ذاكره لبنان التراثية(3)

الشروال والطنطور البيروتي  من زي شعبي الى فلكلور فني

بيروت : غفران حداد

الشروال البيروتي يعود ظهوره الى الحقبة المسيحية لكنه انتقل الى العرب بواسطة "الفرس " الذي عرف عندهم باسم "شلوار" ليصبح في لبنان بأسم "شروالاً" وعبر قرون ارتدى معظم رجال منطقة الشام هذا اللباس يتألف "الشروال" من رجلين ضيقتين تكادان تلاصقان الجسم من الركبة حتى القدم ويختلف الجزء العلوي منه الممتد من الخصر حتى الركبة فهو واسع جدا ويثبت" الشروال" عند الخصر ب(دكة الشروال) ويصنع من قماش  التفتة او التوبيت الابيض او الاسود ولكن اللون السائد هو الاسود خاصة في بيروت  والقدس ودمشق.

في العقود الأخيرة من القرن الماضي ومطلع القرن 21 اصبح الشروال  في ذاكرة لبنان التراثية، فقط يرتديه الفلاحون وكبار السن ولدى رجال الملتزمين دينيا من طائفة الموحدين الدروز في مناطق وادي التيم وحاصبيا ومناطق الشوف وجبل لبنان لكن اليوم لم نعد نشاهد هذا الزي الشعبي الا في لوحات الرقص الشعبي لدى اعضاء فرقة زفّة العرسان التي تتمسك به كتصميم يحدد هويتها اللبنان وبعض المسرحيات الفلكلورية وزي نراه حديثا في المسلسلات الشامية لعل ابرزها مسلسل باب الحارة والمسلسلات اللبنانية لأبو ملحم ونبيه ابو الحسن ، كما نراه اليوم في بعض مطاعم ومقاهي وفنادق بيروت كلباس تراثي لعمالهم الذين يستقبلون الزبائن او يقدمون لهم النرجي واصبح الكثير من السائحين والمغتربين يشترون الشروال كذكرى جميلة من ازياء لبنان التراثية.

الطنطور

اما الطنطور وهو غطاء نسائي على الراس على شكل المخروط ادخله الصليبيين الى لبنان، ظهر اول مره بفرنسا حوالي 1420 وانتشر بعد ذلك في ايطاليا والمانيا كان شائعا ارتدائه في بلاد الشام اوائل القرن التاسع عشر وبقي هذا الزي منتشرا فترة اطول في لبنان بين النساء من الطائفة الدرزية وكان يعتبر الطنطور هدية عُرفية يقدم للعروس من قبل زوجها في يوم زفافهما واختص ارتداء الطنطور في لبنان بالمرأة المتزوجة ومصاغ من الذهب ومرصع بالآلئ والأحجار الكريمة لنساء العائلات الثرية اما النساء من العائلات الاقل ثراء فاعتدن ارتداء الطنطور المصنوع من الفضة او الخشب وكلما زاد طول الطنطور دل ذلك على كرم الزوج.

 واليوم كبار السن من رجال ونساء الزمن الجميل كما يصفه جيل الثورة الرقميّة يحنون الى ازيائهم التي اندثرت بفعل ملابس الموضة من الثياب ذات الماركات التركية والامريكية والفرنسية والصين واصبحت هذه الازياء من ذاكرة التراث اللبناني حالها حاله الكثير من الازياء المنسيّة كالطربوش والعباءة والعقال.