ربيناه طفلاً
عبدالستار الراشدي
ربّيناه طفلاً، وكان القلبُ يحتضنُ
خطاه في الدربِ، لا يشقى ولا يَضِنُ
كُنا الحنانَ له، والظلَّ في تعبٍ
وكنا نفرشُ دربَ العمرِ إن حَزِنُوا
كم باتَ فوقَ يديّ الليلُ مُنطفئًا
وكم سكبنا لهُ من صبرٍ كله الحزنِ
كبرَ الوليدُ، وفي عينيهِ أسئلةٌ
لكنّهُ ما درى ما القلبُ أو السكنُ
نسيَ من مسحَ الآهاتِ عنه وإن
غاب عن دارِه يُلفهاالحُزنُ
ما عدت تسأل: هل في الدارِ نافذةٌ
تُضيءُ وجهَ الحنينِ إن دنا الوهن؟
يا من كبرْتَ، أما في القلبِ ذاكرةٌ
تُعيدُ عهدَ الوفاءِ إن جفا الزمنُ؟
إن كنتَ نسيتنا ، فإننا لا ننسى
ولا نبدل حُبًّا كان مُؤتمنُ
فاذكر ، ففي الدارِ قلبٌ لا يُغيّرهُ
جفاءُ من كنتَ يومًا فيه مُرتهنُ