التغيير سنة الحياة
مهند الياس
التغيير هو سنة من سنن الوجود الذي منحها الرب العظيم للطبيعةالكونية والبشرية لكي تغير من حالاتها الى النحو الافضل المتجدد ولكي يعطي للانسان صورة متحولة يرضاه
انسجامه وفق ماتفرزه هذه المتغيرات من قيم وتفاصيل في الاساليب الحياتية والعملية العامة .
لذلك فان التغييرسخاءه لا يحدد بالعطاء المحدود،فالجديد الذي يولد منه ،هو بالاساس ولادة لصورة جديدة للقيم والمفاهيم وبالتالي فهو يعطي وثيقة لحالة زمنية مختلفة هي في امس الحاجة لطموح الانسان وعبرتفاصيل حياته الواسعة ، ولو افترضنا ان لم يكن هنالك تغيرا لجمدت الحياة وماتت حركة الوجود .
اذا فالتغير لابد وان يكون مبدا له قناعته التي تفرض على العقل وحتى يكون في مأمن من الاتي الذي لابد من قدومه وهو يحمل الجديد بصفحات مليئة بسطور المعرفة والتي تواكب وتطلعات الواقع الحياتي للانسان والمجتمع في ذات الوقت .
ان التغيير الذي احدثته الثورة العلمية في بدايات قرننا الحالي وجدت مؤشرات لم يتوقعها التأثير الاجتماعي فاصبح الانسان بعدذاك في حيرة من امره .. بين ان يرضخ لقوة المفاجأت التي يقدمها الجديد بكل اشراقاته واما ان يبقى منهمكا داخل دائرة معتقداته المغلقة ، وبالتالي فان قوة التغيير قد اغرقت احلامه المظلمة .
ان العقل البشري عقل ولود ، عقل يمنح للحياة مسارات مضيئة لا تقف عند حدود معينة ، لذلك فان عطاءه المثمر المستمر بالاداء ازاء حقيقة الوجود هو متجسد من خلال ناموس التغيير الذي يحمل في حقيقتة الهدف الاسمى لما تريده حاجة الانسان وفلسفة وجوده .
حيث (( اعتبر روسو بأن انتقال الإنسان من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع ينتج عنه تغيير واضح، حيث تحل العدالة محل الغريزة في تصرف الإنسان، وتصبح أفعاله أخلاقية، وحينئذ يجد الإنسان نفسه مجبرا على التصرف حسب مبادئ أخرى، بعدما كانت الغريزة هي التي تقوده، أصبح يستشير عقله قبل الانقياد إلى ميوله )) .
نقول .... ان الانسان فيما مضى كان عبدا لنفسه ولنزعاته اما اليوم فقد اصبح لزاما عليه ان يكون عبدا لما يفرضه التغير من طموح لا تنكره فضائل الامور بكل تفاصيلها .