لا سلام ولا أمن لإسرائيل إلا بحل الدولتين
سامي الزبيدي
يحلم الصهاينة بدولتهم الموعودة من الفرات الى النيل والتي لن ولم تتحقق أبداً فمنذ تأسيس كيانهم الغاصب على ارض فلسطين عام 1948 بعد ان سيطر المهاجرون اليهود الذين جاءوا من مختلف دول العالم على المدن والقرى الفلسطينية وهجروا أهلها بقوة السلاح وبمساعدة البريطانيين والأمريكان والصهاينة يمنون أنفسهم بهذه الدولة التي لم ترى النور مهما فعلوا ومهما قدمت لهم أمريكا وبريطانيا وكل دول الغرب من دعم عسكري ومالي وسياسي والحروب التي خاضها الكيان الصهيوني مع الدول العربية الدليل على ذلك حيث لم يستطع هذا الكيان تجاوز حدود فلسطين إلا في حرب عام 1967 عندما احتل سيناء ومرتفعات الجولان وتعرض الكيان الصهيوني الى ضربة قوية في حرب عام 1973 اضطر بعدها الى خيار السلام خصوصا مع مصر ثم مع منظمة التحرير الفلسطينية حيث اتفاقيات أوسلو التي تم توقيعها في 13 أيلول 1993 بين اسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بياسر عرفات والتزمت منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة اسرائيل في العيش بسلام وأمن والوصول الى حل كل القضايا المتعلقة بالأوضاع الدائمة كما قررت حكومة اسرائيل على لسان رئيس وزرائها اسحق رابين الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني وبدء المفاوضات معها وينص إعلان المبادئ على إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي فلسطيني أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية لا تتجاوز خمس سنوات للوصول الى تسوية دائمة بناءا على قراري الأمم المتحدة 242 و338 واهم ما نصت عليه الاتفاقية 1. تنبذ منظمة التحرير الفلسطينية الإرهاب وتمنع المقاومة المسلحة ضد اسرائيل 2. تعترف اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني 3. تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة اسرائيل على 78% من أراضي فلسطين ماعدا الضفة الغربية وغزة 4. وخلال خمس سنوات تنسحب اسرائيل من أراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة 5. تقر اسرائيل بإقامة حكم ذاتي على الأراضي التي تنسحب منها اسرائيل في الضفة الغربية وغزة , ولم يتم توقيع اتفاقيات أوسلو إلا بعد ان تعرض الكيان الصهيوني الى خسائر كبيرة في حروبه مع الدول لعربية ومن جراء عمليات المقاومة الفلسطينية التي كانت تقض مضاجع الصهاينة وتكبدهم خسائر كبيرة ناهيك عن عدم الأمان الذي يخيم على كل المدن الصهيونية ولهذه الأسباب وافقت اسرائيل على توقيع اتفاقيات السلام مع مصر ومع منظمة التحرير الفلسطينية لكن اسرائيل ومن خلال حكوماتها خصوصاً اليمينية المتطرفة انتهكت اتفاقيات السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية وبدلاً من الانسحاب من أراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة راحت تحتل أراضي جديدة وتبني عليها مستوطنات للصهاينة وتصادر أراضي وممتلكات الفلسطينيين وتوزعها على المستوطنين في انتهاك لاتفاقيات أوسلو ولقرارات الأمم لمتحدة مما تسبب في اندلاع مواجهات عديدة بين القوات الصهيونية والفلسطينيين وكان انطلاقة انتفاضة الأقصى في سبتمر عام 2000 كتعبير لوصول اتفاقيات أوسلو وعملية السلام لطريق مسدود , لقد شكلت انتفاضة الأقصى نهاية عملية لمسار أوسلو بعد فشل مؤتمر كامب ديفد عام 2000 في منح هذا المسار فرصة ممكنة ومع ذلك يضل اتفاق أوسلو هو الإطار القانوني الوحيد الذي سمح للشعب الفلسطيني ان يحكم نفسه على جزء من الأراضي الفلسطينية وسمح لإنشاء أول سلطة فلسطينية على طريق الدولة وهو الوثيقة الوحيدة التي اعترفت فيها دولة الاحتلال بحقوق الشعب الفلسطيني ومهما فعل الكيان الصهيوني ومهما ارتكب من جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني وآخرها حربه البشعة على عزة التي استمرت أكثر من خمسة عشر شهراً استخدم فيها الصهاينة كل أنواع الأسلحة الفتاكة والأسلحة المحرمة دوليا وارتكب فيها أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين العزل وقتل في هذه المجازر الوحشية أكثر من ثمانية وأربعين ألف فلسطيني في غزة وجرح أكثر من مائة واحد عشر ألفاً ودمر غزة تدميرا شبه كامل حتى أصبحت أثراً بعد عين فلا مساكن ولا شوارع ولا مدارس ولا جامعات ولا مستشفيات ولا مساجد ولا مصادر للمياه والكهرباء ولا مدارس الاونروا التابعة للام المتحدة وفوق هذا التدمير وهذه الجرائم فقد فرض حصاراً جائراً بمنعه الماء والغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية من الدخول الى عزة ليجوع أهلها بعد مجازره الوحشية ويحاول هذا لكيان وحكومته اليمينية المتطرفة إخضاع الضفة الغربية لسلطته بعد ان هاجمت قواته مدن الضفة ومخيماتها متجاهلا القوانين الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية ومتجاهلا حل الدولتين بل ألغى حل الدولتين الذي تدعمه اغلب دول العالم بما فيها أمريكا شريكة الكيان الصهيوني في حربه على غزة ودول الاتحاد الاوربي وتحاول حكومة نتنياهو اليمينية تهجير سكان عزة يدعمهم في هذا الأمر الرئيس الأمريكي ترامب في تجاوز فاضح لكل القوانين الدولية واهمين ان تهجير سكان غزة وإخضاع الضفة الغربية لسلطة الاحتلال سيجعل الكيان الصهيوني يعيش بأمان وسلام وهم الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم في غزة في حربهم الوحشية التي دمروا فيها كل شيء وقتلوا فيها عشرات الآلاف من سكانها ودمروا منازلهم وممتلكاتهم ومع ذلك بقي أهل غزة في مناطقهم ويرفضون تركها وترك أراضيهم مهما كلفهم ذلك , فبعد حرب غزة وتداعياتها على الكيان الصهيوني أن يدرك ان لا سلام ولا أمان له إلا بحل الدولتين وكل حل خارج هذا الأمر لا يحقق السلام والأمان للكيان الصهيوني بل سيجر الى حروب وانتفاضات فلسطينية قادمة وعمليات اكبر من عملية 7 أكتوبر وسيشارك فيها كل الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية و حتى فلسطيني الداخل الإسرائيلي وليستيقن نتنياهو وكل صهيوني يميني متطرف انه لو بقي بضعة فلسطينيين أو حتى فلسطيني واحد في غزة وفي الضفة الغربية فلن ينعم الكيان الصهيوني بالأمان أبداً وسيدفع الصهاينة أثمانا ً باهظة غراماً لجرائمهم فلا أمن ولا سلام ولا أمان للصهاينة لا في مستوطناتهم ولا في مدنهم تل أبيب وحيفا ويافا وغيرها إلا بحل الدولتين دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني الذي عاني طويلاً من جرائم الصهاينة ووحشيتهم دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة ذات سيادة كاملة فاعتبروا أيها الصهاينة المتطرفون .