الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صوتي يعلو دعماً لمطالب التربويين

بواسطة azzaman

صوتي يعلو دعماً لمطالب التربويين

محمد الربيعي 

 

بقلب مؤمن بأهمية الرسالة التربوية، وبصوت عال وواضح، اعلن عن تضامني الكامل ووقوفي صفا واحدا مع مطالب اخواني واخواتي التربويين الذين قرروا خوض الاضراب العام. ان هذا التحرك الشجاع ليس مجرد صرخة في وجه الظروف الصعبة، بل هو تعبير عن ارادة صادقة لتغيير واقع لطالما اثقل كاهل هذه الشريحة الاساسية في بناء مجتمعنا. ان المطالب التي رفعها التربويون ليست مجرد تحسينات مادية ضرورية لمواجهة غلاء المعيشة وتامين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم، بل هي ايضا مطالب جوهرية تصب في صميم جودة العملية التعليمية ومستقبل اجيالنا. فكيف لنا ان نتوقع من مربي الاجيال ان يؤدوا رسالتهم السامية على اكمل وجه وهم مثقلون بهموم المعيشة وضغوطها؟ وكيف يمكن لنظامنا التعليمي ان يرتقي دون توفير البيئة المناسبة للمعلم القادر والمتحفز؟ انني اؤكد بشكل خاص على اهمية شمول مطالب التربويين جوانب اساسية اخرى لا تقل اهمية عن التحسينات المادية، بل قد تفوقها اثرا على المدى الطويل. واقصد هنا:

اولا: تطوير التدريب المهني والعلمي المستمر: ان المعرفة في تطور مستمر، واساليب التدريس تتجدد باستمرار. لذا، من الضروري توفير برامج تدريبية متطورة ومستمرة للمعلمين، تمكنهم من مواكبة احدث المستجدات في مجالات تخصصهم وفي طرق التدريس الحديثة. يجب ان يكون هذا التدريب حقا مكفولا ومتاحا للجميع، وان يعكس احتياجاتهم الفعلية ويساهم في تطوير كفاءاتهم.

ثانيا: تحسين المناهج الدراسية ومهارات طرق التدريس: لا يمكن احداث نقلة نوعية في التعليم بمناهج تقليدية واساليب تدريس نمطية. يجب ان تخضع المناهج الدراسية لمراجعة وتطوير مستمرين، لتكون اكثر تفاعلية وتشويقا وتواكب متطلبات العصر وتلبي احتياجات المتعلمين. كما يجب تمكين المعلمين من امتلاك احدث مهارات طرق التدريس التي تشجع على التفكير النقدي والابداع والمشاركة الفعالة للطلاب.

ثالثا: وقف التدخل الوزاري المفرط في عمل المعلمين: ان المعلم هو الخبير الاول في فصله، وهو الاقدر على فهم احتياجات طلابه وتكييف طرق التدريس بما يناسبهم. ان التدخل المفرط من الجهات الادارية في تفاصيل عمل المعلم يقيد ابداعه ويقلل من حافزه ويحوله الى منفذ لتعليمات جامدة بدلا من كونه مبدعا ومبتكرا في ادائه. يجب تشجيع الابداع ويجب منح المعلمين مساحة اكبر من الاستقلالية والثقة في اتخاذ القرارات التربوية المناسبة داخل الصف.

ان مطالب التربويين عادلة ومشروعة، وهي ليست مجرد مطالب فئوية، بل هي استثمار حقيقي في مستقبل وطننا. ان دعم هذه المطالب هو دعم لجودة التعليم، وهو دعم لاجيال قادرة على بناء مستقبل مزدهر.

اتمنى ان تستمع الجهات المعنية لصوت العقل والحكمة، وان تتجاوب بشكل ايجابي وسريع مع مطالب التربويين، وان يتم التوصل الى حلول جذرية تضمن لهم حياة كريمة وبيئة عمل محفزة، بما ينعكس ايجابا على العملية التعليمية برمتها.

فلنتحد جميعا لدعم مطالب التربويين، فهم قادة المستقبل وصناع الاجيال.

بروفسور متمرس وخبير تربوي عالمي

 


مشاهدات 86
الكاتب محمد الربيعي 
أضيف 2025/04/07 - 1:04 AM
آخر تحديث 2025/04/07 - 3:40 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 657 الشهر 5641 الكلي 10586288
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير