العراق يخفّض طوعياً إنتاجه من النفط بمعدّل 125 ألف برميل
خبير: خسائر تراجع الصادرات تسجّل 262 مليون دولار شهرياً
بغداد – قصي منذر
باشر العراق، بتخفيض طوعياً انتاجه من النفط بمعدل 125 ألف برميل يومياً، ابتداءً من الشهر الجاري وحتى شهر حزيران 2026، بسبب عدم التزامه بحصته الإنتاجية المحددة ضمن اتفاق أوبك بلس. وقال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي في تصريح أمس أن (العراق سيخفض طوعياً إنتاجه من النفط الخام، وهذا التخفيض سيؤدي إلى انخفاض الصادرات النفطية العراقية إلى نحو 3.2 مليون برميل يومياً، ما سينعكس سلباً على الإيرادات النفطية، متسبباً في خسائر تقدَّر بـ 262 مليون دولار شهرياً، وبأكثر من 3.19 مليار دولار سنوياً).
عجز الموازنة
وتابع ان (هذه الخسائر ستؤدي إلى تفاقم عجز الموازنة الاتحادية للعام الجاري، ما قد يشكل تحدياً إضافياً أمام الوضع المالي والاقتصادي في البلاد). وجددت وزارة النفط خلال العام الماضي، موقفها بالاستمرار بإجراءات التخفيض الطوعي لإنتاج النفط الخام ضمن تحالف أوبك بلاس. وقالت الوزارة في بيان سابق ان (العراق قام بتخفيض إنتاجه وتقليص صادراته النفطية إلى 3.3 مليون برميل يومياً)، وتابع ان (هذا التخفيض سيستمر خلال الأشهر المقبلة لضمان بقاء الإنتاج ضمن الحدود المتفق عليها، وتعويض الفائض المنتج في الأشهر الماضية). وبرغم من أن هذا التخفيض قد يسهم في دعم أسعار النفط عالميًا، إلا أنه يضع الاقتصاد العراقي أمام معضلة تحقيق التوازن بين الالتزامات الدولية وحاجة البلاد إلى موارد مالية مستدامة لتمويل المشاريع الحكومية ودفع الرواتب وتغطية نفقات البنى التحتية والخدمات الأساسية. في وقت ، أكد وزير النفط حيان عبد الغني، أن وزارته جادة في تأمين وقود الغاز للاستخدامات الداخلية وخاصة قطاع الكهرباء. واكد بيان امس ان (عبد الغني ترأس اجتماعاً لمناقشة مشاريع استثمار الغاز خلال العام الحالي والأعوام المقبلة)، وأضاف ان (الاجتماع تناول الاستعدادات لتجهيز الغاز الجاف للشبكة الوطنية لنقل الغاز، لدعم تجهيز الغاز لمحطات توليد الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف المقبل ،بالإضافة إلى المشاريع التي تم إنجازها خلال العام الماضي والتي ستدعم الانتاج الوطني من الغاز ، فضلا عن استعراض خطة الانتاج والاستثمار للغاز للعام الحالي والسنوات المقبلة)، وجدد عبد الغني (حرص الوزارة على زيادة معدلات استثمار الغاز من خلال المشاريع التي يتم تنفيذها في استثمار الغاز المصاحب و تطوير الحقول الغازية)، واستطرد بالقول (سعي الوزارة الجاد في تامين وقود الغاز للاستخدامات الداخلية وخاصة قطاع الكهرباء).ووصل العراق الى مراحل متقدمة مع الجزائر لتوقيع عقد استيراد غاز مسال كأحد البدائل للغاز الايراني. وقالت وسائل اعلام جزائرية امس ان (العراق يعمل على استكمال تجهيزاته لاستيراد الغاز عبر ميناء خور من خلال منصة عائمة للتفريغ والتخزين، متصلة بأنبوب بطول 40 كيلومترًا ينقل الغاز إلى الشبكة الوطنية)، وأضافت ان (الصفقة المنتظرة ستوفر إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء العراقية، بحجم تقديري يبلغ مليون طن سنويًا، لكن الكمية النهائية لا تزال قيد التفاوض)، وأشارت الى انه (من المتوقع ان يبدأ استلام الشحنات الغازية خلال الربع الاخير من عام 2025 مع تأخير متوقع بسبب صعوبات تجهيز منصة معالجة الغاز العائمة قبل موسم الصيف القادم). فيما استقرت أسعار النفط العالمية، فوق 71 دولارًا، في تعاملات الأسبوع الماضي. وبلغ سعر البرميل من خام برنت 71.27 دولارًا للبرميل، لتعاملات نيسان المقبل. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط إلى 67.35 دولارًا للبرميل. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، قد أعلنت بوقت سابق، فرض عقوبات جديدة متعلقة بقطاعي النفط والبتروكيماويات في إيران، وشملت فرداً واحداً وعدداً من الكيانات والسفن، بينها مصفاة نفط تيبوت التي اعتبرتها شريان الحياة الاقتصادي الرئيس للنظام الإيراني.
مخزونات النفط
وتنتج إيران أكثر من 3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام. وفي الوقت نفسه، ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 1.7 مليون برميل، متجاوزة التوقعات بزيادة قدرها 512،000 برميل.
وكان الدولار، الذي ارتفع بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه (ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة أكثر هذا العام بسبب عدم اليقين بشأن التعريفات الكمـــــــــــــركية الأمريكية، حيث ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.5 بالمئة، ما جعل النفط الخـــام أكثر تكلفة للمشـــترين الأجانب.