بيتنا الثقافي يحتفي بشيخ النقاد شجاع العاني

بغداد - كاظم المقدادي

وسط احتفالية دعا اليها (منتدى بيتنا الثقافي) في بغداد، كان هناك  ترحيب وكلمات ومداخلات،  أغنت الاصبوحة التي بدأها القاص خضير الزيدي بتقديم نبذة مختزلة عن حياة الدكتور شجاع العاني  ومنجزه الاكاديمي والعلمي الذي تميًز بصرامته الاكاديمية، ومنهجه النقدي الحداثوي الذي لم يحيد عنه خلال ستة عقود خلت من تجربته التي تميزت بالعطاء والتجدد. في  بداية الندوة، تحدث السيد مفيد الجزائري عن الدور التنويري الذي لعبه العاني في القاعات الاكاديمية وكذلك في الحركة النقدية والساحات الادبية، فكان مجدداً تقدم صفوف جيله من الاكاديميين في عملية ايجاد مصطلحات فريدة، وإقرار مناهج نقدية جديدة، فكان بحق رائداً لمنهجي  نقدية ادبية نوعية، ظلت شاخصة في خريطة الادب العراقي المعاصر. ومن ابرز المداخلات، كانت ما قالته الناقدة د نادية هناوي التي تحدثت بالتفصيل عن الإضافات النوعية التي سجلها  العاني في مسيرته العلمية، تلك الإضافات التي تتعلق بتحديث وإضافة المفردات  في مادة النقد الادبي التي  كانت مقتصرة على الشعر، فأضاف  العاني القصة والرواية. المسرحية، وعكف على تدريس  الرومانسية في الرواية العربية والعالمية ، وثبت مادةً الواقعية التي حفزت الطلبة في القدرة على توسيع النقاشات داخل القاعات الجامعية. وكان من جرأة العاني ايضا شرح الفلسفة الماركسية، واهمية  نيتشة وهيغل وروجيه غارودي في الفلسفة العلمية، وهذا مالا يستسيغه النظام السابق قطعاً. وقد اشاد كاتب السطور ايضا بشجاعة الموقف الذي خطه لنفسه شجاع العاني، فكان شجاعا في تثبيت المفاهيم والمصطلحات ومثقفاً عضوياً فاعلا في الساحة الادبية، وأكاديمياً بارعاً ومجدداً لم يخش احداً، داخل  وخارج القاعات الدراسية. وقد جرت مداخلات عدًة  اشاد الجميع بسيرة الدكتور شجاع العاني، كونه يمثل انموذجا للوعي الاكاديمي والنقدي  المتقدم، الذي تحتاجه الحركة العلمية والثقافية في العراق. وكان من بين الحضور السكرتير العام للحزب رائد فهمي، ونخبة طيبة من المثقفين العراقيين.