التربية البيئية.. من أهداف التنمية المستدامة
لينا ياقو يوخنا
يحتاج العراق اليوم الى خطط تنموية مستدامة لإنقاذ البيئة وذلك من خلال المؤسسة التربوية بسبب مخاطر الاحتباس الحراري التي تهدد الارض في عصرنا الحالي بشكل عام والعراق بشكل خاص وتكمن خطورته في بلدنا بشكل كبير بسبب التصحر الناتج عن تجريف مساحات خضراء واسعة منه خلال العقدين الاخيرين لتحل محلها الابنية السكنية والتجارية, فأصبحت اجزاء واسعة من العراق اشبه بصحراء بعد ان كان يلقب ببلد السواد لكثرة الغطاء النباتي خاصة النخيل الذي كان يشتهر به.ويُضاف الى مشكلة الاحتباس الحراري ظاهرة حرق النفايات بطريقة عشوائية ووجود بعض المعامل واعداد كبيرة من مولدات توليد الطاقة الكهربائية في المناطق السكنية التي تولد دخان مما يزيد التلوث البيئي في البلاد.
من نتائج التصحر هي تصاعد الاتربة بشكل كبير خلال فصل الصيف الطويل الحار حيث تسجل اعلى درجة حرارة على مستوى العالم في بعض المحافظات الجنوبية خاصة البصرة. كما تزيد مشكلة المناخ من نسبة الجفاف في البلاد وهذا ما يؤثر سلباً على ما تبقى من النباتات وكذلك الحيوانات خاصة وان فرص تساقط الامطار قليلة. كما يؤثر المناخ السيء على البشر فالكثيرين منهم يعانون من مشاكل تنفسية منها «الربو» في الفترة التي تتزايد فيها العواصف الترابية فتكتظ المستشفيات بالمرضى لتلقي العلاج, و من المشاكل الصحية ايضاً هو مرض السرطان اذ ارتفع معدل المصابين به خلال السنوات الاخيرة واحد اسبابه هي التلوث الناتج من حرق النفايات والمنتجات النفطية المستخدمة في المولدات والسيارات التي ازدادت اعدادها اكثر من المعدل الطبيعي لاستيعابها في الشوارع خاصة في العاصمة بغداد.
مؤسسة تربوية
لهذا يحتاج بلدنا الى خطط تنموية للحد من آثار الاحتباس وواحدة من سبل تحقيق ذلك هي من خلال المؤسسة التربوية بالدرجة الأساس وذلك بادراج مادة التربية البيئية ضمن المنهاج الدراسي لتعليم وتثقيف الأجيال بأهمية البيئة وتأثيرها على الكائنات الحية كالإنسان والحيوان والنبات من خلال شرح مخاطر التلوث ودعمها بالصور والفديوهات من واقع العراق لنبذ كل السلوكيات التي تزيد من هذه المشكلة مثل رمي النفايات بالاماكن غير المخصصة في الانهر والطرقات وحرقها وقطع الاشجار وقلع بعض النباتات كالزهور وتجريف الاراضي الزراعية والبناء العشوائي, ومن اجل تحقيق نتائج ايجابية بالتربية والتعليم البيئي يجب ان يعزز التعليم النظري بالانشطة العملية-الميدانية للطلبة مثل زيارة حديقة عامة لقضاء وقتي ترفيهي واستنشقاء هواء نقي بالإضافة الى المشاركة الجماعية في زراعة عدة اشجار او ازهار وسقيها بالماء فضلاً عن عمل زيارات ميدانية لأماكن بيع النباتات المختلفة «المشاتل» مع تعريف بسيط عن انواع بعض النباتات المناسبة لزراعتها في المنزل وطرق العناية بها. ومن الانشطة المهمة ايضاً هي كيفية التخلص من النفايات بأن يقوم كل فرد بتنظيف مكان جلوسه من بقايا الطعام او مخلفات مستلزمات الدراسة من اوراق واقلام والخ..
ورميها في سهلة المُهملات ولا بأس من عمل نشاط بمشاركة الكادر لتنظيف حديقة عامة مع إتخاذ التدابير اللازمة لحماية الطلبة من الإصابة بجروح بسبب النفايات المعدنية وكذلك انتقال الجراثيم اليهم وذلك بارتداء قفازات واستخدام مساحيق التنظيف مثل المعقمات بعد الانتهاء من مَهَمة التنظيف كما تساعد الانشطة الرياضة مثل ركوب الدراجات الهوائية على زيادة ثقافة الافراد في استخدام وسائل نقل مناسبة وصديقة للبيئة للحد من التلوث. لذا من الضروري ادراج مادة التربية البيئية في المدارس لأهمية اعمار تلاميذ وطلبة المدارس في ترسيخ سلوكيات حضارية تجاه البيئة وتحملهم للمسؤولية وذلك بالمُساهمة بحل مشكلة الاحتباس الحراري ويجب استمرارية الانشطة المكملة والمهمة للبيئة لطلبة الجامعات ايضاً لضمان تحقيق نجاح العملية التربوية بما يخص البيئة.