معاناة مستمرة تحت شعار التجفيف المتعمّد

مطالبات بإيقاف عمليات تطوير حقول النفط في هور الحويزة

بغداد - ابتهال العربي

دعا ناشطون بيئيون، الجهات المعنية، الى الحفاظ على مكون الحويزة، مطالبين بإيقاف عمليات تطوير حقول النفط في الهور. وكتب الناشط البيئي من سكنة اهوار الحويزة، مصطفى هاشم، مقالة على منصة فيس بوك، واطلعت عليها (الزمان) امس ان (حويزة واحد، أو بالأحرى إبادة واحدة، لافتة نُصبت في قلب هور الحويزة بمحافظة ميسان، تشير إلى أول بئر نفطي في حقل الحويزة النفطي، الذي يجري تطويره حالياً، هذا الحقل الذي يستهلك مساحات واسعة من الهور، يضرب عرض الحائط جميع الاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدولة العراقية بالحفاظ عليه، واؤوكد ذلك كموطن أصلي لسكان الأهوار)، واضاف (نحن كشباب أهواريين، لا نملك سلطة أو نفوذاً لوقف هذا الاعتداء السافر على أرضنا وموطننا الأصلي، وهذا نداءً أخيراً نوجهه إلى أحرار العالم للتضامن معنا ورفع هذه القضية، لكي يرى الجميع الاهمال الذي يعاني منه اهالي الأهوار).

جفاف طبيعي

وقال خبير البيئة، رمضان جمعة، لـ (الزمان) امس ان (هور الحويزة العراقي بين الجفاف الطبيعي من قلة المياه، والتجفيف المتعمد لتغذية حقول نفطية ضمن اراضي الهور، تحت شعار حضارة تتلاشى وتدهور بيئي وزحف للصحراء وزيادة الملوثات)، مبيناً انه (تواجه منطقة هور الحويزة أزمة خطيرة نتيجة الجفاف وقلة المياه، والتجفيف المتعمد من اجل الاستيلاء على أراضي الهور لصالح حقول نفطية جديدة ضمن اراضي الهور، ما يؤثر بشكل مباشر على حياة سكان الهور والمنطقة منذ عدة سنوات)، واوضح جمعة ان (الأهوار تعاني من انخفاض حاد في مستويات المياه، ما يؤدي إلى تدهور بيئي واقتصادي كبير)، مشيراً الى ان (95 بالمئة من المناطق المائية شبه جافة نتيجة التغيرات المناخية والأسباب المعروفة الأخرى)، وتحدث الخبير عن (الخطر الاخر وهو التجفيف لأغراض التنقيب عن النفط، وتزايد القلق من عمليات حفر الآبار النفطية في أراضي الهور، التي تسهم في تفاقم أزمة التصحر التدهور البيئي والاعتداء على أنظمة التنوع الاحيائي)، وفقاً لما ذكر، مؤكداً انه (يتم تحويل الكثير من أراضي الهور لصالح الشركات النفطية، وبالتالي فقدان سبل المعيشة للعديد من سكان الهور ومصادر رزقهم، حيث انخفض عدد الجاموس بشكل كبير، والطيور المهاجرة مما أثر على النظام البيئي والمنتجات المحلية مثل الالبان، وهذا يشجع على الهجرة من تلك المناطق، وينتقل السكان إلى مناطق أخرى بحثاً عن مصادر عيش أفضل).

اجراءات سريعة

ونوه الى ان (هجرة 7 الاف عائلة من المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية بحسب تقارير)، داعياً الجهات المعنية الى (إجراءات سريعة لوقف عمليات تجفيف هور الحويزة، والتوقف من اتساع الحقول النفطية، ثم وضع استراتيجيات طويلة الأمد لمعالجة مشكلات الجفاف وتوفير سبل العيش للسكان). وكانت شركة نفط ميسان، التابعة الى وزارة النفط، قد اكدت تدارس الأثر البيئي المتعلق بآثار الفعاليات النفطية التي تجري في حقل الحويزة النفطي 63 كيلومتر شرق محافظة ميسان، ضمن عقود تطوير الحقل.

وذكر اعلام الشركة ان (فريقاً مشتركاً من الشركة يسعى لاستكمال الإجراءات الفنية واللوجستية، لتنفيذ العقد المبرم مع شركة جيو جيد الصينية التي تتولى عمليات تطوير الحقل المذكور، لتحديد الإحداثيات والحصول على معلومات تتعلق بدراسة الأثر البيئي، كما زار الفريق موقع البئر حويزة واحد ضمن سياق متطلبات الدراسة)، لافتاً الى (حفر أول بئر استكشافي في الحقل منذ مطلع الثمانينيات، وتوقفت عمليات تطويره بسبب ظروف الحرب آنذاك، وقد أحيل تطويره عام 2023، إلى الشركة الصينية ضمن جولة التراخيص النفطية الخامسة الخاصة بالرقع والحقول الحدودية من قبل وزارة النفط).