الفرق بين المتلقّي الواعي والآخر المتحجّر

عبدالهادي البابي

فرق كبير بين من يبتغى الحقيقة وينفتح على النور ويحب الخير للجميع ..وبين من يريد أن يبقى أبداً بين الحفر والظلام .قبل أيام رد أحدهم على موضوع لي عن (وجوب أحترام رموز الغير ومقدساتهم ) بسلسلة من الإتهامات والتخرصات والخرافات أرسلها على صفحة رسائل الخاص وهو يرعد ويزبد ويلعن ويسب ويشتم كالمجنون ..!!!

وهناك آخر منفتح متنّور ومثقّف يشعر بمسؤولية الدماء العراقية التي تهدر بسبب تناقضات التاريخ كتب لنا كلاماً لطيفاً معبراً عن تقديره لمساعينا من أجل لم الشمل وعدم تغذية الفتنة والطائفية العمياء التي ينادي بها الرعاع من الجهلاء الذين أبتلينا بهم في هذا الزمان الأغبر..!فقد كتب المشاور القانوني الأستاذ محمد المشرفاوي تعليقاً رائعاً على مقالتي التي نشرتها على صفحتي في الفيس بوك جاء فيه : [ إننا يجب أن نعيد دراسة التأريخ أو الروايات بهدوء وبدون مواقف مسبّقة ونبتعد عن العواطف ، إذا فعلنا ذلك سنكتشف حقائق أخرى ...وهذا ليس عيباً فينا أو عيباً أو نقصاً في موروثنا - رغم وجود الغث والسمين فيه -  لكن هذه سنّة الحياة الرقي في الفهم ، أنا وأنت كل منّا تطوّرت أفكاره وأتسع أفقه بمرور الزمن وبكثرة التجارب والإطلاع على ثقافة الأمم الأخرى ، وتغيير بعض الأفكار التي ورثناها لا يمثل ضعفاً فينا، بل هو على العكس يعني أننا أحياء ونواكب حركة الزمن ، وأيضا أن الموروث من الأحداث التأريخية والروايات إذا ثبتت صحتها فقد تختلف قراءاتها من شخص لآخر ومن زمن لآخر ، فلتكن لنا بصمتنا في قراءة هذا الموروث بما يخدم إسلامنا ويخدم أوطاننا ويخدم أهلنا ... شكراً لك أيها الكاتب الرائع الأستاذ عبد الهادي البابي ونتمنى أن تساهم صفحتك هذه بالأرتقاء بوعينا وزيادة ثقافتنا ويكون لك الفضل علينا....ونتمنى أن يلّم الله شمل شعبنا العراقي الحبيب شعب الطيبة والغيرة والكرم وأن يرفع الأختلاف والقطيعة - ليس مقصودي أختلاف وجهات النظر فهذا أمر لامفر منه لأن لكل إنسان رأيه وتحليلاته - ولكن الجوامع بيننا كثيرة وأهمها عراقنا الغالي ، أشكرك مرة أخرى وأتمنى لك حياة مملوءة بالخير والعطاء.....]..

كل تقدير ومحبة لك أخي المشاور القانوني محمد المشرفاوي على هذه الروح العراقية الأصيلة ، و هذا النفس الوطني ، وعلى هذا الخلق الإنساني الرفيع  ..