كركوك من مشكلة إلى معضلة

أوزدمير هرموزلو

في بادئ الأمر كانت تُسمّى مسألة كركوك، ومن ثم تحولت إلى مشكلة كركوك، وفي نهاية المنعطف تحولت إلى معضلة كركوك. أي أن محاولات الانفراد بالسلطة في المحافظة حولتها إلى مسألة معقدة يصعب حلها بين الفرقاء السياسيين.

لو سلطنا الضوء على النتائج التي أفرزتها الانتخابات في كركوك، لرأينا أنها لا تسمح لأي مكوّن بالاستحواذ على السلطة تماماً، وأن من حاول الانفراد بالسلطة عبر نظرية “فرض واقع الأمر”، وقد لمسنا نتائج سيئة لمن حاول ذلك، إذ كان سبباً في الانقسام في المرة التي تلت الاستحواذ على السلطة.

إذن، هنالك أجندات إقليمية ودولية تحاول التلاعب بنتائج الانتخابات لكي يصعب الحل لهذه المعضلة، وفي المقابل تسعى هذه الأجندات إلى الاستفادة من مقدّرات المحافظة.

بصريح العبارة، رغم أن هنالك من يأخذ الجزء الأهم من المقاعد في الانتخابات، إلا أنه لا يستطيع أن يشكّل الإرادة السياسية، لأن هناك لاعباً مهماً ومؤثراً يكون مفتاح الحل بيده.

لكن المشكلة أن من يحصل على المقاعد بنسبة جيدة لا يحاول كسب ودّ اللاعب المهم، والأغرب من ذلك أنه يسعى إلى إبعاده عن الشراكة، وبالتالي فإن المشكلة ذاهبة نحو التعقيد الجذري.

إذن، هناك إرادة سياسية داخلية وخارجية لا تريد أن يكون في كركوك استقرار سياسي وإداري، وسط غياب المشروع الوطني من قبل الإرادة الحكومية العراقية.