تحذيرات من عواقب تجاهل المطالب على العام الدراسي وخبير يقدم إقتراحاً

إضراب المعلّمين يتصاعد وإعتقال منسّقي الإضراب يشعل غضب التربويين

المحافظات - مراسلو (الزمان)

اشتعل غضب التربويين عقب القبض على رئيس اللجنة التنسيقية لإضراب المعلمين مالك هادي، في بغداد، وسط موجة استنكار واسعة طالت الإجراءات الحكومية التي وصفت بالقمعية تجاه الملاكات التربويين المطالبة بحقوقها. وأعلن عضو اللجنة التنسيقية لإضراب المعلمين والمدرسين محمد جادر (القبض على هادي في بغداد واربعة من اعضاء اللجنة في المحافظات)، وأشار الى (دعم العديد من الشخصيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني لمطالب المعلمين المشروعة)، مؤكداً  (صدور مذكرات اعتقال بحق جميع أعضاء ممثلية اللجنة التنسيقية في بغداد والمحافظات)، ولفت إلى إن (هادي مازال رهن الاعتقال واطلاق سراح الاربعة الاخرين من ممثلية الإضراب الذين تم القبض عليهم في محافظات النجف والديوانية وميسان)، وتابع إن (ما صدر من مذكرات الاعتقال بحق الاعضاء أمر معيب وإهانة للمعلم الذي خرج يطالب بحقوقه المشروعة). كما شهدت محافظات بابل والبصرة وكربلاء وذي قار، تظاهرات من قبل الموظفين والملاكات التدريسية، للمطالبة بإقرار سلم الرواتب وتحقيق مطالبهم، فضلا عن الاحتجاج على التفاوت في الرواتب بين الوزارت. وقال المتظاهرون أمس (خرجنا بتظاهرات للمطالبة بإقرار سُلّم الرواتب الجديد وقانون الخدمة المدنية)، مؤكدين أن (الرواتب الحالية غير عادلة وتُسبب فجوة كبيرة بين الوزارات، حيث لا تتجاوز رواتب بعض الموظفين 180 ألف دينار). وفي تظاهرة أخرى، تحت مجسر الثورة وسط الحلة، أفاد شهود عيان أن (العشرات من الخريجين والعقود عبروا عن رفضهم لاستبعادهم من التعيينات الأخيرة، برغم مضي سنوات طويلة على تخرجهم)، وأشاروا إلى إن (المتظاهرين دعوا الحكومة المركزية إلى التدخل الفوري وإنصافهم بتطبيق العدالة في التوظيف والرواتب). في وقت، اقتحم متظاهرين مبنى مديرية الموارد المائية في جبلة شمال المحافظة. وأوضح مصدر أمس إن (المتظاهرين طالبوا بإقالة مدير الري في المحافظة، وتوفير المياه لجميع المناطق الريفية). وفي البصرة، خرجت تظاهرة لموظفي دوائر الدولة، للمطالبة بتعديل سلم الرواتب لتحسين وضعهم المعيشي وانتشالهم من الأوضاع المادية المتردية. وقال ممثل التظاهرة عمار الزيدي في تصريح أمس إن (رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مطالب بالوفاء بوعده الذي قطعه لكافة الموظفين في العراق خلال اجتماعه بممثليهم، وإكمال إجراءات لجنة الأمر الديواني الخاص بتعديل سلم الرواتب). وفي ذي قار، نظم المعلمون، وقفات احتجاجية للمطالبة بزيادة رواتبهم. وقال مراسل (الزمان) أمس إن (العشرات من المعلمين والمدرسين نظموا وقفات احتجاجية أمام مدارسهم في مركز المحافظة ومناطق الاقضية والنواحي، للمطالبة بزيادة رواتبهم أسوة ببقية موظفي الوزارات الآخرى)، مؤكداً إن (المحتجين رفعوا لافتات كتب عليها حقوق المعلم كرامة وطن ونقابة المعلمين لا تمثلنا). وفي كربلاء، خرج المئات من المعلمين والمدرسين امام مبنى تربية المحافظة، للمطالبة بتعديل سلم الرواتب بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد. وقال مراسل (الزمان) أمس إن (المتظاهرين طالبوا بتحسين الرواتب وتثبيت المتعاقدين). على صعيد متصل، أكد نقيب المعلمين فرع الرصافة في بغداد محمد الساعدي، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعت المعلمين والملاكات التربوية إلى اتخاذ خطوات جريئة والاضراب عن الدوام.  وأشار الساعدي في تصريح أمس إلى إن (نقابة المعلمين تبنّت هذه المطالب منذ سنوات طويلة، ونقلتها إلى الجهات المعنية، وكان آخرها رفع ملفي الإسكان وتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي للهيئات التعليمية والتدريسية إلى رئيس الوزراء خلال مناسبة عيد المعلم، إلى جانب المطالبة برفع أجور النقل خاصة للمعلمين في المناطق النائية واطراف المدن)، داعياً الحكومة إلى (التحرك السريع والاستجابة للمطالب المرفوعة من قبل النقابة، حفاظًا على مصلحة الطالب وضمان استقرار العام الدراسي)، وحذر الساعدي من أن (استمرار تجاهل المطالب قد يؤدي إلى تعقيد الأزمة بشكل أكبر).  إلى ذلك، أكد الخبير الاقتصادي منار العبيدي ، إنه برغم التزام موظفي القطاع العام التام بتطبيق القوانين الخاصة بهم، فإنهم لا يزالون يخرجون في تظاهرات مطالبين بمزيد من الامتيازات. وقال العبيدي في بيان تلقته (الزمان) أمس إنه (من النادر أن نرى موظفي القطاع الخاص يطالبون بحقوقهم القانونية، مثل حقوقهم في قانون العمل أو الضمان الاجتماعي، برغم أن هذه الحقوق غير مطبقة في العديد من الحالات)، واضاف (يُفترض تحويل قطاعات التربية والتعليم والصحة والكهرباء والنقل والاتصالات والقطاع المصرفي والتأمين وأجزاء من وزارة النفط إلى شركات مساهمة عامة تُدار من قبل القطاع الخاص، مع بقاء دور الدولة في التشريع والرقابة لضمان التوازن بين متطلبات الإنتاجية وحقوق العاملين الأساسية).