دعوات للعدول عن الموقف والتيار الوطني يعلن تأييده المطلق  

مخاوف من غياب التوازن عقب تأكيد الصدر مقاطعة الإنتخابات المقبلة

بغداد - قصي منذر

النجف - سعدون الجابري

اثار قرار رئيس التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، بمقاطعة الانتخابات المقبلة، موجة من الجدل الواسع في الأوساط، وسط دعوات للعدول عن هذا الموقف الذي اعتبروه بضربة لفرص التوازن السياسي بالبلاد. فيما أعلنت الكتلة الصدرية تأييدها المطلق لهذا الموقف. وقال عضو الكتلة محمد رضا الخفاجي في بيان امس انه (امتثالًا لتوجيهات الصدر، نعلن بكل وضوح أننا لن نشارك في الانتخابات المقبلة)، وأضاف (لا نريد أن نكون جزءًا من عملية سياسية فاسدة تتحكم بها المصالح الضيقة والتدخلات الخارجية)، ومضى الى القول ان (الشعب العراقي يعلم جيدًا من يعمل من أجله بصدق ومن يلهث خلف المناصب والمكاسب)، وجدد تأكيده ان (الإصلاح الحقيقي لا يأتي عبر صناديق تُدار بالمال السياسي والسلاح المنفلت، بل عبر إرادة الشعب الحر)، مضيفاً (لن نكون شهود زور على مسرحية جديدة، وسنبقى صوت الحق المدوي بوجه الفاسدين). أعلن رئيس التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة، معللا ذلك بوجود الفساد والفاسدين، فيما اكد أن العراق يعيش أنفاسه الأخيرة. ورد الصدر على سؤال وجه له من أحد أنصاره بشأن المشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة قائلاً (ليكن في علم الجميع، ما دام الفساد موجودا فلن أشارك في أي عملية انتخابية عرجاء، لا هم لها إلا المصالح الطائفية والحزبية بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب، وعما يدور في المنطقة من كوارث كان سببها الرئيس هو زج العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل)، وأضاف (إنني ما زلت أعول على طاعة القواعد الشعبية لمحبين الصدرين في التيار الوطني الشيعي، ولذا فإني كما أمرتهم بالتصويت فالان أنهاهم اجمع من التصويت والترشيح ففيه إعانة على الإثم، وسنبقى محبين للعراق ونفديه بالأرواح ولا نقصر في ذلك على الإطلاق)، وتابع (فأي فائدة ترجى من مشاركة الفاسدين والبعثيين والعراق يعيش أنفاسه الأخيرة، بعد هيمنة الخارج وقوى الدولة العميقة على كل مفاصله). ومنذ أشهر سرت توقعات بعودة الصدر إلى العملية السياسية، عبر المشاركة في الانتخابات، ولاسيما بعد دعوته جماهيره إلى تحديث بياناتهم الانتخابية. في غضون ذلك، قالت السفيرة الفنلندية لدى بغداد انو ستريلا، إنه يتعين على العراق اجراء انتخابات تشريعية منظمة إذا أراد إحراز تقدم في شتى المجالات. وقالت السفيرة إن (أولويات التنمية والتعليم والاستثمار)، وأعربت عن املها (اجراء الانتخابات المقبلة بشكل منظم وجيد). من جانبه، دعا رئيس الكتلة التركمانية النيابية أرشد الصالحي، الصدر إلى التراجع عن قراره بالمقاطعة والمشاركة في العملية السياسية. وأكد الصالحي تصريح أمس أن (غياب التيار الوطني الشيعي عن الانتخابات لا يخدم العراق، بل يسهم في بقاء المحاصصة التي تُضعف الإرادة الوطنية). من جهتها، رأت رئيس الكتلة الكردستانية فيان صبري في تصريح أمس ان (عدم مشاركة الصدر في الانتخابات سيؤثر بنسبة كبيرة على العملية السياسية، اذ ان الكتلة الصدرية ضرورية للتوازن واصلاح العملية السياسية وبعد مخرجات الانتخابات وجودهم ضروري في السلطة التنفيذية والتشريعية خاصة ان الكتلة الصدرية معروفة بمركزية وقوة قرارها).في غضون ذلك، طالبت النائب سروة عبد الواحد، الصدر بالعدول عن قراره بشأن عدم المشاركة في الانتخابات. وشددت على انه (لا توجد عملية سياسية سليمة في ظل غياب الصدريين). و اكد رئيس تحالف دعم الدولة النيابية مرتضى الساعدي في تصريح امس ان (وجود الكتلة الصدرية في العملية السياسية مهم ويمنح ايقاعا للعملية السياسية سواء داخل البرلمان او مجلس الوزراء)، وأشار الى ان (التيار الصدري يمتلك قاعدة شعبية كبيرة لها دور اساسي في العملية السياسية)، داعيا القوى الدينية والسياسية الى (المتابعة الفعلية والتوسط من خلال القيادات للتدخل في معالجة الموضوع كون مشاركة التيار الصدري مهمة جداً في الانتخابات المقبلة). و تواصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، استعداداتها لإجراء الانتخابات وفق القانون المعدل، حيث اكدت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاب إن (المفوضية ماضية في عملية تحديث سجل الناخبين، حيث تجاوز عدد الناخبين المسجلين 29 مليون ناخب).