دور الصحافة الإلكترونية في العراق في تشكيل معارف واتجاهات الشباب الجامعي نحو ظاهرة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية: دراسة ميدانية

اهويدي الجبوري

شهدت السنوات الأخيرة تحولًا نوعيًّا في منظومة الإعلام: من صحافة تقليدية إلى فضاء رقمي واسع يمكنه الوصول السريع إلى الشباب الجامعي وتشكيل معارفهم واتجاهاتهم حول موضوعات حسّاسة مثل الإرهاب والتنظيمات الإرهابية. في السياق العراقي، حيث مرّت البلاد بتجارب مباشرة مع التنظيمات المسلحة وأثرها المجتمعي، تصبح الصحافة الإلكترونية (المواقع الإخبارية، المنصّات الإخبارية على وسائل التواصل، والمدونات الإخبارية) عاملًا مهمًا في عملية الإدراك والاتجاهات لدى فئة الطلبة الجامعيين. 

اعتماد متزايد على الصحافة الإلكترونية: تشير دراسات عراقية وعربية إلى ارتفاع اعتماد الشباب على الصحف والمواقع الإلكترونية في تكوين تصوراتهم للأحداث العامة، بما في ذلك الأمن ومظاهر العنف. هذا يجعل المنصات الرقمية مؤثرة في تشكيل المعارف الأولية.  

            •           التأثير ليس أحاديًا: الإنترنت يمكن أن يسهِم في نشر دعاية متطرفة، لكنه أيضًا مسرح لحملات مناهضة وتوعية نجاح أيٍّ من الوجهين يعتمد على جودة المحتوى، المصداقية، وسياق المتلقي (مستوى الوعي النقدي لدى الطالب).  

            •           الفجوات المعرفية والميول: طلاب ذوو تعليم إعلامي أو مهارات نقدية رقمية أظهروا قدرة أعلى على تمييز المصادر والتعامل النقدي مع محتوى الإرهاب، بينما المجموعات الأقل مهارة تميل إلى قبول تبسيطات أو سرديات حسّاسة عاطفيًا. 

الصحافة الإلكترونية في العراق تعمل في بيئة مترابطة: أخبار محلية، تقارير دولية، ومحتوى منصّات التواصل. أسلوب الإطار الإعلامي ونبرة التغطية (مثلاً: تأطير الحوادث

”أمنيةمقابل “أيديولوجية/سياسية”) يؤثر بصورة مباشرة على كيف يفهم الشباب جذور الظاهرة وطرق المواجهة. لذلك، ليس عدد المقالات أو وتيرة النشر فحسب، بل كيفية التغطية والتحقق من المصادر والالتزام بأخلاقيات النشر هما المحددان الرئيسيان لتأثير إيجابي أو سلبي.

اخيرا وليس اخراً  ..

الصحافة الإلكترونية في العراق تمتلك قدرة فعلية على تشكيل معارف واتجاهات الشباب الجامعي تجاه ظاهرة الإرهاب — لكن هذه القدرة مزدوجة الطابع: إمّا أن تساهم في الوقاية وبناء وعي نقدي، أو أن تُستغل لنشر سرديات مضللة إذا غابت قيم المهنية والتحقّق. لذلك، يتطلب الأمر نهجًا متعدد الأبعاد يجمع تحسين جودة المحتوى الإعلامي مع تعليم الطلاب مهارات القراءة النقدية للمعلومة الرقمية، وإشراك المجتمع الأكاديمي والإعلامي في خطط استباقية للحد من مخاطر التطرف.