الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مرآة وجه و(سلاية) قفا؟

بواسطة azzaman

نقطة ضوء

مرآة وجه و(سلاية) قفا؟

محمد صاحب سلطان

 

لست ممن يدعون حسن القول من دون زلة، ولا الإيحاء بالكمال سواء في الحياة أو العمل، فالكمال لله سبحانه وتعالى، والانسان مهما أوتي من ملكات، فهو خطاء وجاهل في أمور كثيرة، إن لم يتعلم عن طريق التجربة أو الاحتكاك في الميدان، أو على الأقل إكتساب المعارف النظرية المفضية الى تجارب ميدانية معاشة، فنأخذ العبرة من صاحبها، ومن إكتوى بنيران أحداثها، وهكذا دواليك، فالانسان لا يقف عند حد تجربة واحدة، سواء أكانت سعيدة أم محزنة، طريفة أم مبكية، جادة أو غير ذلك، بعضها في علاقات مع (شخوص) بملامح بشرية خادعة، لكنهم يمتلكون نوازع شيطانية مرعبة، مما يتطلب الإبتعاد أفضل من الاختلاط بهم، فتصبح وحدتك وطن آخر،وهي على سلبياتها، اجمل من محيطهم العفن!، إذ إن سنوات العمر، وحلاوة أحداثها أو مرارتها، تكسبك فرصة الفرز والتحقق بما يواجهك، ومنها النصيحة الذهبية، الداعية الى عدم الخوف من الذين يكرهونك، بل الخوف من الأشخاص الذين يدعون محبتك ويتظاهرون بالحرص عليك، لكنهم (في الوجه مراية وفي القفا سلاية) كما يقول المثل الشعبي!، وحقيقة لا يمكن الوثوق بهؤلاء، كونهم يتلاعبون بمنطق التشهير في توصيف الأحداث وتحليلها، فهم يكذبون بكل شئ، سواء أكان مالا أم سياسة أم ادارة، فهم بارعون في ابراز الهنات وتضخيمها-ان كانت تخدم مصالحهم- وفي التعتيم على الحقائق، إن كانت لا تتوافق مع توجهاتهم، فهم بارعون في عرض الصور السوداوية من دون فسحة أمل، متناسين حقيقة مفادها، ان مساحة البياض في صور حياة الناس، تزداد مهما أوتي الآخرون من فعل مؤثر في عرض المساحة السوداء المحيطة بها!، فهم مثل نعيق البوم، لا يجلب لاصحابه سوى المصائب!، وهم نرجسيون، يرون أنفسهم دائما على حق، وسيلتهم الكذب ولا غير، لشعورهم بالدونية، حتى يصل بهم الأمر الى تصديق كذبهم والتعامل معه على إنه حقيقة!، واكثر الامثلة ظاهرة للعيان، أولئك الذين يدعون الصدق في مقابلاتهم التلفازية وفي فضائيات متعددة، يغيرون جلودهم كالحرباء، ولا داعي لذكر الأسماء فهم مفضوحون، حتى يظن من يشاهدهم أو يستمع اليهم، من ان السياسة ليست فن الممكن، بل فن الكذب والتدليس، ومسح الذاكرة فيما يتحدثون، مجرد سقط متاع، ولولا تغير أسماء القنوات وبدلاتهم التي يظهرون بها، لظن البعض، بإنهم (ربورتات) تتحدث بما تلقن به!، أو مشاهد مسرحية هابطة، يكون الخروج عن نصها الممجوج هو القاعدة، بما يسئ لا بما يمتع..

والمنافق أيضا، لا يثق حتى في ظله، جراء قلقه، وخشيته من الافتضاح، وخوفه أن يكون ظله، منافسا له ويتقدم عليه!، فالمنافق لا ينظر وراءه خشية اللحاق به!، بل يحفز ذاكرته بما يجعله قادرا على الوصول لإكتاف غيره، كي يتسلق بواسطتها الى ما يبغي، ناشرا أجنحة السوء التي يحلم أن توصله الى أقبية أحلامه المريضة ،في قتل الحب الذي يعده مثل خبز الفقراء الذي يقاتل لفناءه!

وختاما.. رحم الله القائل:المنافق يضع المسك فوق جلده،لكنه يرمي روحه داخل وعاء القمامة!..

أبعدنا الله وإياكم_عزيزي القارئ- عن نتانة روائحه!..

 


مشاهدات 128
الكاتب محمد صاحب سلطان
أضيف 2025/02/15 - 12:47 AM
آخر تحديث 2025/02/15 - 12:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 301 الشهر 7960 الكلي 10403331
الوقت الآن
السبت 2025/2/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير