الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأسبوع الثقافي العراقي في درب الساعي

بواسطة azzaman

الأسبوع الثقافي العراقي في درب الساعي

فاضل البدراني

 

توصف الثقافة في واحدة من تعريفاتها بأنها ذاكرة الأمم، أما التراث الحضاري فأنه من شواهد التأريخ، وما بينهما تتجسد هوية الشعوب التي تتداولها الأجيال، وقيل إن الثقافة هي الدبلوماسية الناعمة والفاعلة في تطهير الأجساد الجريحة من فعل السياسة المتوحشة.   

أسبوعا من العمل الثقافي العراقي بدولة قطر منح الجمهور القطري والعربي المتواجد في مسرح « درب الساعي» المزيد من الفهم والمعرفة الدقيقة عن تفاصيل الحياة الثقافية والاجتماعية والتراث غير المادي الذي تزخر به بلاد الرافدين التي يسميها كثير من علماء التأريخ والآثار» جدة العالم» لطالما تكتنز أقدم الحضارات على وجه الكرة الأرضية.

فرق ثقافية

طائرة حملت على متنها بحدود 250 شخصا يمثلون الفرق الثقافية والفنية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار من فنانين وموسيقيين وعازفين ومنشدين وعارضي أزياء ومعارض كتب ورسامين في الفن التشكيلي، مطروح من العدد المذكور حضور ليس قليل من أصحاب المهن أو الحرف والتراثيات ومطاعم الأكلات الشعبية، وبكل ما يمت بصلة للتراث الشعبي والموروث القيمي العراقي من الذين دعتهم الوزارة للمشاركة، وفي منطقة «درب الساعي» قرب مدينة أم صلال القطرية، تشكلت هذه الفعاليات في أسواق ومعارض وساحات وقاعات للفن في صورة ثقافية فنية عراقية ولا أبهى منها، ومسرح واسع وأنيق.

كانت رسالة العراق عبر وزارة الثقافة والسياحة، إظهار صورة العراق المشرقة وفاعليته في التأثير بوجدانية المتلقي، والارتقاء بالرسالة الثقافية الى ساحات دولية بعيدة، سيما أن العراق ليس صورة منمقة أو مزينة بالألوان، انما هو صورة طبيعية في غاية الهيبة والعظمة والجمال والذوق والسحر الطبيعي، ودولة قطر التي تواكب على تعزيز علاقاتها الثقافية مع بلدان المنطقة العربية والعالم تمتلك تجربة غنية بالتواصل مع ثقافات أخرى، لكن وباعترافهم أن النموذج العراقي لا شبيه له، ولا حتى ينال أحد القرب منه.

الوفد الثقافي العراقي الرسمي برئاسة وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، وعضوية وكيل الوزارة الثقافي وعدد من المديرين العامين، واكب التواصل مع الإدارات العليا في وزارة الثقافة القطرية بغاية تعميق أواصر التفاعل والتعاون الثنائي، لكنه واجه عروضا وطلبات عدة لمشاركة الفرق الفنية التراثية والموسيقية والفنون العامة في مهرجانات ثقافية انطلاقا من إعجابهم بالتنوع الثقافي العراقي.

لن تكن هذه الفعالية التي أستمرت أسبوعا من الفعل الثقافي هي الأولى من نوعها، فهناك العديد منها سبقتها، وأكثر من ذلك ينتظر الفرصة ضمن جدول حددته الوزارة مع بلدان عربية وأجنبية، فالأسابيع الثقافية هي مشروعات قيمية ذات دلالات إنسانية وحضارية متميزة، والعراق الذي كان حتى وقت قصير يعاني من وطأة التحديات الأمنية بات مطلبا للسياح وغاية الدولة العراقية جعل مناطقها الثقافية والتراثية والحضارية عامل جذب للسياح.

الأسبوع الثقافي العراقي بدولة قطر، كان فرصة للتعارف وتعشيق العلاقة مع الأشقاء المسؤولين على قطاع الثقافة والفنون والتراث هناك، وفرصة للتعرف على شخصية وزير الثقافة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، مثقفا حافظا للشعر، متعمقا في قراءة التراث والأدب والتأريخ العربي، متواضعا ومهذبا في تعامله، جعلنا نشعر بارتياح أننا نتعامل مع وزير وشيخ مثقف ويتسم حديثه الشفاف بغواية ممتعة.

حضور فعاليات

وعن كواليس الأيام التي عاشها الوفد العراقي، فكان معالي الوزير الدكتور أحمد فكاك والوفد المرافق له حريصون على حضور الفعاليات التي تقدم على مسرح « درب الساعي» في الساعة السابعة من مساء كل يوم، وقد كلفهم تحمل مزيد من معاناة البرد الشديد الذي قيل أنه لأول مرة يأتي بهذه الشدة، وكانت الفرق الفنية العراقية تتسابق مع بعضها لإعتلاء المسرح المعد بشكل رائع، بينما الجمهور الغفير يسجل تذوقا وإندماجا مع كل فعالية فنية تقدمها الفرق الفنية والموسيقية، تجسيدا لمبدأ أن الموسيقى تجعلنا تعساء لكن بشكل أفضل.

أن مشهدا متنوعا من اللون العراقي المتعدد بأشكاله يلفت أنظار الجمهور الذي يطوف به متمثلا بأسواق عامرة وبمشاركة من كل المحافظات تشكل محيطا واسعا حول المسرح الذي تلتقي عنده الناس، الشاي العراقي، والقهوة والصابون الرقي والمسحوقات الأخرى، والدولمة والكبة البغدادية والمصلاوية المحشية واللبلبي والسمك المسكوف والكيك والمعجنات والطرشي والتوابل والمخللات وشربت حجي زبالة، والى جانبها أسواق عامرة ببضائع أخرى منها العقال واليشماغ والعباءة النسوية والبشت والأكسسوارات والسبحة بأنواعها، وهناك قائمة طويلة من البضائع التي لا يمكن حصرها قدر وزنها بستة أطنان.

  في اليوم الأخير من الأسبوع الثقافي العراقي في دولة قطر وضعت الأيادي ببعضها، وكل طرف يخاطب الآخر لا تقل وداعا فموعدنا ببغداد لأحياء الأسبوع الثقافي القطري في العاصمة بغداد في منتصف نيسان المقبل، والى نجاح ثقافي جديد ضمن مشروع الدبلوماسية الناعمة التي تصنعها الثقافة والسياحة والفنون.

 الوكيل الثقافي لوزارة الثقافة والسياحة والآثاره


مشاهدات 59
الكاتب فاضل البدراني
أضيف 2025/02/22 - 4:39 PM
آخر تحديث 2025/02/23 - 6:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 133 الشهر 12384 الكلي 10407755
الوقت الآن
الأحد 2025/2/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير