الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إيران تعيش وَهْمَ القوّة وقوّة الوَهم..

بواسطة azzaman

  إيران تعيش وَهْمَ القوّة وقوّة الوَهم..

عبدالجبار الجبوري

 

لم يبقْ من محور الشرّ في الشرق الأوسط ،إلاّ إيران وأتباعها وفصائلها،هذا توصيف الرئيس ترمب ،إذ أنتهى خطر العراق، وسوريا، وحزب الله بلبنان، وأنصار الله في اليمن، وفي الطريق الفصائل الولائية العراقية ، التي تطالب وتصرُّ إدارة ترمب ،(بحلّ الحشد الشعبي ،ونزع سلاح الفصائل الولائية )،ضمن صفقة سياسية بين ترمب – خامنئي،كما جاء في رسالة ترمب، وردّ المرشد الخامنئي المرتقب،والدعوة لإعادة إحياء الإتفاق النووي الإيراني بصيغة جديدة،وحسب الشروط والإملاءات الأمريكية،في تفكيك البرنامج النووي،وإزالة خطره على المنطقة والعالم ،حسب تصريحات إدارة بايدن سابقاً، وترمب حالياً،والتخلّي عن دعم وتسليح حزب الله ،وأنصار الله الحوثي،فما هو السيناريو القادم،بعد ردّ إيران على رسالة الرئيس ترمب، وإعطائه مُهلة شهرين، لحسم ماجاء في الرسالة، فإمّا القبول بما جاء بالرسالة حرفياً، وإما الذهاب الى خيارالحرب عسكرياً،فمازالت إيران تراهن على جهتين في الردّ على ترمب، الجهة الاولى الحوثيين في اليمن، والتفاوض مع الفصائل العسكري العراقية، وتحريضها على مواصلة المقاومة ضد إدارة ترمب، وتهديدها للمصالح والقواعد الأمريكية العسكرية في العراق والمنطقة، والتعوّيل على هذا الخيار، الذي يقلق إدارة ترمب،ولهذا وفي سياق الحرب النفسية التي تسبق الردّ الإيراني ، أعلنت طهران ،عن تصنيع سلاح جديد، يضاهي السلاح الامريكي ويتفوق عليه ،ألا وهو ( سلاح البلازما)، كم كشفت ولآول مرة عن( مدينة أنفاق كبيرة تحت الارض، لصواريخ باليستية مدمرة وأسلحة متطوّرة أخرى)، تواجه بها التكنولوجيا الأمريكية الهائلة ، والاحدث في العالم ،ومنها ( طائرة إف 47 ،كتوازن عسكري إستراتيجي)،ومن ثم تعمد إيران إضافة الى هذا الإعلان والشوالاعلامي كبروباغندة تسليحية،لتخويف أمريكا وحلفائها،ولتشحن الشارع الإيراني ومريديها في العراق ولبنان واليمن وسوريا وغيرها، للوقوف بوجه حملة ترمب في الشرق الاوسط،إذن تعيش إيران وَهم قوةٍ حقيقيةٍ ، يتبّلس قادتها، معتمدة على فصائلها الولائية ،وحرسها الثوري ،وقوتها البحرية في مضيق هرمز،وسلاحها المتطوّرومنها (البلازما) ،لكي تستطيع مواجهة ترمب ،وإفشال مشروعه في تفكيك برنامجها النووي، وحلّ الحشد الشعبي،الذي يمثّل لأمريكا(حرس ثوري يهدّدّ مصالحها وقواعدها في العراق)، وكذك نزع أسلحة فصائلها الولائية في عموم المنطقة،الخديعة الإيرانية، لن تنطلي على إدارة ترمب، فترمب وإدارته،يعلمان ويعرفان جيداً، بقدرات ايران العسكرية والتكنولوجيا المتواضعة،أمام القوة العسكرية والتكنولوجية الهائلة لأمريكا وإسرائيل، والعالم كله شاهد التفوق، هذا في حرب غزة والضاحية وباب المندب اليمن ومدنها،فعلى من تقرأ مزاميرك ياداوود،ترمب يعرف (البير وغطاه في ايران)، وأن ايران تحارب، وتدّعي القوة المفرطة ولاتملكها، وهو وَهمٌ يعشعش في عقل حكام طهران، منذ زمن بعيد، وتمارس بخبرة وذكاء مفرط ودهاء ،التسويف والتضليل، وكسب الوقت ، في التعامل مع أعدائها، إضافة الى العناد والعنجهية عبر التاريخ،فقوّة الوَهم هي من يسيطر على العقل الإيراني،والزعماء الايرانيين،لهذا نرى التشدّد في المواقف، والتهديدات الفارغة،والإدعاءات الكاذبة ،بإمتلاك السلاح الأقوى في العالم،وأنها كما لو تناطح الثور الهائج ترمب ،بقرون من طين،هذا فيما يخص إيران وتعاملها مع رسالة ترمب، وشروطه المستحيلة، وإستحضاراتها العسكرية والصاروخية والبحرية المتفوّقة،واللوجستية والسياسية والاعلامية،فيما قرأت حكومة السوداني،وإطارها التنسيقي الرسالة،بعمق في إجتماعاتها اليومية المغلقة، وهي تحاول أن تتنصّل وتفلت من نير من الازمة، وتنأى بنفسها عن طهران بأية طريقة، كما نأى المرشد خامنئي بنفسه، وتخلّى وأنكر إرتباط الفصائل الولائية كلها في المنطقة، بالقرار الإيراني،وأنها مستقلة في قرارها عنه،معتمدة على الدعم اللوجستي العسكري الإيراني فقط،لهذا تتعامل حكومة السوداني بحذر شديد، وبهدوء عال مع رسالة ترمب،فهي تعلن أنها إتفقت مع الفصائل المسلحة، بتهدئة الأوضاع ،والتوقّف عن إستهداف أي قاعدة أمريكية في العراق،فيما رفضت بعض الفصائل طلب السوداني والاطار التنسيقي، التوقف عن تهديد وإستهداف مصالح أمريكا في العراق والمنطقة، اذا تعرضت ايران لضربة أمريكية أو أسرائيلية،لا بل أعلنت فصائل بأسماء جديدة ،عن إستهداف قواعد إمريكا ،ليس في العراق فحسب، وإنما في دول الخليج العربي أيضا،وهذا ما عقّد المشهد، وأزّم العلاقة بين بغداد وواشنطن أكثر،لهذا فحكومة السوداني واقعة بين مطرقة الرئيس ترمب، وسندان الفصائل الجديدة والقديمة، المعروفة لدى الجانب الامريكي، والتي وضعها في بنك معلوماته هي وقادتها،ما نراه اليوم من تطورات عسكرية، وهجمات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية في اليمن،بصورة تدميرية كالتي شاهدها العالم، ويشاهدها الآن في غزة وجنوب لبنان،يمكن ان يتكرر المشهد ذاته في العراق، قبل الإنتقال الى العمق الإيراني،فكل هذا وقبل إنتهاء مُهلة الشهرين لطهران ،هو محض توقعات،قد تنتهي الفترة بأية لحظة ،حسب تطورات مايجري في المدن ،والموانيء اليمنية مع أنصار الله،التي تشارف على الإنتهاء،بعد إعلان الرئيس ترمب ،عزمه وإصراره على القضاء على أنصار الله الحوثي نهائيا في اليمن،ليتفرغ تماماً، لملف فصائل العراق وبرنامج ايران النووي، وهو الهدف الآخير لترمب، في مشروعه الشرق اوسطي،إذن المنطقة ماضية الى حرب عالمية كبرى،إنْ رفضت طهران شروط ترمب، وستدخل العراق في أتون حرب طاحنة ،تختلف عن سابقاتها، ويكون العراق ساحة هذه الحرب لاسامح الله، وسيدفع أبهض الأثمان ،التي قد تفوق غزو المجرم بوش واحتلاله للعراق،المشهد ومستقبل المنطقة كلها غائم وضبابي وخطير، وقابل للإنفجارالأقسى في التاريخ، أمام عناد إيران وعنجهيتها ،وحماقة ترمب وفوضويته ،لانرى ضوءاً في نهاية نفق البرنامج النووي الايراني ،الذي سيكون سبباً في إندلاع حرب عالمية في الشرق الأوسط، إنْ لم يستطع تفكيكه ترمب ، ولم ترضخ طهران وتستجيب لشرط ترمب ،المنطقة تعيش توترات ساخنة، وتهديدات إيرانية وأمريكية متبادلة ، وفي ظل تفرّج دولي على هذا المشهد ،في وقت تشارف حرب بوتين – زيلينسكي على الإنتهاء، بتدخل الرئيس ترمب، على خط الأزمة بين روسيا وأوكرانيا،ليتفرّغ لحرب أخرى أكثر شراسة وقوة ، قد يراها ترمب، حلم أمريكا في المنطقة، ليتفرّد في النفوذ والسيطرة،على جميع مقدرات وموارد الشرق الأوسط،ويضمن أمن وإستقرارالكيان الصهيوني،بعد إنتهاء الخطر في العراق وسوريا ولبنان،نعم في كل الاحوال مازالت مفاتيح الحرب بيد طهران،وليست بيد الرئيس ترمب، فيمكن لها ان تسحب البساط من تحته ، وتتعامل مع شروطه بواقعية وحكمة وعقلانية، يفرضها منطق القوة، والحرب الغير متكافئة، وتسيّد أمريكا على العالم ،شئنا أم أبينا، فلا يركب أيران الوهم والغرور، ووهم القوة الذي يتلبسها، أنها تستطيع هزيمة أمريكا في العراق،بالإعتماد على أذرعها ،فأمريكا ليست وحدها، لها حلفاء إستراتيجيين في العالم وفي المنطقة ،في حين إيران لاحلفاء لها ، سوى الرئيس بوتين ،الذي باعها بصفقة باتفاقية وقف الحرب في اوكرانيا،أما الصين فلن تحارب مع ايران ،ربما تدعهما عسكريا وتكنولوجيا، ولكن لم ترسل جيشها خارج أرض الصين، ولا مرة في كل تأريخها،فعلى إيران قراءة المشهد جيداً، ولاتجازف في خوض حرب خاسرة مع أمريكا وحلفائها، لأن النتيجة واضحة ومعروفة للعالم ،أما حكومة السوداني وإطارها التنسيقي، فليس أمامهما خيار سوى الإنحناء والركوع لعاصفة الرئيس ترمب وأخذ التحية لها ...!!!    


مشاهدات 438
الكاتب عبدالجبار الجبوري
أضيف 2025/03/29 - 1:59 AM
آخر تحديث 2025/03/31 - 7:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 529 الشهر 19576 الكلي 10580525
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/31 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير