الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لصــــــوص الكلمـــــــة  

بواسطة azzaman

لصــــــوص الكلمـــــــة  

مهند الياس

 

اقرأ ، بعض اللقاءات والمقابلات الادبية والثقافية ، مع بعض المثققفين ( شعراء

-ادباء – كتاب ) ، يدعي اصحابها .. بانها اجريت قبل وفاة هؤلاء ..وقد احتفظوا بتلك الاوراق ولم ينشروها في حينها .. والشيء الغريب .. ان هذه  المقابلات تتخللها اثارات في المداخلات والمواقف ، تدعو الى الشك في ( الفبركة) وهذا مما يدعو الى الوقوف اما الكاتب( صاحب المقابلة) كونه قد خلق هذه الاوراق لغرض الشهرة او لظهور توقيعه العريض عليها ..!

وقد اتذكر حالة من هذه الحالات ، حيث توفي احد الادباء الكبار ، وبعد شهر من رحيله ظهرت مقابلة في احدى المجلات الرصينة  يتحدث فيها ذلك الاديب الراحل عن كثير من امور سيرته الحياتية ومواقفه وارائه .. لكن المفاجأة جاءت من ابنته حيث اعلنت بان ما نشر عن ابيها هو مجرد ( ادعاء) او تزوير .. وصغيرة في ارشيف خاص ، وكل مايصدر عنه وله من كتابات في الصجف والمجلات و ذلك لانها كانت توثق كل ما ينشر عن ابيها وتجمع كل كبيرة مواقع الانترنيت ، وانها سوف تقيم دعوى قضائية ضد ذلك ( الدعي) الذي حاول ان يستغل غياب ابيها ، لغرض الحصول على بعض المال والشهرة ..!

ان محاولات –كهذه- تتكرر في حياتنا الثقافية من بعض ( المتطفلين) الذين يسعون الى تسلق الشهرة ولكن على سلم واهي  لاتتحمل امكانياتهم البائسة .. فتراهم يتساقطون ،، كما تتساقط بيوت الرمال الذي يعملها الاطفال ..!

 ... وتقترن هذه الحالة او ( الظاهرة) مع عمليات اخطر واعنف ، وذلك عندما ( يغزوا) بعض المقربين او الاصدقاء  المنتفعين بيت  احد الراحلين     ليبدأ السطو على مخطوطاته وارثه الثقافي والادبي وهذه المخطوطات لربما تمثل اعز ما لديه ..كأن تكون مجاميع شعرية او قصصية او غير ذلك فتنشر من بعد حين باسماء ( اؤلئك اللصوص) وكأن شيئا لم يكن ..!

ومما تجدر الاشارة اليه .. ان الشاعر العراقي الكبير عبد الامير الحصيري .. ضيع الكثير من قصلئده جراء ادمانه الخمرة .. وتفرق ضياع هذه القصائد عبر زوايا الفتادق الرخبصة التي كان ينام فيها او المقاهي التي كان يجلس فيها او لدى بعض الذين حاولو ان يشترونها بنقود زهيدة لغرض تغطية فاقته المادية ونشرها باسمائهم ..ّ !

 .. وكذلك الحال بالنسبة للشاعر عبد القادر رشيد الناصري وشعراء اخرين ،وممن اطلق عليهم بالشعراء المشردين .. او شعراء الصعلكة ..!

ان لصوص الكلمة .. يتناسلون في كل زمان ومكان .. ولهم طرقهم الخاصة بالحصول على مؤلفات بالكامل ومن خلال الحيل والتففن باللصوصية البائسة .. والشيء الذي يثير  الدهشة بان الحماية القانونية وفي اكثر الاحيان تكون عاجزة امام  افعالهم الشنيعة هذه ..!

وقد حدثني احد الاخوة الشعراء المصريين الذين تواجدوا في بغداد ايام احد (المرابد الشعرية) عن الشاعر الراحل كامل الشناوي .. فقال: .. ان هذا الشاعر ، لم يكم ديوانه الوحيد(لاتكذبي) .. وهو كل مايملك من شعر ، فعندما رحل وجد ان اوراقه  الكثيرة مبعثرة وقد ( لطشتها) بعض الايدي المقربة من الشاعر ، وماان مضت فترة من رحيله .. قرأنا الكثير من تلك القصائد .. وهي تحمل نفس الشاعر الشناوي ..!!

.. اقول .. يا لتعاسة هؤلاء ( اللصوص) .. الم يعوا .. او يعرفو بان المال حين يسرق .. ليس كما تسرق الكلمة .. وذلك لان سرقة المال قد يفتضح امره في يوم ما .. ولكن السطو علة على الكلمة .. هي مفضوحة دائما ولا تمنح صاحبها غير الخيبة والمهانة ..!!


مشاهدات 109
الكاتب مهند الياس
أضيف 2025/06/23 - 3:49 PM
آخر تحديث 2025/06/24 - 6:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 151 الشهر 14994 الكلي 11149648
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير