الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل فقد الدولار هيبته؟ من يقود الإقتصاد العالمي؟

بواسطة azzaman

هل فقد الدولار هيبته؟ من يقود الإقتصاد العالمي؟

وفاء الفتلاوي

 

سؤال بات مطروحا بإلحاح في عالم تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية وتتشظى مراكز النفوذ المالي فلعقود طويلة كانت الولايات المتحدة تقود بلا منازع مستندة إلى قوة الدولار وهيمنة مؤسساتها المالية؛ لكن المشهد اليوم يبدو أكثر تعقيدا من أي وقت مضى.

وبحسب رؤيتي المتواضعة، لا يزال الدولار الأميركي يشكل العمود الفقري للنظام المالي العالمي والنفوذ الاقتصادي فهو العملة التي تسعر بها الطاقة وتبرم بها الصفقات الكبرى وتخزن بها الاحتياطات النقدية للدول ويعزز هذا الدور مؤسسات مالية كبرى مثل وول ستريت وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

كما يلعب قطاع التكنولوجيا دورا محوريا في دعم الاقتصاد الأميركي من خلال شركات عملاقة مثل (آبل وأمازون وغوغل).

هذا النفوذ لا ينبع فقط من الاقتصاد الأميركي الضخم بل من الثقة التي منحها العالم لعقود لهذا النظام ومع ذلك، فإن هذه الثقة بدأت تهتز لا بفعل أزمة واحدة بل بفعل تراكمات منها (تضخم، عجز مزمن، صراعات سياسية داخلية، وتدخلات خارجية) أرهقت الدولار وأدت الى تراجع نفوذها المطلق على الساحة العالمية، كما فرضت على الآخرين التفكير في بدائل

تجارة عابرة

في الطرف الآخر، تقف الصين كقوة اقتصادية صاعدة بثبات فهي لم تعد «مصنع العالم» فحسب بل باتت تنافس في مجالات التكنولوجيا والبنى التحتية العالمية والتجارة العابرة للقارات وتدفع نحو عالم متعدد الأقطاب عبر مبادرة الحزام والطريق وتتوسع لتضم دولا غنية بالنفط والمعادن (مثل السعودية، الإمارات، إيران، مصر) ايضاً تنافس بالدفع نحو اليوان الرقمي والتجارة خارج الدولار لكنها تعاني من تحديات في سوق العقارات وتركيبة سكانية مقلقة.

ووفقاً للتقارير الحديثة فان اليوان الصيني بدأ يجد طريقه إلى اتفاقيات كبرى من آسيا إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية ومع ذلك فإن قيادة الاقتصاد العالمي لا تتعلق بالأرقام وحدها بل بالثقة والمرونة والانفتاح وهي مجالات ما زالت الصين تعمل على تعزيزها.

ثم هناك ما يمكن تسميته بـ»القيادة الجماعية» وتتمثل في تحالفات جديدة مثل «بريكس بلس» والتي تسعى لتقليص الاعتماد على الدولار وبناء نظام متعدد الأقطاب؛ لكنها حتى الآن تفتقر إلى الهيكل الموحد والرؤية الاقتصادية المتماسكة.

وهكذا العالم اليوم في مرحلة انتقالية حساسة والهيمنة الأميركية المطلقة لم تعد ولم تتشكل بعد قيادة بديلة مكتملة الملامح وهناك من ينازع على الصدارة لكن لا أحد يملك مفاتيحها بالكامل.

فمن يقود الاقتصاد العالمي إذن؟.. الجواب الواقعي: لا أحد يقود وحده لكن الجميع يتسابق على المقود.

 


مشاهدات 65
الكاتب وفاء الفتلاوي
أضيف 2025/07/15 - 4:18 PM
آخر تحديث 2025/07/16 - 1:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 46 الشهر 9802 الكلي 11163414
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير