قصة قصيرة
ساعة مفقودة
محمد إسماعيل
باعتني ساعة مفقودة.. تقاضت ثمنها كاملاً، وتركتني أبحث عنها، تحت رمل صحراء لا نهائية الهجير.. تسفي صيفاً في ظهيرة قائظة، وهي تقسم بأغلظ الأيمان:
- تستحق أكثر من هذا السعر عندما تجدها.
و... إشتد ليل الصحراء.. ظلاماً، لم تعد بطانيتي تكفي لصد البرد القارس، لحظتها هي الأخرى ترتجف تحت بطانيتها؛ فـ... قلت بصوت مثلوج يرتجف:
- ما رأيك
- موافقة.. نطبق البطانيتين ونلتصق.. قفاي الى صدرك؛ فـ... نستدفئ.
حَلِمْتُ بالإنتصاب وحَلِمَتْ بفك حزام بنطلونها وإفلات الزر وإرخاء السحاب:
- أنزله من جانبك كاشفاً...
سألتها عندما أيقظنا لهيب الشمس ضحى:
- من أنتِ وكيف جئتي الى قلب الصحراء فرداً؟
- جاء بي ما جاء بك
- أنا لا أعرف ما الذي جاء بي
سألَتْ:
- ما هذا الفراغ في معصمك الأيسر؟
- الساعة المفقودة التي بعتينياها أمس.. تقاضيتي ثمنها كاملاً، وتركتيني أبحث عنها، تحت الرمل.
لذلك سأواصل البحث عنها، و... نطبق البطانيتين لذة تغنينا عن معرفة ما جاء بنا الى منتصف الصحراء.