتربط الخطط الاستثمارية بالاحتياجات الحقيقية للميدان التربوي. كما أن الإصلاح يتطلب شراكة بين وزارتي التربية والتخطيط، إلى جانب تفعيل الرقابة المجتمعية والإعلامية على المشاريع المتلكئة وفي النهاية، يبقى العام الدراسي الجديد فرصة للتذكير بأن مستقبل العراق مرهون بجودة التعليم، وأن أي إهمال في هذا الملف سينعكس مباشرة على الأجيال القادمة وعلى قدرة البلاد في بناء اقتصاد ومجتمع حديث.

 


مشاهدات 98
الكاتب حاكم الشمري
أضيف 2025/10/04 - 3:02 AM
آخر تحديث 2025/10/04 - 7:06 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 583 الشهر 2564 الكلي 12042419
الوقت الآن
السبت 2025/10/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير