أسرار اللقاءات المغلقة
وفاء الفتلاوي
في عالم السياسة غالباً ما تكون اللقاءات المغلقة بين القادة والسفراء محط اهتمام وتساؤل، فما الذي يدور في هذه الاجتماعات؟ ولماذا هي بهذه الأهمية رغم وجود جهاز دبلوماسي حكومي متكامل والمتمثل بوزارة الخارجية؟..
اذ تلتقي القيادات السياسية والزعامات الوطنية بسفراء الدول لعدة أسباب مهمة جميعها تتعلق بتحقيق مصالح الدولة وتطوير علاقاتها الخارجية ومنها التواصل الدبلوماسي، كون اللقاءات مع السفراء تعتبر جزءاً أساسياً من العمل الدبلوماسي وفرصة لتبادل وجهات النظر مع ممثلي الدول الأخرى حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
كما انها تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول، وتطوير التعاون في مختلف المجالات، مثل الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم، وايضاً هي باباً لتبادل المعلومات، اذ تعتبر اللقاءات مع السفراء مصدراً مهماً للمعلومات حول الأوضاع في الدول الأخرى، ومواقفها من القضايا المختلفة، إضافة تكون ممراً لتوضيح المواقف فهذه اللقاءات للقيادات السياسية تتيح فرصة لتوضيح مواقف بلادها من القضايا المختلفة، وشرح وجهات نظرها حول التطورات الإقليمية والدولية.
كما تأتي هذه اللقاءات لبناء الثقة بين الدول، وتجنب سوء الفهم، وتسهم في تنسيق المواقف بين الدول، والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، ايضاً يمكن ان تكون قناة لحل النزاعات وتسوية الخلافات بين الدول بالطرق السلمية، الى جانب ان تكون فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد، وعرض الفرص المتاحة للاستثمار، والاستفادة من الخبرات فيمكن للقيادات السياسية الاستفادة من خبرات السفراء في مختلف المجالات، وتبادل المعرفة والتجارب.
وتعد هذه اللقاءات جزءاً من مسؤولية القيادات السياسية في تمثيل بلادها على الصعيد الدولي، والدفاع عن مصالحها.
باختصار، اللقاءات بين القيادات السياسية والزعامات الوطنية مع سفراء الدول تعتبر أداة مهمة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية، وتعزيز مكانة الدولة على الصعيد الدولي، ومع ذلك، يجب أن تتم هذه اللقاءات في إطار التنسيق مع الحكومة، وأن تخدم المصالح العليا للبلاد.
فالحكومة هي الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة السياسة الخارجية للدولة، وهي تمتلك الأدوات والمؤسسات اللازمة لذلك، مثل وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات، والقيادات السياسية، بما في ذلك رؤساء الأحزاب والكتل السياسية، هم شخصيات مؤثرة في صنع القرار السياسي، ولهم دور كبير في توجيه السياسة الخارجية.
وختاماً الحكومة، وإن كانت مسؤولة رسمياً عن السياسة الخارجية، إلا أنها تحتاج إلى دعم وتأييد الكتل السياسية لتنفيذ هذه السياسة، خاصة وان النظام السياسي العراقي يعتمد على التوافق بين الكتل السياسية المختلفة، والتي يقودها زعماء وقادة لهم ثقلهم السياسي والشعبي.