أحبُّكٍ كنخلةٍ وأُرثيكِ كَناي
عبد الجبار الجبوري
يأخُذُني...
الى سريرِها البحرُ البعيدْ..
على موجةٍ..،
من الوَجَعِ البرّيّ،أو الوجعِ القرويّ..
هذا الوَلهُ القتّالُ..،
المدفونُ بأعماقِ البلّوى...
وَلَهاً كُنتِ...
حين يجنُّ الليلُ وتتلعثمُ في روحي الكلماتْ...
اتذكّرُ حلماً...
يشعل فيّ ليلَ الآهاتْ...
من ألفٍ..
يغمرني الماء بكف الماء..
وتواسيني الرايات...
أحبُّكِ...
كنخلةٍ باسقةٍ في سَماي...
وأرثيكِ كَناي...
يقلقُني البوحُ.....
ويؤرقني النومُ على سُجُفِ الامواتْ...
قلتُ..
يؤرقُني وأنتِ لستِ مَعي...
ياشاهدةُ قُبري..
وترابُ قصائدي، وليلُ جنوني،وشجنُ الأغنياتْ..
كنتُ...
أينما أتلفّتُ ألقاك أمامي..
ياتوام روحي..
وطعم كلامي...
أرثيكِ...
لا...
مَن يُرثي وردةَ الأيام...!
أناجيكِ...
دمعةً لايخطئُوها الحرفُ..
حين تكونينَ بعيدةً مثلَ نجمةٍ..
وقريبةً مثلَ قَمر....
أيها الحرفُ المطبوع على وجهي...
والآتي...
من أعلى سماواتِ البوّح....
تعالي...
نفترش الارض، ونزرع في الشفتين قُبَلَ الأمس...
لا عاصمَ إلاّكِ...
لا..
خمرةَ تُسكرُ آهاتي...
لاغيمةَ تهطلُ عسلاً فوق رفاتي..
قلتُ..
ياشاهدةُ قبري....،
وشهيدةُ راياتي..
أمسِ..
داهمَني الحزنُ..
حين رأيتُ غزلانُ دَمي..
توقظُ فيكِ ألقَ الذكرى..
وتعيدُ مجدَ طفولتِها الصبّواتِ...
ياهذا الليلُ الساكنُ فينا..
جزِعاً كُنتَ...
حين انتصف العمر وضاع الحلم باب الصحو...
فغفا وجعٌ..،
ونامَ ليلٌ...،
وماتَ في الاعماقِ ضوءٌ وماتْ...
في الغضا...
أنختُ رحْلي..
وكان الغضا راحلٌ...
وفي قلبي....
تمّتدُّ دوني جميعُ الفلوات...
أحبك نخلةً..
أحبّكِ غيمةً، ونجمةً ونصفَ قمر...
وجهُكِ...
يثيرُ في بساتين حزني الأرقْ...
أشتاقك..
وأحنُّ...
الى بهاءِ وجهكٌ...
كما تحنُّ..
الى وجهي نجمةُ الغَسقْ..
كنتُ...
أمني الحرفُ...
أن يصوغ من وجنتيكِ قلائدَ الشموس..
ومن شفتيك لوحة الزمان...
ومن شهقات ليلك قصيدة المنى...
ومن نهدين هاربين..
أغاني الغجر..
ومن دمعتيك لوعتي..
وحسرتي..
ولوعة العمر....
لهذا....
فاتني أسمّي وجهَكِ المَدى..
وقلبي..
مهرة السّدى...
وأحبُّكِ كنخلةٍ في أقاصى النّدى..
وأرثيكِ كَناي.....
الموصل..
كافيه الميثاق..