الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفرق بين الرواية والنوفيلا


 الفرق بين الرواية والنوفيلا:- 

الرواية القصيرة جداً ولدت من رحم الرواية وليس من رحم النوفيلا

حميد الحريزي

 

الأصل التاريخي                                                                                                            

يعود أصل التسمية إلى اللغة الإيطالية، والكلمة مؤنث novello، ما يعني جديد، على غرار الكلمة الإنجليزية news. أي أن جوهر النوفيلا هو الإخبار، وهي ليست ببعيدة عن دلالات الكلمة التي تعني حكاية، أو إخبارية.وبدأت النوفيلا كنوع أدبي في التطور في الأدب الإيطالي في أوائل عصر النهضة، خاصة على يد جيوفاني بوكاتشيو مؤلف كتاب ديكاميرون (1353)، الذي تضمن 100 حكاية، تسمى نوفيلاس، رواها عشرة أشخاص؛ سبع نساء وثلاثة رجال، فروا من الموت الأسود «الطاعون»، بالهروب من فلورنسا إلى تلال فيزول في عام 1348. ثم تم تقليد هذا الشكل من قبل المؤلفين اللاحقين، ولا سيما الملكة الفرنسية مارجريت دي نافار، قرينة الملك هنري الثاني ملك نافار، وأخت الملك فرانسوا الأول ملك فرنسا، وكانت هي وشقيقها مهتمين بالحياة الفكرية والثقافية والصالونات في عصرهما في فرنسا، وكتبت حكاية فرنسية أصلية على غرار ديكاميرون.

ونشأ النوع الإيطالي الروائي من تقليد غني لأشكال السرد القصيرة في العصور الوسطى. واتخذ أول شكل رئيسي له في أواخر القرن الثالث عشر، وتابع أتباع بوكاتشيو، مثل جيوفاني فيورنتينو وفرانكو ساكيتي وجيوفاني سيركامبي وسيمون دي برودينزاني، تطوير المسار في أوائل القرن الخامس عشر.

وأثرت الروايات القصيرة في تطور القصة القصيرة والرواية في جميع أنحاء أوروبا، ففي أواخر القرن التاسع عشر كان هنري جيمس، من أوائل نقاد اللغة الإنجليزية الذين استخدموا مصطلح النوفيلا لقصة أطول، وأكثر تعقيداً من القصة القصيرة، ولكنها أقصر من الرواية. وفي البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، نادراً ما يتم تعريف الرواية الحديثة على أنها نوع أدبي متميز، لكنها غالباً ما تستخدم كمصطلح لرواية قصيرة.

وبحلول القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان للكتاب الألمان تعريف جديد للنوفيلا، بوصفها «قصة خيالية تدور حول صراع واحد، أو حدث درامي، مع نقطة تحول واضحة ونهاية منطقية لكنها غير متوقعة». ومن بعدها ظهرت العديد من الروايات الأوروبية الكلاسيكية التي تُستخدم في الفصول الدراسية اليوم، خلال هذه الحقبة، مثل «كانديد» لفولتير، و«عيد الميلاد» لتشارلز ديكنز.

وبحلول القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان للكتاب الألمان تعريف جديد للنوفيلا، بوصفها «قصة خيالية تدور حول صراع واحد، أو حدث درامي، مع نقطة تحول واضحة ونهاية منطقية لكنها غير متوقعة». ومن بعدها ظهرت العديد من الروايات الأوروبية الكلاسيكية التي تُستخدم في الفصول الدراسية اليوم، خلال هذه الحقبة، مثل «كانديد» لفولتير، و«عيد الميلاد» لتشارلز ديكنز.

وأدت سرعة إيقاع العصر في التغيير والتطور، وسرعة تغيّر التوجهات الفكرية والسياسية والاقتصادية، وتوالي أحداث عالمية مؤثرة، إلى أن تصبح الرواية القصيرة شكلا سردياً يتساوق وإيقاع هذا العصر الراكض اللاهث المتوتر. ومؤكد أن الضغوط التي يعانيها الإنسان المعاصر ورغبته الدائمة فى التغيير والتجديد، تجعله لا يُقبل على كتابة الرواية الطويلة، أو الملحمية ذات القواعد الكلاسيكية المحددة، أو قراءتها ومتابعتها، ما هيّأ فرصاً ذهبية لكتّاب الرواية القصيرة فانتشرت رواياتهم، واتسعت قاعدة قرائهم، ما يمكن أن تتسع على نحو أكثر خلال السنوات المقبلة))     اخت القصة القصيرة  24 ابريل  2023 . وهنا يأتي استحقاق ولادة الرواية القصيرة جدا0(المؤلف)

مهما كان التقارب بين اللغات ، فلابد ان يكون لكل لغة خصوصيتها من حيث دلالات ومعاني مفرداتها ،لايمكن أن تكون متطابقة تماما مع اللغات الاخرى حتى ولو كانت من نفس المجموعة ومهما كانتمجاورة لها . ولاشك ان هذه الفروق تتكرس بشكل كبير في لغة الأدب وتنحسر في لغة ومفردات العلوم الانسانية الصرفة كالفيزياء والكيمياء والعلوم الطبية . من هذه المفردات مايخص الادب بخصوص  (النوفيلا) و(الرواية )، فهناك فروق واضحة بين استخدام هذه المصطلحات بين اللغات الغربية وبوجه الخصوص الانكليزية والايطالية والفرنسية والاسبانية ، واللغة العربية، مما يثير بعض التشويش والخلط لمن لايدقق في هذه الفروق ،فيقع في الكثير من الهفوات والخلط بينهما ، مما ينتج عنه الكثير من الاستنتاجات والبناءات الخاطئة أو على أقل تقدير غير دقيقة ، وهذا ما سنتطرق له بالتفصيل في مايلي:-

((يجد ويل أن الفرق الأساسي بين الرواية والنوفيلا هو أن الرواية تحتاج حقًا لمساحة أكبر من الأفكار والخطوط المتشابكة لكن حين لا تحتاج إلى كل ذلك فلأنها ببساطة نوفيلا لقصة مليئة بالشعور "

يعود الباحث الأدبي الروسي بينو فون فيزي إلى التعريف الأبسط:-

 "السمة الرئيسية للنوفيلا أنها مقتصرة على حدث واحد"، أما الألماني يوهان غوته، أحد أهم كتابها، فوصفها قائلًا: "لم يُسْمَع بها من قبل"" أن تكون نموذجًا مطولًا عن القصة القصيرة أو نموذجًا مختصرًا عن الرواية((  ضفة ثالثة- النوفيلا مناهل السهوي 9ديسمبر2021

((الرواية والنوفيلا كلاهما من أشكال الخيال ، الفرق بين الاثنين هو مسألة نقاش ، ويعتبر بعض الناس الروايات نوعًا منفصلاً عن النوفيلا ، بينما يعتقد البعض الآخر أن الاختلاف الوحيد هو عدد الكلمات ، ويكون تعريف الرواية واضح إلى حد ما إنها قصص خيالية طويلة بشكل عام ، لديهم حبكات وشخصيات وموضوعات. في حين أن هذا ينطبق على معظم القصص ، إلا أن الروايات بها مساحة للحبكات الأكثر تعقيدًا ، أما النوفيلا هي في مكان ما بين الرواية والقصة قصيرة وغالبا تحتوي على حبكة درامية واحدة وتكون أقصر من الرواية.

ما هي النوفيـــــــــلا ؟                                                                                                              

نظرًا لكونها مختلفة قليلاً عن الرواية من حيث طولها ، يُشار إلى النوفيلا بأنها نوع من الروايات أطول من قصة قصيرة ولكنها أقصر من الرواية ، النوفيلا هي أيضًا نثر سردي مكتوب وهو نوع أدبي شائع في عدد من البلدان الأوروبية  ، ونشأ تطور الموفيلا في عصر النهضة ، لكنها بدأت في الظهور كشكل من أشكال النوع الأدبي في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر ، من حيث الهيكل ، تحتوي النوفيلا على حبكة أقل تعقيدًا من الرواية ، ولكنها أكثر تعقيدًا من القصة القصيرة  لا تحتوي النوفيلا عادة ، على فصول ، لكنها تشبه إلى حد كبير قصة قصيرة يمكن قراءتها في جلسة واحدة ، ومن الأمثلة البارزة على النوفيلات ، Earnest Hemingway The Old Man and the Sea ، و George Orwell’s Animal Farm ، و Charles Dickens ‘A Christmas Carol.[2]

الاختلافات بين الرواية والنوفيلا                                                                                               

الفرق الأكثر وضوحًا بين الرواية والنوفيلا هو طول الصفحة وعدد الكلمات ومع ذلك ، وراء هذا الاختلاف السطحي ، هناك العديد من السمات المميزة الهيكلية والموضوعية للنوفيلا التي تجعلها نوعًا مستقلًا من الكتابة وتشمل هذه الاختلافات :-                                                                                   

صراع مركزي واحد : تستكشف معظم الروايات الجديدة صراعًا مركزيًا واحدًا مقنعًا ، نظرًا لطولها الأقصر ، فإن النوفيلا لديها وقت أقل لاستكشاف الحبكات الفرعية وتميل إلى التركيز على الحبكة الرئيسية ، وتحتوي النوفيلا بشكل عام على شخصية رئيسية واحدة وعدد قليل من الشخصيات الثانوية ، بسبب قيود الطول ، سيركز معظم تطوير الشخصية على بطل الرواية.

الإيقاع سريع : تتحرك النوفيلا عادة بوتيرة سريعة ، في حين أن الروايات يمكن أن تقضي وقتًا في الابتعاد عن الصراع المركزي للخوض في الخلفية الدرامية واستكشاف وجهات نظر متعددة ، تقدم النوفيلا عمومًا قصة سريعة مقنعة بوجهة نظر فردية.

وحدة الزمان والمكان : عند كتابة النوفيلا ، يجب على الكُتّاب تجذير الفعل في وقت مستمر ضمن مساحة محدودة ، من الناحية المثالية في مكان واحد.[1]

 

النوفيلا تائهة                                                                                                                      

ربما تتجاوز المسألة الحالة العربية، وربما أيضًا لسنا في حاجة لتصنيف ثالث، غير القصة والرواية. فعلى أي أساس نقول إن هذه نوفيلا وتلك رواية (قصيرة)؟ عدد الصفحات؟ لا يكفي. بناء الشخصيات والحبكة؟ كذلك لا يكفي، خاصة بعدما تخطّت الرواية بشكلها الحديث شكلَها الكلاسيكي، وقد تكون النوفيلا محاولات لكتابة رواية إنّما قصُرت، أو محاولات لكتابة قصة إنّما استطالت، وفي الحالتين هنالك مشكلة. هذا ما يقوله الكاتب الفلسطيني سليم البيك.

يشرح صاحب "تذكرتين إلى صفورية": "تتباين القصة والرواية إذ يكون لكل منهما طريقته الخاصة، شكلاً ومضموناً، في طرح فكرته (كي لا أقول الحكاية والشخصيات) ولكل منهما حدوده وأدواته التي تختلف عمّا لدى الأخرى، أما النوفيلا، فهي تائهة بين هذه وتلك. قد تكون رواية تعجّل كاتبها في رؤيتها منشورة، أو قصّة لم يعرف كاتبها كيف ينهيها. وكلامي هذا لا يمسّ الروايات القصيرة.

الروايات القصيرة، التي يمكن أن تكون بحجم النوفيلا، هي حكايات أخذت وقتها لتتخمّر، وشخصياتها لتتطوّر، ولم يشتّت كاتبها أفكاره بأخرى، وقد ضيّق عدسته إلى عدد قليل من الصفحات، إنّما دون أن يُخطئ بنيةَ الرواية فيه))المرسال أدب – الفرق بين الرواية والنوفيلا –دينا محمد سبتمبر 2020)ا.

الرواية القصيرة أو «النوفيلا» شكل سردي واسع الانتشار عالمياً له تعريفاته وكتاباته الإمتاعية التي تعلق في الذاكرة: «العجوز والبحر» لهمنغواي، «الغريب» لألبير كامو، «التحول» لكافكا..الخ، إلا أن هذا الشكل خجول على المستوى العربي، برغم صدور الكثير من الروايات القصيرة أو «النوفيلات» إلا أن الرواية الطويلة تحتل المشهد بأكمله على مستوى النقد والإعلام، وربما لا تترك أية مساحة ل«النوفيلا» برغم أن مناخ العصر بسرعته وأدواته ربما يرشح «النوفيلا» بتكثيفها وأسلوبها لتحتل واجهة المشهد السردي في المستقبل القريب، الملاحظ أيضاً ذلك الجدل حول «النوفيلا» في الساحة العربية، وتلك المراوحة في تعريفها، وحيرة البعض في توصيفها: رواية قصيرة أم قصة طويلة؟، وفي هذا الملف من «الخليج الثقافي نحاول أن نضيء على أحوال «النوفيلا» من أبعاد عدة.

لطالما كانت الرواية في عمومها تشهد تحولاً وتطوراً، شكلاً وتقنياً، يسهم في ذلك انتشارها السريع طوال القرن الماضي، ومدى التطور الذي شهدته على مستوى ثقافات مختلفة، ومن بين هذه التطورات انتشار النوفيلا، خاصة في السنوات الأخيرة، على أنها كمفهوم لا يزال مرتبكاً وغير محدد.

والنوفيلا رواية/ حكاية نثرية سردية، تجنح إلى كونها أقصر من الروايات التقليدية، وأطول من القصص القصيرة، ومؤكد لا يوجد عدد معين للكلمات أو الصفحات، لكن جمعية كتاب الخيال العلمي والفنتازيا الأوروبية سبق أن حددت أن عدد كلمات النوفيلا يتراوح بين 4 آلاف إلى 17 ألف كلمة.

أمّا دائرة المعارف البريطانية فتعرّف النوفيلا بأنها «سرد قصير محكم البناء، واقعي أو تهكمي النبرة في الأغلب». وتعرّفها ميريام وبستر بأنها «عمل خيالي متوسط الطول والتعقيد، بين قصة قصيرة ورواية».

والفارق بين الرواية والنوفيلا ليس في الطول والقصر فقط، فالأخيرة واحدة من أغنى الأشكال الأدبية وأكثرها ثراء، إذ تتيح تطويراً موسعاً للموضوع والشخصية أكثر من القصة القصيرة، من دون تقديم المتطلبات الهيكلية المعقدة للرواية الطويلة. وهكذا فإنها توفر استكشافاً مكثفاً ومفصلاً لموضوعها، ما يوفر إلى حد ما، التركيز المركّز للقصة القصيرة والنطاق الواسع للرواية. وفي مقالته «باختصار، قضية الرواية»، قال المؤلف الكندي جورج فيذرلينج، إن اختزال النوفيلا إلى مجرد رواية قصيرة يشبه «الإصرار على أن المهر هو حصان صغير 

إذا كان للقصة القصيرة أخت كبيرة، فستكون النوفيلا، أو كما أطلق عليها الأديب والشاعر الألماني، تيودور شتورم «أخت الدراما الصغيرة»، فعادة ما تتكون القصص القصيرة من بضعة آلاف من الكلمات، ويمكن قراءتها في جلسة واحدة، بينما تتطلب الروايات القصيرة مزيداً من الوقت والاهتمام. من حيث الشكل، تتميز النوفيلا بمزيد من الصراعات وتطوير الحبكة، مقارنة بالقصة القصيرة، لكن عدد الصراعات الفرعية أقل من الرواية. وعلى الرغم من أن الروايات القصيرة قد تتبع قوساً تقليدياً للقصة، وتخلق النوع نفسه من التأثير الموحد الذي تشتهر به القصص القصيرة، فإنها غالباً ما تفتقر إلى التعقيد ووجهات النظر المتعددة الموجودة في الروايات.

 

((يتبادر السؤال إلى الذهن لماذا لم يفتتحْ صاحب “مئة عام من العزلة” مسيرته الأدبية بكتابة النوفيلا ولجأ إلى هذا النوع الأدبي في سنواته الأخيرة؟!

ربما أن السبب يكمن في متطلبات تأليف النوفيلا في مقدمتها الإيجاز في اللغة واختمار الحس الفني، والصياغة الموسيقية. وأخيرا إذا صح الاعتماد على معجم اللعبة لتحديد الفرق بين الرواية والنوفيلا يمكن القول إن النص الروائي يقوم على تمريرات طويلة ومساحته تعادل الملعب بأكمله أما النفويلا فتقوم على تمريرات قصيرة ومجال الحركة في تشكيلتها هو بحدود منطقة العمليات في الملعب. أي أن العدسة تتابع ما يقوم عليه الحبكة)) العرب كيلان محمد 10-6-2024.

((في الفترة السابقة ثمة دعوة ظهرت عبر ما سمي بـ "البيان الأول" لمجموعة من الأدباء العرب نشر في مجلة "كناية" الرقمية، طالبت بالاهتمام بكتابة الرواية القصيرة باعتبارها تطبيقا للمفهوم الفلسفي السمى بـ "المينيماليزم" أو التقليلية، معتبرة إن " تأثير التقليلية على الروايات القصيرة جدًا يظهر حينما تؤكد التقليلية، كحركة فنية، على البساطة والتقليل إلى العناصر الأساسية والسعي إلى التخلص من التفاصيل والتركيز على الفكرة الأساسية، فتأتي الرواية القصيرة جدا لتطبق هذا المفهوم على الأدب ولغة الخطاب الروائي. يتوافق ذلك مع فلسفة المينيماليزم في التخلص من التفاصيل الزائدة والتركيز على الأساسي.
تشجع التقليلية أيضًا على الاقتصاد في استعمال اللغة ومواردها، وهو سمة رئيسية للروايات القصيرة جدًا. من خلال استخدام كلمات دقيقة ومختارة بعناية، تنقل هذه السردية المكثفة المعنى بشكل موجز ومؤثر. يعكس هذا النهج الجمالي التقليلي فلسفة البساطة والإيجاز".
وبغض النظر عن مبررات الدعوة للاهتمام بكتابة رواية النوفيلا، إلا أننا نرى إن أهم ما يمكن أن نعده مبررا واقعيا لهذه الدعوة هو أن رواية النوفيلا هي أكثر انسجاما مع متطلبات العصر وإيقاعه المتسارع، عصر تسيد "ثقافة الريلز" التي ساهمت بتقديم المعلومة المركزة أو التسلية الموجزة))2052025 الصباح احمد الشطري.

نرى أن دعوة الشطري هذه تعد سندا كبير  لنوع الرواية القصيرة جدا باعتبارها استجابة لمتطلباتت عصر السرعة والاختزال والتكثيف .

                                        مما تقدم يمكننا الاستنتاج أن النوفيلا شكل خاص من اشكال السرد لايمكن أن يفي باشتراطات الرواية  المختلفة بما فيها تعدد الشخصيات والحوارات ، وتشعب الاحداث ن وتبدلات الزمن والمكان ، ولكن الرواية القصيرة  جدا هي رواية تستوفي كافة أشتراطات جنس الرواية  المذكورة أعلاه مع التزامها بالاختزال والتكثيف وعدم الاسهاب ، باسلوب سردي جديد مختصر ولكنه غني العبارة واضح الرسالة وافي المعنى، يتبادل دور تأليف النص السردي مع المتلقي  لتظهير معالم الصورة واستكمال الحدث وتوصيل الرسالة ، فالرواية القصيرة جدا تحيل وترمز ولكنها لاتشطب حتى تبقى وفية لجنس الرواية بكماله وتمامه على الرغم من قصرها..   

التداخل بين مفهوم الرواية والقصة في الأدب العربي:-                                   

والجدير بالذكر  هنا أن نشير الى  التداخل الكبير في اللغة العربية والأدب العربي بين مفهوم القصة والرواية حيث   غالبا نجد أن الكثيرين يعتبرون القصة رواية والرواية قصة ، فيقال نادي القصة بمعنى نادي الرواية ، ومؤتمر القصة بمعنى  مؤتمر الرواية وهكذا على الرغم من  الادراك الواضح للفروق بين الرواية  والقصة عند ذكر التفاصيل والتعريفات ، فتكون الستوري هي الاكثر تعبيرا عن الرواية في اللغة العربية وليس النوفيلا ، وهذا ما اكدناه وواضحناه في ما سبق .وهنا نؤكد أن الرواية القصيرة جدا ولدت من رحم الرواية، وليس من رحم النوفيلا ...

 

 


مشاهدات 663
الكاتب حميد الحريزي
أضيف 2025/06/21 - 1:05 AM
آخر تحديث 2025/06/24 - 11:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 284 الشهر 15127 الكلي 11149781
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير