غزة ونبوءة المؤرخ توينبي
خليل ابراهيم العبيدي
لم تكن ولادة حماس من اعماق رحم الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأول من يناير عام 1965بقيادة الراحل ياسر عرفات ، لم تكن بولادة عسيرة عام 1988 بل كانت ولادة تمكنت بعدها الحركة من أخذ ناصية المغير على اسرائيل ، لانها ثمرة ضيق المساحة التي يقدمها قطاع غزة لاهلها وهم يتحولون من مئات الآلاف إلى الملايين ، وان ما حصل ليأتي منسجما مع نبوءة المؤرخ الانكليزي العظيم أرنولد توينبي ، وهو يقول بالحرف في كتابه من الشرق إلى الغرب ،،، أن اللاجئين الفلسطينين في القطاع (وكان عددهم 200 الف لاجئ آنذاك ) هم فتيلة قنبلة اللجوء الفلسطيني والخطر الذي يهدد امن العالم ،،، والرجل قام بأكثر من زيارة للقطاع خلال الخمسينات ، وكان من ثمار زياراته تلك كتابه هذا وقد صدر في العام 1956 .
اننا لسنا في معرض مدح حماس ، ولكننا في سياق الحديث عما تنبأ به عالم التاريخ توينبي وهو يدرس تركيبة أهل غزة وتمرداتهم الدائمة على الاحتلال ، وقد اخطأ السياسي الاسرائيلي عندما حاول أن يجد العلاج لثورات هذا الشعب بالحصار ، الذي بدأ منذ العام 2008 ، لينفجر بالطوفان بعد خمسة عشر عاما ، لانه كان فعلا فتيلة قنبلة صارت اليوم تهدد العالم ، وها هو العالم اليوم يرى بأم عينيه أن كل هذا التدمير والقتل الجماعي لاهل القطاع لم يثن أحد عن التشبث بارضه رغم كل التهديدات والمغريات ، وانه سيظل برغم كل النتائج كما قال المؤرخ البليغ أن استمرار اللجوء يعني توالد فتائل لقنابل متوالية اليوم قنبلة حماس ، وغدا قنبلة أخرى تتمثل بمنظمة فدائية اخرى ، ربما اكثرا مضاءا في مقارعة الاحتلال والتخلص من تلاحق الحصار تلو الحصار ، والشعوب ما دامت تحت الظلم فانها ستظل فتائل تنفجر كل يوم.