البوصلة مازالت مفقودة
هند أحمد
هل سألتَ يوما كيف تجري السفينة بلا ربّان؟
والبحر خدّاعٌ وتيارات الرياح تتراقص وتثور بلا حسبان ، فالبوصلة ترشدنا نعم، فكيف وقد سقطت في البحر وتاهت علينا الخلجان دون علامة أو إعلان ؟ هل نحن نبحر في مطبات الحياة يوم لَك ويوم عليك ؟ندور في دائرة مفرغة فالبوصلة مازالت مفقودة وتيارات الرياح تأتينا تارةً صفراء وغالباً حمراء فهناك وعّي وهناك إدراك غالباً مايكون لعنةً لو زادت عن المألوف…
يجعله الله عزَّ وجل في أضعف خلقه.
وانا طالبة في المرحلة الابتدائية كانت المعلمة تقول بأنني أكبر. من عمري وفي مرحلة الاعدادية كان مدرسي يردد نفس القول : أكبر من عمري .
في تصرفي وتفكيري فكانت صداقاتي غالباً اكبر من سني سواء بمراحل الدراسة وبعدها حين كبرت أصبح أصدقائي بعمر أبي حتى جارتي كانت كبيرة بالسن وبيني وبينها فارق كبير جداً لكنني كنت استأنس لحديثها وسوالفها واشاركها ، رحمها الله، لم أختر يوماً الاصدقاء بل الصدفة وحدها من تختارهم وفي وظيفتي وعملي في مجال الاعلام لم أجد أصدقاء الا ما ندر بل رفقة،
نعم كبرتُ وكبرتْ أفكاري ووعي حتى بات لعنةً ، فإدراك الاشياء والتفكير والخوض في متاهات التساؤلات لا يجلب سوى المتاعب للنفس والعقل ، وها نحن نعيش حياةً لم نألفْها فالكذب والنفاق سيد الاوقات وتفاهة ما نراه في كل المجالات ، وعدم القدرة على التآلف في الحياة الاجتماعية والعمل حتى الاصدقاء باتوا نوعاًآخراً يمشون مع التيارات كيف ما تتجه يتجهون لديهم راحة بال وطمأنينة ، وهم قادرون على التكيف بل التلوّن وهم سعداء، أعتقد هو الأصح،،،
ولكن ، فبعض التغابي والقدرة على ذلك أظنها ما يحتاجه العقل واللامبالاة ولكن كيف. ذلك!؟فالادراك يقف بوجه راحة البال، ويبقى الموضوع دون إجابة ودون نهاية..