الكرة في ملعب القادة العرب
جواد العطار
لقاء الملك الاردني للرئيس ترامب في البيت الأبيض يوم 11 من الشهر الحالي ، لم يكن اعتباطيا بل هو عملية جس نبض عربي لصلابة موقفه تجاه مشروعه المقلق للشرق الاوسط وبالذات أوله الذي لا يبشر بخير والمتمثل بإخلاء قطاع غزة من سكانه.
وعلى الرغم من سكوت معظم القادة العرب طيلة العدوان الهمجي الصهيوني على غزة ولاكثر من عام وما لحقه من دمار وتدمير مهول لأكثر بقعة كثافة سكانية في العالم ، الا ان هؤلاء القادة لم يحركوا ساكنا بل لم يدعوا الى قمة عربية اعتيادية وتجاهلوها في حينها واستعاضوا عنها باللقاءات الثنائية والثلاثية والدعوات لحل الدولتين بديلا عن الحرب دون أي ضغوط او موقف موحد منهم او من الجامعة العربية وكأن غزة وبيروت ليست ضمن الخارطة العربية.
واليوم تقوم الدنيا ولا تقعد لقاءات ثنائية عديدة ، وخماسية يوم 20 من الشهر الحالي بالرياض ، وقمة عربية طارئة في القاهرة يوم 27 من ذات الشهر ، والاجتماع على بلورة موقف موحد والتوجه به إلى واشنطن وتحشيد شعبي وتظاهرات كانت ممنوعة بالامس القريب حتى أصبحت قضية الشعب الفلسطيني الاولى رسميا وشعبيا في أغلب الدول العربية وهي التي كانت بالامس القريب جريمة لمن يتحدث بها او عنها بالسر والخفاء.... فلماذا هذا التحول؟ ولو كان القادة العرب صادقين في كل القضايا ويتحركون مثلما يتحركون اليوم لكان الوضع افضل بكثير ، ولما تجرأ رئيس اي دولة على المساس بالأمن القومي العربي والتلاعب بحقوق الشعب الفلسطيني ووجوده ، فهل استشعر القادة الموالين لامريكا الخطر في انها لا تعرف صديق او حليف ، وان مصالحها قبل كل شيء حتى مع اقرب وأقوى حلفائها في المنطقة مصر والاردن.
انها فرصة ولن تتكرر للقمة العربية القادمة لاسكات ترامب والحفاظ على الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، وما تبقى من هيبة القادة انفسهم أمام شعوبهم ، وهو الخروج بموقف قوي وموحد تجاه مشاريع ترامب التي ما انزل الله بها من سلطان وما مرت على احد في دفتر التاريخ والزمان... والكرة في ملعب القادة العرب.