الصـدفة
عَبْدِ الْكَرِيمِ أَحْمَد الزَّيْدِيّ
صَحَّ الهَوى لَمّا التَقانا صُدفَةً
خيراً جرى وعداً بغير ميعادِ
مَا كُان مِن بَينِ الأحِبَةِ نَلتَقِي
لَوْلا نِداء طافَ فِي الأكبادِ
هَمساً بَدا عَبرَ السَّوادِ يَشُّدُنا
أَسْرَى بِنَا يَمضِي بِغَيْرِ قِيادِ
فِي شَرقِ دَجلَة إن ناخَت خَيلُهُ
مِن غَربِ بِحرٍ جاءَ فَوقَ جِيادِ
هَدياً لَهُا الرُّوحُ نادت وصلَها
حارَت بِهِا عَجَباً لِرُشدِ بِعادِ
إن ذابَ فِي شَوقٍ شِغافَ قُلُوبِنا
أرخى الهَوٰى وِداً أتى بعِنادِ
مَن مِثلُنا شَرِبَ المُدامََ وَكَأسِهِ
بِيَدِ النَدِيمِ يظَلُّ دُونَ حَصادِ
لو جاءَ مَعصُوبَ الدَلِيلِ لِغايَةٍ
فيها يُصيبُ القَصدَ دُونَ أيادِ
حَتٰى هَوانا مِثلَ جُرحٍ ذَرّهُ
مِلحٌ تَوَهَمَ مَن عَشى بِرَمادِ
يَا قِصَةَ الأملِ التي اضنت بنا
فِي صَحوَةِ النَومِ من غير سهادِ
نأتِيكَ وَالدُّنيا بِطرفِكَ يَا هَوىً
طَرفَ العَزِيزِ أذٰا دعا لِرِيادِ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .د