المطالب العربية تنقرض
عبد الكاظم محمد حسون
لم يكن للعرب رأي في تقرير المصير منذ سقوط الدولة العباسية حيث كان الحكم يدار من قلب بغداد لتلك الامبرطورية البعيدة الاصقاع حتى كان الرشيد يحاكي الغمامة ..
«امطري حيث شئت، فإن خراجك لي».
بعد العهد العباسي أصبح العرب تحت حكم العثمانيين حكم مباشر لقرون حيث كان العرب محكومين من القصر العالي في اسطنبول ومع ضعف الدولة العثمانية حيث ظهور الاستعمار الغربي على البلدان العربية وتجزئتها وتقسيمها غنائم على المستعمرين فوجدوا فيها من الخير الكثير فحاولوا استغلالها فتركوا فيها الفقر والجهل والتفرقة ضمن سياسة ( فرق تسد ) ولم تكتفي بذلك بل أنشأت حكومات موالية لها ربطتها بأتفاقيات الهيمنة والاستغلال حتى ولو كلف ذلك قمع الشعب وبعضها للآن يسير في ركابها وبالأضافة إلى التقسيم زرعت مرض سرطاني في قلب الأمة حيث منحت الصهاينة قسم كبير من الاراضي الخصبة الساحلية للبحر الأبيض المتوسط كدولة لآصهيون الموعودة ..وكلفت العرب خسائر كبيرة بالارواح في حروب التحرير وبعد أن صدر قرار اممي في تقسيم فلسطين بين الاسرائيلين والعرب ضمن اتفاقية 1948 حيث منحت المنظمة مايعادل من 55% من اراضي فلسطين إلى الصهاينة لتشكل دولتين حال الأنسحاب البريطاني وكان هذا القرار ضد الارادة العربية حيث من عارض قرار التقسيم 13 دولة منها الدول العربية بضمنهم العراق ومنذ ذلك التاريخ وبعد خسارة العرب في حرب 48 لم ينجحوا بأسترداد كل فلسطين فخسروا حرب 1967 رغم تجيش الجيوش العربية التي كان شعارها رمي الصهاينة بالبحر ، حيث كانت النتيجة عكسية ... فإن إسرائيل سيطرت على اراضي عربية جديدة تعدت حدود فلسطين نفسها حيث احتلت اراضي مصرية وسورية ولبنانية واردنية . ولكن قسم من هذه الاراضي تم استعادتها من خلال اتفاقات ثنائية مقابل اعترافات بدولة إسرائيل خاصة بعد حرب 1973 حيث حققت مصر نصر العبور وبقت البقية الباقية تحت الاحتلال في حين ان إسرائيل اخذت تقطم الاراضي العربية التي حددت ضمن إطار اتفاقية أوسلو وتزحف شيء فشيء حيث أنشأت مستوطنات جديدة على اراضي عربية في الضفة الغربية وتعزز الموقف الاسرائيلي مع الوقت في حين الموقف العربي أصبح في أضعف حالاته للأسباب التالية اهمها دخول دول مهمة عربية في صفقات تفاهم مع إسرائيل منها مصر والاردن وتطبيع مع بعض دول الخليج وثانيا ظهور الفكر الإسلامي المتطرف وتبنيه من قبل بعض حركات التحرر الفلسطينية واصبحت هذه الحركات ضمن دائرة الإرهاب حسب المنظور الغربي والأمريكي خاصة بعد السابع من أكتوبر وما حدث من هجوم على المدنيين من قتل وأسر بعضهم من قبل حركة حماس والجهاد ... أعطى ذريعه لاسرائيل والعالم باعتبار تلك الحركات هي حركات إرهابية وميلان الميزان العالمي بعد اختفاء القطبية العالمية إبان وجود الاتحاد السوفيتي إلى جانب إسرائيل ..ان ما حدث بعد السابع من أكتوبر من تهديم وقتل للغزيين وكذلك جنوب لبنان جعل العرب في موقف صعب فلا ردت فعل واضحة لهم غير المساهمات في المجال الاغاثي والمساعدات الإنسانية وما زاد الطين بلة هو موقف ترمب الذي يصرح بين فترة وأخرى بتهجير الفلسطينين في قطاع غزة وضم الضفة الغربية لاسرائيل ، جعل العرب في صدمة واصبحت مطالب الفلسطينين والعرب هو الرجوع إلى الاتفاقات الاممية بقرار 1948 دون استرجاع كل الأرض المغتصبة ولكن حتى هذا لم يناله العرب وحسب المثل العراقي ما رضه بجزة رضه بجزة وخروف ..ان المطالب العربية وسقفها العالي قد انخفض كثيرا دون تحقيق اي شيء وهذا بسبب غياب العدالة العالمية الناتجة عن سؤ موقف الدولة الكبرى وسياستها الظالمة وتشتت القوة العربية بين مطبع وبين متعاون مع العدو لدرجة ان احد الدول العربية وهي المغرب على سبيل المثال تسلح جيشها من السلاح الاسرائيلي ومع مرور الزمن نجد ان المطالب العربية الحقة تكاد ان تنقرض وسط هذه السياسة العالمية المربكة والتهاون العربي .