الأخوّة العربية الكردية.. ندوة حوارية تعزّز التفاهم وتكرّم مؤسّسة كردستان كرونيكل
عمان - رند الهاشمي
نظمت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة، مساء الاثنين الماضي ندوة حوارية بعنوان “الأخوة العربية الكردية»، في مقرها بخلدا – عمان. عُقد اللقاء على شرف وفد مؤسسة كردستان كرونيكل، الذي مثّله بوتان تحسين، وشهد حضور نخبة من الشخصيات الفكرية والثقافية من الأردن والعراق وسوريا. بالإضافة إلى ممثلين عن مختلف التوجهات العربية والكردية، حيث ناقش المشاركون أبعاد العلاقة التاريخية بين العرب والكرد، وسبل تعزيز التفاهم والتعاون المشترك بينهما.
افتتح الدكتور عبد الله عويدات الندوة بكلمة تناولت أهمية تعزيز الحوار العربي الكردي، مشدداً على أن الحوار الصادق والعميق هو السبيل لبناء مستقبل مشترك بين الشعوب.
وألقى رئيس الجمعية، سمير حباشنة، كلمة ترحيبية رحب فيها بالحضور والوفد الكردي، مشيراً إلى عمق الروابط التاريخية بين العرب والكرد. وقال: «إن الأخوة العربية الكردية قائمة على المصير المشترك والمواقف الموحدة. العرب والكرد لم يكونوا يومًا في معسكرين متقابلين، بل شكّلوا نموذجاً للتكامل عبر التاريخ، مثلما تجسد في عهد صلاح الدين الأيوبي».
كما أشار حباشنة إلى تجربة العيش المشترك في الأردن، قائلًا: «نمارس في الأردن التعايش ولا نتحدث عنه. لا نسأل عن الأصل أو الانتماء؛ فالجميع جزء من نسيج واحد، وهذا نموذج يمكن أن يُحتذى به في تعزيز الانسجام بين الشعوب».
من جانبه، دعا البروفيسور شيرزاد نجار إلى ضرورة إجراء حوار عقلاني لبحث المشكلات وطرح الحلول المناسبة.
مداخلات فكرية ورؤى بناءة
شهدت الندوة كلمات من نخبة من المفكرين، كان من بينهم عبد الحسين شعبان، الذي قال: «الحوار العربي الكردي ضرورة لا غنى عنها لتحقيق المصير المشترك. دفعنا جميعاً أثماناً باهظة بسبب غياب لغة الحوار. الآن علينا أن نحترم هويات بعضنا البعض، ونبحث عن التكامل لا التطابق، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية».
من جانبه، أشار الأديب جان دوست إلى محاولات التضييق على القضية الكردية عبر الإعلام، لكنه أكد أن تجربة إقليم كردستان أثبتت نجاحاً في تحقيق التعايش. وأضاف: «الكرد والعرب أخوة في الدين والتاريخ والمصاهرات. علينا أن نحمي هذه العلاقة من أي محاولة لزرع الفرقة بيننا».
أما بوتان تحسين، فأكد أهمية تعزيز الحوار لبناء مستقبل مشترك، قائلاً: «نحن في مؤسسة كردستان كرونيكل نؤمن بأن الحوار الصادق هو السبيل لتجاوز الماضي. القضية الكردية، مثل القضية الفلسطينية، تمثل تحديًا كبيرًا في المنطقة، ولكن يمكن حلها من خلال العمل المشترك واحترام حقوق الشعوب»
اختُتمت الندوة بجلسة نقاشية مفتوحة بين الحضور والمتحدثين، ركزت على ضرورة تعزيز قيم المواطنة والمساواة، واحترام التنوع القومي والثقافي.
واتفق المشاركون على أن الحوار والتفاهم هما الأساس لبناء مستقبل مشرق يجمع العرب والكرد، بما يضمن التنمية والسلام والاستقرار في المنطقة.
تكريم مؤسسة كردستان كرونيكل
في ختام الندوة، كرمت الجمعية التي يرأسها حباشنة مؤسسة كردســــــتان كرونيــــكل تقديراً لدورها في تعزيز الحوار العربي الكردي.
تسلم درع التكريم الأستاذ بوتان تحسين، الذي عبّر عن امتنانه وشكر الجمعية على هذه المبادرة، مؤكداً على استمرار المؤسسة في جهودها لتعزيز قيم التفاهم والتعاون بين الشعوب.