الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كذبة إسمها الديمقراطية

بواسطة azzaman

كذبة إسمها الديمقراطية

حامد الزيادي

 

ديمقراطية لا تشبه باقي الديمقراطيات جاءت لنا بها الولايات المتحدة من أجل اختيار السيء خوفا من الأسوء بلا مشروع أو برنامج واضح، هذا هو الوجه السياسي الحالي الذي تظهره المنابر والمنصات في تعبئة طائفية مقيته سمحت للأنتهازيين والطائفيين  الأنفراد بالسلطة والتشبث بالقرار بوصاية ورعاية دولية نجحت في تغييب الطائفة بستار الطائفية كي يكون التاجيج والتناحر والتصادم واقع حال وقابل للاشتعال!! فبعد حقبة دكتاتورية الفرد وقعنا تحت دكتاتورية الأحزاب والتيارات التي مسخت الهوية الوطنية واستبدلتها بالهوية الطائفية والقبلية فتلاشت  فرص المدنية والخطاب المعتدل فلم يحجز له مقعد وسط زخم الخطابات المتطرفة والعصبية والمصالح الشخصية فأصبحت المحاصصة المقيته واقع مؤلم فضاع الحلم والتغيير وتلاشى الأمل وسط الانبطاح والتذلل والانحدار ،فاصبحنا مرتهنين للقرار المجهول والدولة العميقة التي لا تتردد عن سحق كل من يقف بطريقها بلارحمه او شفقه التي قبضت الثمن وقدمت نفسها ممثل عنا في ممارسة ماكرة أنتجت لنا دائرة غير منتجة ومنصة لتصفية الحسابات وبث الكراهية  وباب للربحية والعبثية وظفت لها كل الامكانيات والقدرات للتحشيد والتوجيه العقائدي بشقيه الطائفي الذي نجح في تجنيد الشارع ليكون صدى لاصواتهم ،فتتم مصادرة صوت الشعب بعد (التصويت) ليكونوا صوتهم وقرارهم والبديل تحت ذريعة الشرعية الدولية!! وهذا ما لمسناه طيلة الدورات الانتخابية السابقة التي لم تعالج العيوب والعورات المتكررة في قانون الانتخابات والاحزاب بل زادت وأتسعت وأصبحت ظاهرة خطرة صادرت محاسن الديمقراطية واعادة لنا الدكتاتورية بنسخة متحولة وبشعة تهدد الوحدة الوطنية وتكرس الانقسام المجتمعي والتقسيم على الأرض بعد أن وصلت الأمور إلى نهايتها واتضحت الصورة جيدا أن كل الشعارات والخطابات هي للاستهلاك فقط وكل ما هو مقرر يمر ويطبق ويسير المخطط وفق التوقيت المحدد وكل ما حصل وحدث هو مفرقعات وبالونات استعراضية كي نصدق كذبة اسمها (الديمقراطية) مما ينهي اي بادرة سياسية أو دعوة للتحرر والتعبير الحر أو فرصة للتغيير تعيد نصاب الأمور ويكون للشعب تمثيل حقيقي معبر فلا طائل من عملية سياسية يضعها التابع والمنتفع منها ويتم فيها تغييب وتحجيم الصوت الوطني كي ينفرد الطائفي والفاسد والفاشل كي يغرد كما يحلو له فلا فرصة للشعب تلوح بالافق ان يعبر عن رأيه وموقفه الا في المقاهي والباصات والجلسات الخاصة ونخشى أن نرجع للجدار واذن الجدار والسير بجانب الجدار وضرب الرأس بالجدار كي نترك الجدال ونندب الحال حتى نأمن على قوت عيالنا وقضاء باقي ايام حياتنا.

 

 


مشاهدات 53
الكاتب حامد الزيادي
أضيف 2025/11/22 - 12:45 AM
آخر تحديث 2025/11/22 - 2:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 102 الشهر 15525 الكلي 12677028
الوقت الآن
السبت 2025/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير