وقفةٌ في شُرفةِ الأيامِ المُضنيةِ
غزاي درع الطائي
متى ترتاحُ يــــا وطني المُعَنّى
متى يرضى إلـــــــهُ الكونِ عنّا
تـــــــلاحقتِ الهمومُ عليكَ حتّى
غدوتَ لصوتِها المبحوحِ لَحنا
متى سنكونُ مِــنْ لفظ ومعنى
متى سنقولُ للمحتاجَ: خُـــــذنا
متى سنصيحُ في عَتْمِ الليالي
بصوتٍ واحـــــــــــــــدٍ ونقولُ: إنّا
ومــــــــــاذا سوف نفعلُ بالليالي
إذا المجروحُ وَسْطَ الليــــــلِ أنّا
متى ستكونُ لبنى عنــــد قيسٍ
متى سيكونُ قيسٌ عنــــد لُبنى
تحدَّثْنا عـــــــــــنِ الماضي كثيراً
وقلنا فـــــــــي التَّذكُّرِ: نحن كُنّا
ومــــــــــــــــاذا ينفعُ الماضي فإنّا
نعيشُ بحاضرٍ يـــــــــــــزدادُ حُزنا
رأى الأعــــــــــداءُ غضْبَتَنا ففرّوا
وإنْ عــــــادوا إلى الميدانِ عُدْنا
أساءَ الظَّنَّ كــــــــــــــلُّ غريبِ دارٍ
فقلنا: يــــــــــــــا غريبُ أسأتَ ظنّا
لقد ثقُلَتْ همومُ الأهـــــــــــــلِ وزناً
ومَـــــــــــنْ ثقُلَتْ همومُ رؤاهُ غنّى
نُكَنّي حين نسردُ مـــــــــــــــــــا رأينا
ومَنْ ضاقتْ بـــــــــهِ الأحوالُ كَنّى
نـــــــــــــرى الأنظارَ تنهشُنا بشوقٍ
متى تتحوَّلُ الأنظــــــــــــــــــــارُ عنّا
رأينا كلَّ شيءٍ كـــــــــــــــــــــلَّ شيءٍ
رأينــــــــــــــــــا المفردَ المُعطى مثنّى
جميلٌ كَـــــــــــــــــــــــمْ جميلٌ أنْ رأينا
وأجملُ منهُ لـــــــــــــو...لو ما رأينا
متى ترتاحُ يــــــــــــا وطني المُعَنّى
ألا لو نمتَ يـــــــــــــــــــا وطني لنِمنا
رعـــــــــــــــــــــى اللهُ العراقَ وساكنيهِ
وأنزلَ في يـــــــــــــــــــــــــديهِ ما تمنّى
وناصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرَهُ وآزرَهُ بحبٍّ
ليصبحُ وقْعُهُ أقــــــــــــــــــــوى وأسنى