إطلاق مبادرة إقليمية لحماية دجلة والفرات وتحقيق موارد مستدامة

تركيا توافق على إمداد العراق بـ 500 متر مكعب يومياً من المياه

بغداد - قصي منذر

وافقت تركيا، على تزويد العراق بـ 500 متر مكعب يومياً من مياه نهر الفرات، في تأكيد على التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين لضمان مستقبل مائي مستقر للعراق والمنطقة، بالتوازي مع اطلاق الحكومة، مبادرة إقليمية لحماية نهري دجلة والفرات، بهدف تحقيق موارد مائية مستدامة تضمن استمرارية الحياة والتنمية. وقال وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، خلال مؤتمر أمس إن (العراق وتركيا اتفقا على إطلاق 500 متر مكعب بالثانية يومياً من مياه نهر الفرات)، وأضاف إن (هناك لجاناً مشتركة مع كل من إيران وتركيا تواصل العمل على تأمين حصص البلاد المائية من كلا البلدين)، وتابع إن (العراق مستمر بتنفيذ بنود الاتفاقية الإطارية مع تركيا، ومن ضمنها قيام الجانب التركي بتنفيذ مشاريع البنى التحتية في قطاع الري وضمان استمرار الإطلاقات المائية من الأراضي التركية)، واكد إن (المبادرة الاقليمية التي أطلقها رئيس الوزراء لحماية نهري دجلة والفرات، تهدف الى ضمان استمرار تدفق مياه النهرين وحمايتها داخلياً)، ومضى إلى القول إن (جهود الوزارة نجحت في الحفاظ على استدامة مياه الأهوا، برغم الشح المائي الحاد الذي يعاني منها البلاد وعدم سقوط أمطار غزيرة)، وأوضح عبد الله إن (العراق لا يحتاج فعلياً لبناء سدود خزنية، وهناك فراغات خزنية كبيرة في السدود الحالية تقدر نحو 7 مليارات لتر إضافية في سد الموصل، و 4 مليارات لتر في سد الثرثار، فضلاً عن 8 مليارات لتر إضافية في سد حديثة). وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه امس (إطلاق المبادرة الإقليمية لحماية نهري دجلة والفرات، بهدف ضمان جريانهما ومواجهة التدهور البيئي عبر الابتكار والتكنولوجيا)، وشدد السوداني على القول إن (المبادرة تمثل منصة للتعاون الإقليمي والمنافع المشتركة، وتعتمد على الشراكة الوطنية والدولية في إدارة المياه)، مشيراً إلى (خطوات العراق في استخدام تقنيات الري الحديثة، والتحول الرقمي، وتحلية المياه، ومكافحة التلوث، إلى جانب إعداد سياسات وطنية للتكيّف المناخي، في سبيل تحقيق أمن مائي مستدام). من جانبه، رأى رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، إن ظاهرة التغييرات المناخية تواجه جميع الشعوب بما فيها العراق. وقال المستشار محمد أمين فارس، نيابة عن رئيس الجمهورية خلال المؤتمر إن (انعقاد مؤتمر بغداد الخامس للمياه في غاية الأهمية للبحث في ملف مهم، كون ظاهرة التغيرات المناخية تشكل أهمية عالمية، والعراق من بين أكثر البلدان تأثراً بها)، ولفت إلى إن (أزمة المياه في العراق لم تعد أزمة بل قضية وطنية وعلى الجميع العمل وفق استراتيجيات علمية)، مبيناً إن (العراق يواجه تحديات نتيجة التغيرات المناخية مما يتطلب العمل بشكل سريع)، مضيفاً إن (التفاهم مع الجانب التركي يجب أن يكون من ضمن سياسة العراق، وعلى وزارة الموارد المائية، تكثيف العمل مع الجهات المساندة). على صعيد متصل، أكد وزير الري والموارد المائية المصري هاني سويلم، أن مؤتمر بغداد الدولي يهدف إلى دعم الجهود العربية لمعالجة شحّ المياه. وقال سويلم امس إن (المؤتمر يدعم الجهود العربية المشتركة في ملف المياه، وتوظيف التكنلوجيا الحديثة لمعالجة ندرة المياه بما يعزز الامن المائي والبيئي في المنطقة)، وتابع إن (الدراسات اثبتت بأن اكثر من 60 بالمئة من المياه المتاحة تأتي من خارج المنطقة العربية، وتهدد بتعطيل التنمية المستدامة ما يستلزم مزيدا من التعاون العربي في هذا المجال)، ورأى إن (مواجهة مشكلات التنمية تتطلب ايجاد حلول بديلة لمواجهة تحديات شحة المياه بسبب تزايد معدلات النمو السكاني ومشكلات التغير المناخي). بدوره، أكد رئيس اللجنة الدولية للري والبزل وسكرتير اللجنة الوطنية الإيطالية للري والبزل ماركو أرسيري، إن الحكومة العراقية حافظت على الأمن المائي والغذائي. وقال أرسيري خلال المؤتمر أمس إن (العديد من المشاكل تواجه المياه وتؤثر على الاقتصاد في العراق، ويمكننا دمج التكنولوجيا الحديثة لحلها)، لافتاً إلى إنه (يمكن أن تكون بغداد الأولى في المنطقة لتوفير الغذاء، وشعارنا هو الماء والتكنولوجيا، ويمكننا أن نجابه مشكلة شح المياه والتنوع الاقتصادي).